الرئيسية/شروحات الكتب/نونية ابن القيم/(145) فصل فاسمع صفات عرائس الجنات ثم اختر لنفسك يا أخا العرفان
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(145) فصل فاسمع صفات عرائس الجنات ثم اختر لنفسك يا أخا العرفان

بسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيم
التَّعليق على كتاب (نونيّة ابن القيم – الكافية الشَّافية)
الدرس: الخامس والأربعون بعد المئة

***    ***    ***

- صفات حور العين [1] - تشبيه الناظم وجوه حور العين وشعورهن بالشمس والليل [2] - معنى حور العين [3] - مبالغة الإمام ابن القيم في وصف حور العين [4] - حكم وصف المؤمنين مع أزواجهم بالحيرة [5]

 
 – القارئ: أحسنَ اللهُ إليكَ، قالَ رحمَهُ اللهُ تعالى:
فصلٌ
فاسمعْ صفاتِ عرائسِ الجنَّاتِ ثمَّ اخـ    ـترْ لنفسِكَ يا أخا العِرفانِ

 

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
1 صفات حور العين
- الشيخ: لا إله إلَّا الله، عرائُس الجنَّاتِ هي أزواجٌ هي الحورُ، أزواجُ المؤمنينَ في الجنَّةِ، لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ [النساء:57]. مواضع من القرآن لهم فيها، وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ [الدخان:54]. وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ [الصافات:48].
فوصفهنَّ بالحورِ وبالعَيَنِ، والحَورُ يقولُ أهلُ اللغةِ أنَّه يعني شدَّةُ بياضِ العينِ معَ شدَّةِ سوادِه مع بياضِ البدنِ، يُقالُ لها حوراءُ، الواحدةُ حوراءُ، العيناءُ هي ضخمةُ العينين.
هذه كلُّها صفاتٌ يعني مطلوبةٌ ومحمودةٌ في صفاتِ النِّساء، الحور والعين، وصفهنَّ بـ: قاصراتِ الطرفِ، يقولُ ابن القيّم تفسير لقاصرات الطرف في النونيّة: قاصراتٌ طرفهنَّ عليهم أو قاصراتٌ طرفهنَّ عليهنّ.
- القارئ: أحسنَ اللهُ إليكَ.
فاسمعْ صفاتِ عرائسِ الجنَّاتِ ثمَّ اخــ     ـــترْ لنفسِكَ يا أخـا العِرفـانِ
حــورٌ حِسـانٌ قـدْ كمُلْـنَ خلائقـاً         ومحاسناً مِـن أجملِ النِّســوانِ

- الشيخ: خلائقاً والله، خلق وخُلُق.
- القارئ:
حتَّى يحارُ الطَّرفُ في الحُسنِ الَّذي         قدْ أُلبِسَـتْ فالطَّرفُ كالحيــرانِ
ويقـولُ لمَّـا أنْ يشاهـدَ حسنَهــا         سبحانَ مُعطي الحُسنِ والإحسانِ

- الشيخ: لا إله إلا الله، يالله الجنة.
- القارئ:
والطَّرفُ يشربُ مِن كؤوسِ جمالِهـا    فتراهُ مثلَ الشَّاربِ النّشــوانِ
كمُلَتْ خلائقُها وأُكمِـلَ حسنُهــا       كالبدرِ ليلَ السِّتِ بعدَ ثمانِ
والشُّمسُ تجري في محاسنِ وجهِها     والليلُ تحتَ ذوائبِ الأغصانِ

