الحمدُ لله وحده، وصلَّى الله وسلَّم على مَن لا نبي بعده ؛ أمَّا بعد :
فإنَّ الأصل في صيام السّت مِن شوال ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلّم-: (مَن صامَ رمضانَ ثمَّ أتبعهُ ستًّا مِن شوَّال، كانَ كصيامِ الدَّهرِ) [1] ، وروى الإمام أحمد وغيره عن ثوبان -رضي الله تعالى عنه- أنَّ النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: (صيامُ شهرِ رمضانَ بِعَشَرَةِ أشْهُرٍ، وستةُ أيامٍ بَعْدَهُنَّ بشهرين، فذلك تمامُ سَنَةٍ) [2] .وقولُه -صلَّى الله عليه وسلَّم- في حديث أبي أيوب: (مِن شوالٍ) شاملٌ لجميع أيام الشَّهر، سوى يوم العيد لثبوت النَّهي عن صومِه.
وعيدُ الفطر يومٌ واحد لا أيامٌ، بخلاف عيد الأضحى؛ فإنَّه يلتحقُ في حكم النَّهي عن صومه أيامُ التَّشريق الثلاثة، التي قال فيها الرَّسولُ صلَّى الله عليه وسلَّم: (أيامُ التَّشريقِ أيامُ أكلٍ وشربٍ وذكرٍ لله عزَّ وجلَّ) [3]
وأُنبّه -بعد هذا- إلى أنَّه لا ينبغي نشر تلك الرسالة المذكورة؛ لِمَا تحدثه مِن التَّشويش على النّاس، مع مخالفة مضمونها للسّنَّة الصَّحيحة، ولِمَا أمرَ اللهُ به مِن الاستباق إلى الخيرات. والله أعلم.
عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك
في اليوم الثَّالث مِن شوال 1436هـ