الرئيسية/المقالات/خروج الداعيات في وسائل الإعلام

خروج الداعيات في وسائل الإعلام

خروج الدّاعيات في وسائل الإعلام
 
بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ..
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:
فقد بلغني أنّ بعضَ الأخوات المعروفات بالصّلاح، والدّعوة إلى الله، صِرن يخرجن في إذاعة الرّياض، وإذاعة القرآن، يحاضرن على المستمعين والمستمعات، ثم إنّي سمعتُ بعض ذلك، وما يتبع ذلك من مداخلاتٍ مِن رجالٍ ونساء، وإنّي أرى أنّ هذا غلطٌ ممّن أقدمتْ عليه، وممّن أشار عليها، أو شجّعها؛ ولا أشكّ أنّ القائمين على الإعلام يرغبون في ذلك، ويشجّعون عليه، ويدعون إليه؛ لأنّ مِن أهم مقاصدهم في الإعلام: إبراز المرأة صورة وصوتاً، ولاسيما إن كان صوتها رخيمًا ورقيقًا، وهم يتخذون لذلك شتى البرامج الهزيلة، التي أهم ما فيها: تدريب البنات على التحدُّث من منبر الإذاعة، والمحاورة مع رجل أو مسترجلة في إجابة على سؤال أو مشاركة، وتَلَقِّي كلمات الإعجاب والتشجيع.
وبرنامج الدعوة بصوت المرأة مرغوب فيه بسياسة الإعلام، ومعلوم أنّ محاضرة المرأة على الرجال هو نوع من الخطابة، وما شرع الله للمرأة أن تخطب في جمعة ولا عيد، حتى ولو لم يُوجد رجلٌ يخطب، ولو أدّى ذلك إلى أن يُصلّوا ظهرًا.
ومحاضرةُ المرأة في الإذاعة يستمعُ لها ألوف مؤلّفة مِن الرّجال، مع أنّ ما تقوله وتقوم به يمكن أن يقوم به الرجل، إذًا: فلا مصلحة ولا موجب لإقحام الأخوات الدّاعيات إلّا ما ذكرتُه مِن سياسة الإعلام، فعليهن -وفّقهنّ الله- أن لا يُخدعن، ومَن خُدعت منهنّ فعليها أن تتركَ الاستمرار في هذا الطريق، وتقصرَ هي وأخواتها نشاطهنّ في الدّعوة في محيط النساء: كالمدارس، ودور التحفيظ، ومجامع النساء.
ألهم اللهُ الجميعَ الصواب، وهدانا سبيل الرشاد، إنّه ولي ذلك والقادر عليه. وصلّى الله وسلّم على نبينا محمّد وآله وصحبه أجمعينحرر في: 4/4 /1432هـ

أملاه:
عبدالرّحمن بن ناصر البرّاك