 
2 تشبيه الناظم وجوه حور العين وشعورهن بالشمس والليل
- الشيخ: يعني هذهِ أشياء يعني نوعٌ من حسب ما، والشمسُ تجري في محاسنِ وجهِها يعني إنَّها جميلة جميلة وأنّها شمٌس، والليلُ تحتَ ذوائبِ الأغصانِ يظهرُ أنَّه يريدُ وصفَ شعورِهنَّ، وإنْ كانَ بعضُ ذلكَ لم يأتِ منصوصاً لكن هو مقتضى وصفهنّ بالحُسنِ و، والليلُ تحتَ ذوائبِ الأغصانِ، فهي جميلاتُ الوجوهِ، اللهُ أكبر، نعم بعده.
- القارئ:
والشُّمسُ تجري في محاسنِ وجهِها      واللَّيلُ تحتَ ذوائبِ الأغصانِ
فتراهُ يعجبُ وهوَ موضعُ ذاكَ مِـن        ليلٍ وشمسٍ كيفَ يجتمعـانِ
فيقولُ سبحـانَ الَّـذي ذا صنعُـهُ       سبحانَ متقنِ صنعةِ الإنسـانِ
لا اللَّيلُ يدركُ شمسَها فتغيبُ عنـ    ــدَ مجيئِهِ حتَّى الصَّباحِ الثَّاني
والشَّمسُ لا تأتي بطردِ اللَّيلِ بـلْ         يتصاحبـانِ كلاهُما أخـوانِ

- الشيخ: إي الله يرحم الشيخ، كلُّ هذا من فنٍّ يعني من فنِّ التصويرِ والتعديلِ والتشبيهِ، يعني دلَّ الكلماتُ الأخيرةُ على قولِهِ: الشمسُ تجري في محاسنِها والليلُ تحتَ ذوائبِ الأغصانِ، هذا استطردَ في الكلامِ وللتعبير عن الوجهِ يعني استطردَ في في قولِه والشمسُ تجري في محاسنِ وجهِها والليلُ تحتَ ذوائبِ الأغصانِ راح، يقولُ: وليسَ بينهما تنافي يعني وجهُها في غايةِ الحسنِ والبياضِ وما والشعرُ موصوفٌ بالسوادِ.
علماً أنَّ الشعرَ ما جاءَ له ذكرٌ لكن ولكن هذا ما يعقلُه المخاطبون، ما يخطرُ بالبال أنّهنَّ ليس لهن شعورٌ هذا ما يجي، يعني لفظ الشعور ما جاءَ لكنّه مفهومٌ من الثناءِ والوصفِ بالحسنِ والأزواجِ.
- القارئ:
وكلاهُمـا مرآةُ صاحبِـه إذا           ما شـاءَ يبصـرُ وجهَـهُ يريــانِ
- الشيخ: هذا كأنَّه الظاهر ورد يعني، أنّ كلَّاً منهما يرى وجهَه في صورةِ الآخرِ لصفاءِ كلٍّ منهما.
- القارئ:
وكلاهُمـا مرآةُ صاحبِه إذا           ما شـاءَ يبصـرُ وجهَــهُ يريـانِ
فيرى محاسنَ وجهِهِ في وجهِهــا     وتــرى محاسنَهـا بــهِ بعيـانِ

- الشيخ: هذا شرحٌ للبيت الَّذي قبلَه.
- القارئ:
حُمـرُ الخدودِ ثغورُهــنَّ لآلئٌ         سـودُ العيـونِ فواتـرُ الأجفـانِ
 
3 معنى حور العين
- الشيخ: كلُّ هذا مأخوذٌ من يعني الإخبارِ عن حسنِهنَّ وكمالهنَّ وكذا، يعني ما جاء لكن معروفٌ أنَّ أنّ الجمالَ بهذا، هو نفسُ الحورِ كما ذكرْتُ لكم الحور فسَّرُوه بأنَّه شدَّةُ بياضِ العينِ مع شدَّة السوادِ، أو شدَّةُ السوادِ معَ شدَّةِ البياضِ معَ بياضِ البدنِ.
- القارئ:
والبرقُ يبدو حينَ يبسِمُ ثغرُهـا        فيضيءُ سقفُ القصرِ بالجدرانِ
ولقد رُوِيْنا أنَّ برقـاً ساطعـاً           يبـدو فيسألُ عنهُ مَن بجنـانِ
فيُقالُ هذا ضوءُ ثغرٍ ضاحكٍ           في الجنَّـةِ العليـا كما تريـانِ
للّهِ لاثمُ ذلكَ الثَّغــرِ الَّـــذي           في لثمِـهِ إدراكُ كـلِّ أمانِ

