الحمدُ لله، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه وسلّم، أمّا بعد: فما يجوز مِن المدح في حضرة الممدوح أو غيبته نثرًا: يجوز نظمًا، فإنّ الشّعر كلام؛ حَسَنه حسَنٌ وقبيحُه قبيحٌ، ومعلوم أنّ المدح متى اشتمل على باطل؛ مِن كذب، أو غلو، أو سوء قصد، أو أدى إلى انخداع الممدوح: فإنّه لا يجوز، ولا وزن للباطل وإن كثر، ﴿قُل لَّا يَستَوِي ٱلخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَو أَعجَبَكَ كَثرَةُ ٱلخَبِيثِۚ﴾[المائدة: 100]
وكثرةُ المدح في الشّعر لا تدلّ على جوازه، والمادحون إذا تعدوا حدود الشّرع في مدحهم: فلا عبرة بكثرتهم، بل هؤلاء هم أكثر الداخلين في قوله تعالى: ﴿وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلغَاوُۥنَ﴾[الشعراء:224] الآيات إلى قوله: ﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّٰلِحَٰتِ وَذَكَرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا وَانتَصَرُوا مِنۢ بَعدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعلَمُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾[الشعراء:227] والله أعلم، وصلّى الله وسلّم على محمّد. حرر في: 9-5-1438 هـ
قال ذلك:
عبدالرّحمن بن ناصر البرّاك