الحمدُ لله وصلَّى الله وسلَّم على محمَّد، أما بعد:
فإنَّ الاستواء على العرش فعلٌ مِن أفعال الرَّب التي تكون بمشيئته تعالى؛ فهو صفة فعليَّة، ولا يصح أن يقال: إنَّه صفة ذاتيَّة، وضابطُ الصفة الذاتيَّة هي التي يصح أن تقول فيها: إنَّ الله لم يزل، [1] والاستواءُ على العرش لا يصحّ فيه ذلك؛ لأنَّ الاستواء متعلِّقٌ بالعرش، والعرشُ مُحدَث، لكن جنس الفعل صفة ذاتية فعلية؛ لأنه يصح أن تقول: إنَّ الله لم يزل فعَّالًا لِمَا يريد، أو لم يزل يفعل إذا شاء، فجنس الفعل -كالكلام- قديم النوع حادث الآحاد، [2] والله أعلم.
أملاه:
عبدالرحمن بن ناصر البراك
حُرِّر في 30 شعبان 1442 هـ