- الشيخ: اللهُ المستعانُ الله المستعان.
- القارئ:
ريانةُ الأعطافِ مِن ماءِ الشَّبا         بِ فغصنُها بالماءِ ذو جريانِ
لمَّا جرى ماءُ النَّعيمِ بغصنِهـا         حملَ الثِّمارَ كثيـرةَ الألـوانِ
فالوردُ والتُّفـاحُ والرُّمـانُ في        غصنٍ تعالى غارسُ البستانِ

 
- الشيخ: لا إله إلَّا الله، يعني أنَّها موصوفةٌ بكلِّ معاني الحُسنِ، يعني ما يريدُ أنَّها تحملُ هذه الثمار (الشيخ ضاحكاً)، ما أحد يفهمُ هذا لكن هو يعني كما تقدَّمَ أنَّ ابنَ القيِّمِ عنده الجانبُ الأدبيُّ والشاعريُّ والشاعريَّة والخيالُ، أعد بيتين.
- القارئ:
لمَّا جرى مـاءُ النَّعيـمِ بغصنِهـا         حملَ الثِّمـارَ كثيـرةَ الألـوانِ
فالـوردُ والتُّفـاحُ والرُّمانُ فـي         غصنٍ تعالى غارسُ البستـانِ
والقدُّ منها كالقضيبِ اللَّدنِ في         حسنِ القوامِ كأوسطِ القضبانِ
في مغرسٍ كالعاجِ تحسـبُ أنَّهُ         عالي النَّقا أو واحـدُ الكُثبـانِ
لا الظَّهرُ يلحقُها وليـسَ ثديُهـا          بلواحـقَ للبطــنِ أو بـدوانِ

 
4 مبالغة الإمام ابن القيم في وصف حور العين
- الشيخ: والله ما هو بظاهر، عندي واللهُ أعلمُ أنَّه شوي بالغَ في في التوصيف بالغَ، يكفي الإجمال في هذا الله أعلمُ، أمرٌ عظيمٌ، يريدُ أن يقول أنّها ليست يعني يعني أراد أن يقول أَّنها موصوفةً بكلِّ معاني الحُسن بكلِّ صفات الحُسن في المرأة، هو يطبِّقُ هذا المعنى وعبّر عنه عبّر عنه.
- القارئ:
لكنَّهُـنَّ كواعــبَ ونواهـدَ             فنهودُهــنَّ كألطـفِ الرُّمانِ
- الشيخ: وهذا عندي أنَّه ... التعبير هذا، النهود الثُديّ، كألطفِ الرمانِ يعني كبرِ الرمانِ الصغارِ مع، أجدُ أنَّ هذا فيه إغراقٌ في الدخولِ في أمرٍ ... وأمر، كواعبُ جاءَ في القرآنِ أنَّهن كواعب كواعب يعني، إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا [النبأ:31-33].
وصفهنَّ بأنَّهنَّ كواعبَ أو كذا جاءَ في القرآنِ، لكن وصفَ الثُديِّ كألطفِ الرمانِ ما أجت، كألطفِ الرمانِ يعني أنَّ ثُديَّهنَّ كبر الرمان ما ما يصلح، عندكم ابن عيسى؟
- القارئ: موجود، أحسنَ اللهُ إليكَ.
- الشيخ: أيش قال على الأبيات؟ تكلَّم عنها؟ قفْ على هذا البيت بعدين، أيش قال أيش قال؟
- القارئ: ما ذكرَ شيئا، أحسنَ اللهُ إليكَ
- الشيخ: تكلّم عنها؟
- القارئ: تكلَّمَ في سطرينِ فقطْ، قالَ: القضيبُ: الغصنُ وهو أحدُ.
- الشيخ: ... مفردات؟
- القارئ: لا، نعم.
- الشيخ: لا أنا أريد كلامه عن البيت هذا اللي يقول: نواهدٌ وكذا..
- القارئ: ما ذكرَ شيئاً، أحسنَ اللهُ إليكَ.
- الشيخ: طيّب ابن عثيمين شرح؟
- القارئ: إي نعم ،أحسنَ اللهُ إليكَ.
- الشيخ: عندك؟
- القارئ: ما أحضرْتُهُ
- الشيخ: عندكم شرح ابن عثيمين
- طالب: لا والله.
- الشيخ: تجيبوه [تحضروه] إنْ شاءَ اللهُ المرة الثانية
- القارئ: بإذنِ اللهِ
- الشيخ: قفْ على هذا بس [فقط].. نسألُ اللهَ من فضلِه، نسألُ اللهَ من فضلِه، أيش قالَ الهرَّاس اقرأْ تعبيرَ الهرَّاسِ هل يعني عبَّر عن شيءٍ ولا؟ الهرَّاس زين.
- القارئ: اقرأُ مِن البدايةِ أحسنَ اللهُ إليكَ؟
- الشيخ: إي إي اقرأْ من البداية خفيف هو امشِ
- القارئ: أحسنَ اللهُ إليكَ، قالَ رحمَهُ اللهُ تعالى:
فإنْ كنْتَ لا تزالُ مفتوناً بما هاهُنا مِن جمالٍ، مأخوذاً بسحرِ عيونِ ربَّاتِ الحِجالِ، فاسمعْ ما سأقصُّهُ عليكَ مِن صفاتِ عرائسِ الجنانِ، وما بلغْنَهُ مِن كمالٍ في بابِ الحُسنِ والإحسانِ، ثمَّ اخترْ لنفسِكَ ما يحلو منهنَّ أو مِن هؤلاءِ النِّسوانِ، فهنَّ حورٌ حِسانٌ قد عُمِلَتْ خلائقهنَّ، فلا يُرى مِن عيبٍ ولا نقصانٍ.
- الشيخ: أيش عَمِلت أيش؟
- القارئ: خلائقهنَّ
- الشيخ: لا، "كَمُلَتْ" يمكن
- القارئ: كمُلَتْ خلائقُهنَّ، فلا يُرى مِن عيبٍ ولا نقصانٍ، وكمُلَتْ محاسنُهنَّ حتَّى ليحارُ الطَّرفُ فيهنَّ مِن رِقَّةِ الجلدِ وصفاءِ الألوانِ، وحتَّى ليُرى مخُّ سوقِهنَّ مِن وراءِ ثيابِهنَّ ويرى النَّاظرُ وجهَهُ في كبدِ إحداهُنَّ، كما تُرى الصُّورُ في المرآةِ، ولا تسلْ عن جمالِ العيونِ، ففيها كلُّ السِّحرِ والفتونِ، قد زانَها الحورُ فاشتدَّ بياضُ بياضِها واشتدَّ سوادُ
- الشيخ: اشتدَّ بياضُ بياضِها.. هذا تفسيرٌ للحورِ
- القارئ: فاشتدَّ بياضُ بياضِها واشتدَّ سوادُ سوادِها، والتأمَ كلٌّ منهما بالآخرِ وتناسبَا حتَّى أصبحَا يشعَّانِ الفتنةَ. وبالجملةِ ففيهنَّ كلُّ ما شئْتَ مِن شبابٍ وجمالٍ وحسنٍ ودلالٍ، حتَّى يقولُ صاحبُها حينَ.
- الشيخ: جزاه اللهُ خيراً، أقول: ما شاءَ اللهُ!، نعم.
- القارئ: أحسنَ اللهُ إليكَ، حتَّى يقولُ صاحبُها حينَ يشاهدُها وهوَ مشدوهٌ حائرُ الطَّرفِ:
سبحانَ مَن كمَّلَكِ جسماً ومعنىً وأعطاكِ هذا الحُسنَ والإحسان
 
5 حكم وصف المؤمنين مع أزواجهم بالحيرة
- الشيخ: أي ما ومشدوه وحيرة هذي ما يعني هذا فيه يعني في حالِ العاشقين في الدُّنيا، أمَّا ما يعني المؤمنون معَ زوجاتِهم ما يناسُب وصفُهم بالحيرةِ، لكن هو يريدُ يريد أنّهنّ في غايةِ الحسن، ولا حيرة ومشدوه المشدوه والحائرُ الَّذي يعني يصيرُ يفقدُ شيئاً من من إدراكِه حائرٌ، ومشدوهٌ مبهوتٌ، هذه ما تناسبُ لحالِ أولياءِ اللهِ في الجنَّة، هذه أوصافُ حالِ العاشقين في الدنيا يصيرُ مشدوهاً وحائراً و، لكن بيت كلّ المقصود التعبير عن كمال حسنهنّ بس هذا هو، وهذا حقٌّ.
- القارئ: سبحانَ مَن كمَّلَكِ جسماً ومعنىً وأعطاكِ هذا الحسنَ والإحسانَ، ويظلُّ طرفُهُ يشربُ مِن كؤوسِ جمالِها ويعبُّ مِن معينِ فتنتِها وسحرِها
- الشيخ: هذا كلّه من تعبيراتٍ من المعروفِ يعني التعبير عن شربِ الشربِ والكؤوسِ وغيره، يعني هذا ما كلُّه مجازاتٌ المرادُ منها التعبيرُ عن الحسنِ والكمالِ.
- القارئ: حتَّى يصيرُ ثملاً نشواناً في مثلِ الشّاربِ السّكرانِ. كمُلَتْ خلائقُها، فلا يصدرُ عنها إلَّا
- الشيخ: ثملاً كحالِ النسوانِ صحيح أنّ العاشقَ في الدنيا يمكن يصير سكران سكر هوى وسكر ... أمَّا المؤمنُ في الجنَّة فلا يحدثُ له لا سكرُ الحبِّ ولا سكرُ ولا سكرُ الخمرِ، لا هذا ولا ذاك.
- القارئ: فلا يصدرُ عنها إلَّا كلُّ جميلٍ مِن عفَّةٍ وشرفٍ وطاعةٍ للزَّوجِ وتحبُّبٍ إليهِ وقصرٍ للطَّرفِ عليهِ، ومناجاتِهِ بأحبِّ الكلامِ إليهِ، لا يبدرُ منها إليهِ ما يسوؤُهُ ولا يرى منها ما يكرهُهُ، ولا يقعُ منها دائماً إلَّا على كلِّ ما يزيدُهُ حبَّاً فيها
- الشيخ: الله المستعان يا الله الجنّة نسأل الله من فضله.
- القارئ: وانجذاباً إليها، واللهُ سبحانَهُ قد جمعَ فيها بينَ اللَّيلِ والنَّهارِ، فالشَّمسُ تجري في محاسنِ وجهِهِا
- الشيخ: الشيخ الهرَّاس -رحمه الله- يمشي على خطِّ المؤلّفِ يعبِّرُ عن كلامِه.
- القارئ: واللّيلُ تحتَ ذوائبِ شعرِها الفاحمِ الجميلِ، فاعجبْ
- الشيخ: شعرِها الفاحمِ؛ يعني الأسود
- القارئ: فاعجبْ لشمسٍ وليلٍ كيفَ يجتمعانِ؟! وقلْ: سبحانَ مَن هذا صنعُهُ، سبحانَ متقنِ صنعةِ الإنسانِ. ومِن عجبٍ أنَّ الشَّمسَ واللَّيلَ باقيانِ فيها لا يستطيعُ كلٌّ منهما أنْ ينسخَ الآخرَ، فلا اللَّيلُ بمدركٍ شمسَها فتغيبُ عندَ إقبالِهِ، ولا شمسُها تأتي بطردِ اللّيلِ وإدبارِهِ
- الشيخ: يعني شبَّهَ يعني جمالَها جمالَ وجهِها وسوادَ شعرِها وبياضَ وجهِها يعني بمسألةِ الليلِ والنهارِ، وأنّهما لا يغلبُ هذا ولا الآخر كذلك، لا إله إلَّا الله، نعم أعد التعبير.
- القارئ: ومِن عجبٍ أنَّ الشَّمسَ واللَّيلَ باقيانِ فيها لا يستطيعُ كلٌّ منهما أنْ ينسخَ الآخرَ، فلا اللَّيلُ بمدركٍ شمسَها فتغيبُ عندَ إقبالِهِ، ولا شمسُها تأتي بطردِ اللّيلِ وإدبارِهِ، بلْ هما فيها متلازمانِ كأنَّهما أخوانِ.
روى أبو سعيدٍ الخدريِّ عن النبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- في تفسيرِ قولِهِ تعالى: كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ والْمَرْجانُ[الرحمن:58] قالَ: (ينظرُ إلى وجهِهِ في خدِّها أصفى مِن المرآةِ، وأنَّ أدنى لؤلؤةٍ عليها لتضيءُ ما بينَ المشرقِ والمغربِ، وأنَّه ليكونُ عليها سبعونَ ثوباً ينفذُها بصرُهُ حتَّى يرى مخَّ ساقِها مِن وراءِ ذلكَ).
وروى سعيدُ بنُ جبيرٍ

- الشيخ: التخريج في تخريج؟
- القارئ: هنا خرَّجُوهُ -أحسنَ اللهُ إليكَ- في النسخةِ المحقَّقةِ.. لكنَّه بلفظٍ أطوَلَ مِن هذا، قالُوا: قالَ الهيتميُّ في مجمعِ الزَّوائدِ: رواهُ أحمدُ وأبو يعلى وإسنادُهما حسنٌ.
- الشيخ: نعم.. بعده.
- القارئ: وروى سعيدُ بنُ جبيرٍ عن ابنِ عبَّاسٍ قالَ: (لو أنَّ حوراءَ أخرجَتْ كفَّها بينَ السَّماءِ والأرضِ لافتُتِنَ الخلائقُ بحسنِها، ولو أخرجَتْ نصيفَها لكانَتْ الشَّمسُ عندَ حسنِها مثلَ الفتيلةِ في الشَّمسِ لا ضوءَ لها، ولو أخرجَتْ وجهَها لأضاءَ حسنُها ما بينَ السَّماءِ والأرضِ). ثمَّ قالَ: يعني أنَّ كلَّاً مِن الرَّجلِ وزوجتِهِ في الجنَّةِ.. ثمَّ ذكرَ أبياتَ وكلاهما مرآةُ صاحبِهِ.
- الشيخ: إي بعد الأبيات ؟
- القارئ: إي نعم، ثمَّ قالَ: يعني أنَّ كَّلًا مِن الرَّجلِ وزوجتِهِ في الجنَّةِ يكونُ مرآةً لصاحبِهِ إذا ما شاءَ أنْ يرى وجهَهُ فيهِ رآهُ، فهوَ يرى محاسنَ وجهِهِ في وجهِها وهيَ كذلكَ ترى محاسنَها في وجهِهِ وهيَ حمرُ الخدودِ، فخدودُهنَّ أصفى مِن لونِ الورودِ وثغورُهنَّ حينَ يبسمْنَ كأنَّهنَّ لؤلؤٌ منضودٌ، وعندَما يفترُ ثغرُها عن ابتسامةٍ حلوةٍ يسطعُ منها البرقُ فيضيءُ جوانبَ القصرِ وسقفِهِ. ولقد رُويَ أنَّ أهلَ الجنَّةِ يشيمونَ برقاً ساطعاً فيسألونَ عنهُ فيُقالُ لهم: هذا ضوءٌ انبعثَ مِن ثغرِ حوراءَ ضحكَتْ لزوجِها في أعلى الجنانِ، فطوبى للاثمِ ذلكَ الثَّغرِ ومقبِّلِهِ، ففي تقبيلِهِ تحقيقُ كلِّ المُنى
- الشيخ: هذا تعبيرٌ عن النظمِ نفسِهِ، الناظمُ عبّر عن التقبيلِ وأثرِ التقبيلِ.
- القارئ: روى علقمةُ عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ عنِ النّبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- قالَ: «سطعَ نورٌ في الجنَّةِ فرفعُوا أبصارَهم فإذا هوَ مِن ثغرِ حوراءَ ضحكَتْ في وجهِ زوجِها».
وهيَ أيضاً طريّةَ الجسمِ بضَّتُهُ، تكادُ تتفجَّرُ شباباً وصحَّةً وامتلاءً، يجري ماءُ الشَّبابِ في جسمِها الممشوقِ فيزيدُهُ ليناً وطراوةً وحسناً، فهيَ بيضاءُ باكرَها النَّعيمُ وجرى ماؤُهُ في غصنِها النَّاعمِ الرَّخيمِ، فحملَ مِن كلِّ الثِّمارِ ففيهِ ما شئْتَ مِن وردٍ على الخدودِ وتفاحٍ على الجبينِ ورمانٍ في الصُّدورِ.
- الشيخ: وزَّعها، أيش؟ وزّعها الشيخ الهرَّاس
- القارئ: فحملَ مِن كلِّ الثِّمارِ ففيهِ ما شئْتَ مِن وردٍ على الخدودِ
- الشيخ: وردٍ على الخدودِ الحمراء
- القارئ: وتفاحٍ على الجبينِ ورمانٍ
- الشيخ: يمكنُ البياضُ بحمرةٍ
- القارئ: ورمانٍ في الصُّدورِ
- الشيخ: الثدي يعني.
- القارئ: فتعالى اللهُ غارسُ ذلكَ البستانِ الَّذي أودعَهُ مِن كلِّ ما تشتهيهِ النَّفسُ وتلذُّهُ العينانِ.
وأمَّا قدُّها فكالغصنِ الرَّطيبِ في حسنِ القوامِ واعتدالِهِ، فلم يشنْهُ قِصَرٌ ولا طولٌ، وهذا القدُّ الممشوقُ والقوامُ المعتدلُ قد قامَ على عجيزةٍ بيضاءَ كالعاجِ ثقيلةٍ ممتلئةٍ كأنَّها كثيبٌ مِن الرَّملِ.
- الشيخ: أقول هذا فيه إغراقٌ في وصفِ أمرِ يمكن لا، أقول لا يستطيعُ نعتَه في الدنيا، يعرفُه من يُنعمُ اللهُ به عليه.
- القارئ: فليسَ الظهرُ بلاحقٍ لها، بل هيَ متميزةٌ منفصلةٌ عنهُ، وكذلكَ ثدياها قد بعدَا عن بطنِها فليسَا بلاصقينِ فيهِ ولا بقريبينِ منهُ، بل نساءُ الجنَّةِ كلُّهنَّ كواعبُ ونواهدُ، قد كُعِّبَتْ أثداؤُهنَّ ونهدَتْ، أي تمَّتْ استدارتُها وبرزَتْ وارتفعَتْ، فصارَتْ كفحولِ الرمانِ الجيِّدةِ.
- القارئ: إلى هنا انتهى ما قرأْنا.
- الشيخ: حسبُك إلى آخرِهِ بس [فقط] يكفي يكفي.
- طالب: الشيخ ابن عثيمين ما علَّق على هذا الموضع اللي ...
- الشيخ: ما علّق ما علّق؟
- طالب: لا على موضع الرمان
- الشيخ: لا، إجماليّ قال إنّه..
- طالب: لا، هو شرح بعض ما ... الأبيات
- الشيخ: يعني ما تكلّم عن الفصل ومضمونه إجمالاً؟
- القارئ: لا، أحسنَ اللهُ إليكَ، ساقَ الفصلَ كاملاً ثمَّ قالَ: قولُه كذا مرادُه كذا وقولُه مرادُه كذا، قالَ قولُه مثلاً فيرى محاسنَ وجهِه في وجهِها.
- الشيخ: خلاص سهل هذا اللي نعرفه
- طالب: قال: هذا يحتاجُ إلى دليلِ
- الشيخ: إي وش أقول فيه الظاهر له واصل مثل ما ذكر إي صحيح
- طالب: وقال: وقولُه وإذا يجامعُها تعودُ كما أتت بكراً بغير دمٍ ولا نقصانٍ.
- الشيخ: إي هذا الظاهر ورد يعني، ذكروا هذا في تفسير الآية آية الواقعة، اقرأها، أنشأناهن أبكاراً عرباً
- القارئ: إي نعم، إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا[الواقعة:35-36]
- الشيخ: قال الشيخ بعد هذا يحتاج إلى دليل؟ ولا ذكر له الدليل؟
- طالب: لا لا قال: قوله هنا فيرى..
- الشيخ: لا لا
- طالب: قوله وإذا يجامعها
- الشيخ: بعده
- طالب: قال: لقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا﴾ يعني دائماً.. وقوله: ولقد روينا أن شغلهم الذي جاء في يس دون بيان شغل العروس بعرسه وهذا هو ظاهر الآية كما قال تعالى: إِنَّ أَصْحَابَ. .
- الشيخ: [هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي]
- طالب: [إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ في..]
- الشيخ: إلى آخرِ الآيةِ نعم.
- طالب: [هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ في فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ]، فتفسيرُها بهذا مطابقٌ تماماً لظاهرِ السياقِ، ثمَّ قالَ قوله: واضربْ لهم مثلاً لصبٍّ غابَ عن
- الشيخ: لا خلاص هذا ما أجيناه [لم نصل إليه]، الله يرحم الشيخ رحمه الله.
- طالب: يُذكَرُ عن الشيخ أحسن الله إليك الشيخ محمّد -رحمه الله-، لما جاء لهذه المواضع من النونيَّة، فيما يتعلّق بالحور العين والتفصيل قال: أمروها كما جاءت وما دخل في التفاصيل.
- الشيخ: أي ما هو يعني ما، عندي في شيء من الإغراق شيء، تفسير الحور وقصر الطرف والحسن الإجماليّ وكذا، لكن كلام يقولُ لما وصفَ قال لك يجي وإذا حضرْتَ لقيْتَ أمراً هائلاً ما للصفات أي، طيّب يا محمَّد.
- طالب: الحادي -أحسن الله إليك- يعني يمكن يكون أقرب الكتب تفصيلاً لهذه الأبيات ولا..؟
- القارئ: أقول: حادي الأرواح
- الشيخ: إي هو هذا تلخيصُ هذه الفصولِ في النونيَّة هو نظمٌ لمضمون الفصولِ هناك، لكن ليس هناك يعني هنا عبارات غير، يعني ما فيه هناك يمكن كانَ هو راح يتكلَّم يقول أنَّ شعرَها كالليلِ، ما أدري، لا هنا يعني استعملَ خيالَ الشاعرِ وطريقةَ الغزلِ والإبداعِ، رحمَه اللهُ رحمَه اللهُ.
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة