الحمد لله؛ ليس كلُّ ذِكرٍ لمحاسن الميت يكون من النياحة؛ بل ذِكرها على وجه معيَّن مع البكاء ورفع الصوت والندب؛ هذا هو النياحة، أما مجرد التحدُّث بمحاسن الميت مثلما يتحدث به المشيعون للجنازة؛ يقولون: "فلان رحمه الله كان مستقيمًا، وكان جوادًا وكان يحسن إلى الناس"؛ فهذا ليس من النياحة في شيء، ومثله ما حصل من الصَّحابة في الحديث الذي أشار إليه السائل، [1] فلعلَّهم قالوا عن الأولى: إنه رجل صالح ورجل محسن وإنه مستقيم، وعن الثاني: إنه فاجر خبيث؛ فهذا ما هو إلا تحدث بما يعلمونه عن الميت. والله أعلم.
أملاه:
عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك
حرر في 13 رجب 1443 هـ
الحاشية السفلية
↑1 | أخرجه البخاري (1367)، ومسلم (949) عن أنس بن مالك رضي الله عنه. |
---|