الرئيسية/شروحات الكتب/نونية ابن القيم/(146) والجيد ذو طول وحسن في بياض واعتدال ليس ذا نكران
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(146) والجيد ذو طول وحسن في بياض واعتدال ليس ذا نكران

بسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيم
التَّعليق على كتاب (نونيّة ابن القيم – الكافية الشَّافية)
الدرس: السّادس والأربعون بعد المئة

***    ***    ***

- وصف عنق حور العين [1] - الاجمال في وصف حور العين في القرآن والسنة [2] - تفسير قوله تعالى أزواج مطهرة [3] - الحكمة من ذكر الله لنعيم الجنة والرد على الصوفية [4] - اعتذار ابن القيم عن الإغراق في وصف الحور [5]

 
– القارئ: الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على نبينا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، أمَّا بعد: فقالَ ابنُ القيِّمِ –رحمه الله تعالى-:
وَالجِيْدُ ذُوْ طُوْلٍ وَحُسْنٍ فِي بَيَا … ضٍ وَاعْتِدَالٍ لَيْسَ ذَا نُكْرَانِ

 
وصف عنق حور العين

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
1 - الشيخ: الجِيد: العُنق، يريد يقول: إنَّ الحَوْرَاءَ والمرأة من نساءِ الجنة، يعني جِيْدُهَا طويلٌ، لأن هذا شيء من الصفات المحمودة، ابن القيم يعني في هذا التوصيفِ يعني أخذ يعني ما هو مُسْتَحْسَنٌ عند المـــُخاطَبِيْنَ من كذا ومن كذا ومن كذا ومن ذلك طولُ الجِيد، يقول شاعرهم:
بَعِيْدَةُ مَهوَى القُرْطِ، بَعِيْدَةُ مَهوَى القُرْطِ، يعني قُرْطها يعني يَتدلَّى ويكون بعيداً عن كتفها.
- القارئ:
وَالجِيْدُ ذُوْ طُوْلٍ وَحُسْنٍ فِي بَيَا ... ضٍ وَاعْتِدَالٍ لَيْسَ ذَا نُكْرَانِ
- الشيخ: يعني طولاً غير فاحش، طولٌ غير فاحشٍ، غير ذي نكرانِ.. يعني مبدع رحمه الله في التوصيف يعني، طويل وذو بياض ولكنه طول غير فاحش.
- القارئ:
يَشْكُو الحُلِيُّ بِعَادَهُ فَلَهُ مَدَى الـْ ... أَيَّامِ وَسْوَاسٌ مِنَ الهُجْرَانِ
- الشيخ: يشكو الحلي، الحلي يعني الذي يكون في الآذان، يشكو الحليُّ بِعادَهُ يعني ... قلت لكم: يقوله الشاعر: بَعِيْدَةُ مَهوَى القُرْطِ يعني القصيرة القرط يكون قُرطها، لكن اللي يكون عُنُقِهَا لا، يكون القرط يتدلَّى وبعيد.
- القارئ:
يَشْكُو الحُلِيُّ بِعَادَهُ فَلَهُ مَدَى الـْ ... أَيَّامِ وَسْوَاسٌ مِنَ الهُجْرَانِ
- الشيخ: عجيب، وله مدى الأيام وسواس من الهجران، كذا ما في نسخة هجران؟ ما في إشارة تعليق على "هجران" ذي؟
- القارئ: ما قال شيئا يا شيخ
- طالب: الغربة في عندي بين القرط والكتف طول الزمان ما يضرب بعضه بعض.
- الشيخ: ما علينا، نعم
- القارئ:
وَالْمِعْصَمَانِ فَإِنْ تَشَأْ شَبِّهْهُمَا ... بِسَبِيْكَتَيْنِ عَلَيْهِمَا كَفَّانِ
كَالْزُّبْدِ لِيْنَاً فِيْ نُعُوْمَةِ مَلْمَسٍ ... أَصْدَاْفُ دُرٍّ دُوِّرَتْ بِوِزَاْنِ

 
2 الإجمال في وصف حور العين في القرآن والسنة
- الشيخ: الله المستعان، الله، على كلِّ حالٍ يعني هو كل المحاسِنِ التي يعني يتصوَّرُها العقلُ هو يريد يُثبتها للحور، نعم يعني كمبدأٍ عامٍ إنَّ أزواجَ أهل ِالجنةِ في غايةٍ من الحُسن، في جميع أمورها في قَدِّهَا، في وجهِهَا، في جسدِهَا، في كذا، يعني هو راح يعبر عن كلِّ..
- طالب: ...
- الشيخ: أي كأنَّ -أنا قلت لكم من قبل- كأنَّ الاختصار لو أجمل وأنهنَّ في غاية الحُسنِ والكمال، كما ذكر الله، الله ذكر من حسن يعني من توصيفِ الحُورِ، ذكرَ الحَوَرَ وهو في العيونِ، والعَيَن وهو في العُيون، وذكر الألوانَ والصَّفاءَ، يعني قال، وقِصَر قِصَرُ الطَّرْفِ فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ[الرحمن:56] وأنهن أبكار {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ}، وقال: كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ[الواقعة:58] شَبههنَّ كذا، هذا كلُّهُ جاء في القرآن، وجاء في السنة يعني أشياء أخرى، والله المستعان، نعم بعده.
- القارئ:
وَالْصَّدْرُ مُتَّسِعٌ عَلَى بَطْنٍ لَهَا ... حُفَّتْ بِهِ خَصْرَاْنِ ذَاْتِ ثِمَانِ
- الشيخ: يعني ما هي فقط ضخمة، لا كل، كلّ شيء فيها مُعتدِل، هذا معنى كلامه، كل شيء معتدل لا إفراطَ ولا قُصور، ولا شيء.
- القارئ:
وَعَلَيْهِ أَحْسَنُ سُرَّةٍ هِيَ مَجْمَعُ الـ ... ـخَصْرَيْنِ قَدْ غَاْرَتْ مِنَ الأَعْكَانِ
حُقٌّ مِنَ العَاْجِ اسْتَدَاْرَ وَحَوْلَهُ

- الشيخ: أيش عندك "حِق" وإلا "حُق"؟
- القارئ: "حُقٌّ" بالضم، وعاء منحوت.. يقول في الحاشية: الحُقٌّ بالضَّم وِعاءٌ منحوتٌ من الخشبِ والعاجِ.
حُقٌّ مِنَ العَاْجِ اسْتَدَاْرَ وَحَوْلَهُ ... حَبَّاْتُ مِسْكٍ جَلَّ ذُوْ الإِتْقَاْنِ
وَإِذَا انْحَدَرَتَ رَأَيْتَ أَمْرَاً هَاْئِلاً ... مَا لِلصِّفَاْتِ عَلِيْهِ مِنْ سُلْطَاْنِ
لَاْ الْحَيْضُ يَغْشَاْهُ وَلَاْ بَوْلٌ وَلَاْ ... شَيءٌ مِنَ الآفَاتِ فِي النِّسْوَانِ

 
3 تفسير قوله تعالى أزواج مطهرة
- الشيخ: هذا المعنى، هذا المعنى موجود في قوله: أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ [البقرة:25] خلاص مُطَهَّرَة شامل، مُطَهَّرَة من كلِّ ما يخالف الطُّهْر، فلا حيض ولا بول ولا غائط هذا في الجانب الحسي، وكذلك مُطَهَّرَة من الأخلاق الرديئة بل أخلاقهنَّ أخلاقٌ كريمةٌ، زوجاتٌ متحبباتٌ إلى أزواجهن، حسنات التَّبَعُّلِ لهم، لا إله إلا الله، سبحان الله العظيم، سبحان الله.
- القارئ:
فَخِذَاْنِ قَدْ حَفَّا بِهِ حَرَسَا لَهُ ... فَجَنَاْبُهُ فِي عِزَّةٍ وَصِيَاْنِ
قَاْمَاْ بِخِدْمَتِهِ هُوَ السُّلْطَانُ بِيْـ ... ـنَهُمَا وَحَقٌّ طَاْعَةُ السُّلْطَاْنِ
وَهُوَ المُطَاعُ أَمِيْرُهُ لَا يَنْتهي ... عَنْهُ وَلَا هُوَ عِنْدَهُ بِجَبَانِ
وَجِمَاعُهَا فَهُوَ الشِّفَاءُ لِصَبِّهَا ... فَالصَّبُّ مِنْهُ لَيْسَ بِالضَّجْرَاْنِ
وَإِذَا يُجَامِعُهَا تَعُوْدُ كَمَا انْتَشَتْ ... بِكْرَاً بِغَيْرِ دَمٍ وَلَا نُقْصَانِ

 
4 الحكمة من ذكر الله لنعيم الجنة والرد على الصوفية
- الشيخ: الله أكبر، نسأل الله من فضله، نسأل الله من فضله، كل هذي يعتمد في بعضِها يعني على آثار، كلُّ هذي، الجماع ما ذُكِر في القرآن لكن أزواج لا بدَّ أنه مفهوم وَزَوَّجْنَاهُمْ[الدخان:20] زواج، إذاً زواج بزوجات، معناه أنه يستمتعون بهنَّ، [تقطع في الصوت] ويجامعونهن لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ [الرحمن:74-56] الله أكبر، الله أكبر، وما ذكر الله.
ولم يذكر الله إلا للإيمانِ به وللشوقِ إليه والطمعِ فيه ورجائِهِ، فالمؤمن يرجو أن يدخلَهُ الله الجنَّةَ ويشرب من أنهارها ويتمتع بنسائها، خلافاً لجهَّال الصوفية الذين يقولون: إنما نعبد الله فقط حباً له لا طمعاً في جنة ولا خوفاً من نار، وش هالكلام! هذا جهل، الله يقول، المؤمنون يقولون: وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ [آل عمران:194].
- القارئ:
فَهُوَ الشَّهِيُّ وَعُضوهُ لَا يَنْثَنِي ... جَاءَ الحَدِيْثُ بِذَاْ بِلَاْ نُكْرَاْنِ
وَلَقَدْ رَوَيْنَاْ أَنَّ شُغْلَهُمُ الذي ... قَدْ جَاْءَ فِي يَس دُوْنَ بَيَاْنِ

- الشيخ: الله أكبر، الله أكبر، أزواج هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ ، إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ [يس:55] جاء في التفسير: أنه يعني أنه جماع زوجاتهم، هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ [يس:56] {فِي شُغُلٍ} مُبهم هذا، ولهذا يقول دونَ بيان، إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ، لا إله إلا الله.
- القارئ:
وَلَقَدْ رَوَيْنَاْ أَنَّ شُغْلَهُمُ الذي ... قَدْ جَاْءَ فِي يَس دُوْنَ بَيَاْنِ
شُغْلُ العَرُوْسِ بِعِرْسِهِ مِنْ بَعْدِمَا ... عَبَثَتْ بِهِ الأَشْوَاْقُ طُوْلَ زَمَاْنِ
بِاللهِ لَا تَسْأَلْهُ عَنْ أَشْغَاْلِهِ ... تِلْكَ الليَاْلِي شَأْنُهُ ذُوْ شَاْنِ
وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَاً بِصَبٍّ غَاْبَ عَنْ ... مَحْبُوْبِهِ فِيْ شَاْسِعِ البُلْدَاْنِ
وَالشَّوْقُ يُزْعِجُهُ إِلَيْهِ وَمَاْ لَهُ ... بِلِقَاْئِهِ سَبَبٌ مِنَ الإِمْكَاْنِ
وَاْفَى إِلَيْهِ بَعْدَ طُوْلِ مَغِيْبِهِ ... عَنْهُ وَصَاْرَ الوَصْلُ ذَاْ إِمْكَاْنِ
أَتَلُوْمُهُ أَنْ صَاْرَ ذَاْ شُغُلٍ بِهِ ... لَاْ وَالذي أَعْطَى بِلَاْ حُسْبَاْنِ
يَاْ رَبِّ غُفْرَاً قَدْ طَغَتْ أَقْلَاْمُنَا ... يَاْ رَبِّ مَعْذِرَةً مِنَ الطُّغْيَاْنِ
فصل

 
5 اعتذار ابن القيم عن الإغراق في وصف الحور
- الشيخ: يقولون: هذا البيت أنه يعني كأنه شعر بالإغراقِ في الوصفِ والكلامِ، كأنه في هذا البيت، يَاْ رَبِّ قَدْ طَغَتْ أَقْلَاْمُنَا، يا ربِّ عفو من الطغيان، وش قال الهرَّاس عن هذا البيت الأخير بس؟ بعدين نقرأ إن شاء الله.. آخر الكلام، كأنه شَعَرَ بأنه شوي تمادى وأغرق في الوصف وربما تجاوز يعني
- القارئ: أحسن الله إليك، عن البيت الأخير فقط؟
- الشيخ: يعني اقرأ شيء قبلها مشان ينتظم، اقرأ المقطع الأخير.
- القارئ: المقطع الأخير -أحسن الله إليك- طويل، قال: وإذا نزلت..
- الشيخ: لا لا بعده.. اتركه بس شوف من الأخير بس [فقط]
- القارئ: من الأخير قال: ولقدْ وردَ في الصحيحِ ما يشهدُ له
- الشيخ: إي بعده
- القارئ: ثم فَسَّر {فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ}
- الشيخ: إي بعده
- القارئ: بعده أحسن الله إليك، أخير شيء قال: ولقد استشعرَ المؤلِّف رحمه الله..
- الشيخ: استشعر، هذا هو، ولقد استشعر المؤلف، نعم أنه..
- القارئ: ولقد استشعرَ المؤلِّف رحمه الله أنَّ قلمَهُ قدْ جرى به أشواطاً بعيدةً في التصريحِ بما لا يَحسُنُ التصريحُ بهِ فاستغفرَ اللهَ من جِماحِ قلمِهِ واعتذرَ إليهِ ممَّا جاوزَ فيه حدَّهُ.
- الشيخ: انتهى؟
- القارئ: انتهى، أحسن الله إليك.
 
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة