الرئيسية/شروحات الكتب/نونية ابن القيم/(147) فصل أقدامها من فضة قد ركبت من فوقها ساقان ملتفان
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(147) فصل أقدامها من فضة قد ركبت من فوقها ساقان ملتفان

بسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيم
التَّعليق على كتاب (نونيّة ابن القيم – الكافية الشَّافية)
الدرس: السّابع والأربعون بعد المئة

***    ***    ***

- تشبيه أقدام حور العين بالفضة في البياض [1] - إمعان الناظم في وصف جماع حور العين [2]

 
– القارئ: أحسن الله إليك، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فقال ابن القيم -رحمه الله تعالى-:
فصل
أقدامها مـن فضة قـد ركبـت            مــن فوقهـا ساقــان ملتفـان

 

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
1 تشبيه أقدام حور العين بالفضة في البياض
- الشيخ: لا إله إلا الله، يعني مثل هذا قد يكون على وجه التشبيه، يعني ما يلزم أن تكون أقدامها من مادة الفضة ما يلزم، لا كأنه من باب التشبيه يعني في البياض والصفار والحسن يمكن كذا، أقدامها من فضة قد ركبت، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله.
- القارئ:
والسـاق مثل العاج ملموم يرى        مــخ العظام وراءه بعيــان
والريح مسك والجسوم نواعم         واللون كالياقوت والمرجان

- الشيخ: أي هذا {كأنهن الياقوت والمرجان} [الرحمن:58] هذا نص، {كأنهن الياقوت والمرجان}، يقول واللون كذا؟
- القارئ: واللون كالياقوت والمرجان
- الشيخ: كأنه فيه يعني إشارة إلى أن إحداهن يعني فيها بياض مشربة بحمرة لعلها هكذا.
- القارئ: نقلوا في الحاشية عن مجاهد والحسن وابن زيد وغيرهم قالوا: في صفاء الياقوت وبياض
- الشيخ: في صفاء الياقوت وبياض، يعني ما في حمرة، على هذا التفسير.
- القارئ: نعم أحسن الله إليك.
- الشيخ: صفاء الياقوت وبياض المرجان، بس [فقط] هذا اللي نقلوه؟
 - القارئ: إي نعم
وكلامها يسبي العقول بنغمة      زادت على الأوتار والعيدان
- الشيخ: الله يرحم الشيخ، في فصل سيأتي في غناء في غناء الحور.
- القارئ:  
وهي العروب بشكلها وبدلها        وتحبـب للزوج كل أوان
- الشيخ: الله المستعان، نسأل الله من فضله، نسأل الله من فضله، لا إله إلا الله، أزواج مطهرة حور، {وزوجناهم بحور عين}، {كأنهن الياقوت والمرجان}، {قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان}
- القارئ:
وهي العروب بشكلها وبدلها      وتحبب للزوج كل أوان
وهي التي عند الجماع تزيد في   حركاتها للعين والأذنان

 
2 إمعان الناظم في وصف جماع حور العين
- الشيخ: الله يغفر للشيخ، أقول هذا من الإمعان والإيغال، لو استغنى عنها، لكن كل هذا يعني اقتبسه من أن فيها كل دواعي المتعة، يعني هذه فيها كل دواعي المتعة واللذة، فيها كل دواعي المتعة واللذة.
- القارئ:
تلك الحلاوة والملاحة أوجبا      إطلاق هذا اللفظ وضع لسان
فملاحة التصوير قبل غناجها      هي أول وهي المحل الثاني
فإذا هما اجتمعا لصب وامق        بلغت به اللذات كل مكان

- الشيخ: الله المستعان، الله أكبر، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، يقول في بيت سيأتي: اجمع قواك لما هناك، اجمع قواك لما هناك وغمض العينين، وغمض العينين يعني عن الحرام، واصبر ساعة لزمان.
- القارئ:
أتراب سن واحد متماثل          سن الشباب لأجمل الشبان
- الشيخ: شوف انتقل إلى الوصف الثاني، {عربًا أترابًا} [الواقعة:37]
يعني في الأبيات الماضية يعني تتعلق بمعنى العرب، وهي العروب بشكلها وبدلها، وهنا انتقل إلى قوله {أترابًا}.
- القارئ:
أتراب سن واحد متماثل          سن الشباب لأجمل الشبان
بكر فلم يأخذ بكارتها سوى الـ    ــمحبوب من إنس ولا من جان
حصن عليه حارس من أعظم الـ     ــحراس بأسا شأنه ذو شان

- الشيخ: الله أكبر، يا الله، الله أكبر، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله.
- القارئ:
وإذا أحس بداخل للحصن ولـ          ـى هاربا فتراه ذا إمعان
ويعود وهناً حين رب الحصن يخـ     ـــرج منه فهو كذا مدى الأزمان
وكــذا رواه أبو هريرة أنها         تنصاع بكراً للجماع الثاني

- الشيخ: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، سبحان الله سبحان الله.
- القارئ:
لكن دراجا أبا السمح الذي         فيه يضعفه أولو الإتقان
- الشيخ: لكن، يشير للدليل ويشير إلى ما قيل فيه، نعم.
- القارئ:
لكن دراجا أبا السمح الذي         فيه يضعفه أولو الإتقان
هذا وبعضهم يصحح عنه في التـ   ــــقسيم كالمولود من حبان

- الشيخ: المولود من حبان، ابن حبان يصحح الحديث، نعم.
- القارئ:
فحديثه دون الصحيح وأنه       فوق الضعيف وليس ذا إتقان
يعطى المجامع قوة المائة التي اجـ     ــتمعت لأقوى واحد الإنسان
لا أن قوته تضاعف هكذا          إذ قد يكون أضيعف الأركان
ويكون أقوى منه ذا نقص من الـ     إيمان والأعمال والإحسان

- الشيخ: لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، أعد بيتين
- القارئ:
يعطى المجامع قوة المئة التي اجـ      ــتمعت لأقوى واحد الإنسان
لا أن قوته تضاعف هكـــذا            إذ قد يكون أضيعف الأركان
ويكون أقوى منه ذا نقص من الــ      إيمان والأعمال والإحسان
ولقد روينا أنه يغشى بيو         م واحد مائةً من النسوان
ورجاله شرط الصحيح رووا لهم     فيه وذا في معجم الطبراني
هذا دليل أن قدر نسائهم           متفاوت بتفاوت الإيمان

- الشيخ: الله أكبر، الله المستعان نعم، الله أكبر، الله أكبر.
- القارئ:
وبه يزول توهم الأشكال عن         تلك النصوص بمنة الرحمن
وبقوة المائة التي حصلت له         أفضى إلى مائة بلا خوران
وأعفهم في هذه الدنيا هو الـ         أقوى هناك لزهده في الفاني

- الشيخ: هذا معنى جميل، وأعفهم..
- القارئ:
وأعفهم في هذه الدنيا هو الـــ         أقوى هناك لزهده في الفاني
- الشيخ: الله أكبر الله أكبر، أعف الناس أعف المؤمنين عن الحرام هو أقواهم هناك، وأعفهم، نعم أعد البيت.
- القارئ:
وأعفهم في هذه الدنيا هو الـــ         أقوى هناك لزهده في الفاني
- الشيخ
: لزهده في الفاني، لزهده، نعم.
- القارئ:
فاجمع قواك لما هناك وغمض الـ    ـــعينين واصبر ساعةً لزمان
ما هاهنا والله ما يسوى قلا       مة ظفر واحدة ترى بجنان
ما هاهنا إلا النفار وسيئ الـ      أخلاق مع عيب ومع نقصان
هم وغم دائم لا ينتهي             حتى الطلاق أو الفراق الثاني

- الشيخ: الفراق الثاني وش هو؟ الموت، نعم.
- القارئ:
والله قد جعل النساء عوانيا       شرعا فأضحى البعل وهو العاني
- الشيخ: الله المستعان، أعد البيت.
- القارئ: والله قد جعل النساء عوانيا
- الشيخ: يعني أسيرات لدى أزواجهن، نعم.
- القارئ:
والله قد جعل النساء عوانيا          شرعا فأضحى البعل وهو العاني
لا تؤثر الأدنى على الأعلى فإن      تفعــل رجعت بذلة وهوان
فصل.

- الشيخ: جزاك الله خيرا يا أخي، ما شاء الله، لا إله إلا الله، قرأت فصلين الحين [الآن]؟
- القارئ: نعم أحسن الله إليك
- الشيخ: اقرأ كلام الهراس.. يقرب يعني خفيف ما..
- القارئ: قال الشيخ محمد الخليل الهراس -رحمه الله تعالى- على الفصل الأول:
يعني أن قدمي هذه الحوراء كالفضة في بياضها
- الشيخ: كالفضة لاحظ، نعم وهذا أسلوب من التشبيه، نعم بعده.
- القارئ: وقد ركب من فوقها ساقان في غاية البياض والصفاء والالتفاف، فهي أجمل السوق، وقد بلغ من صفائها أن مخ عظامها يرى من وراء الثياب واللحوم.
- الشيخ: الله المستعان.
- القارئ: وأما ريحها فنوافج المسك يفوح أريجه من فمها وثيابها حتى يتضوع به المكان من حولها، وأما جسمها فأشد نعومة من الحرير لا يرى به آثار خشونة ولا تشقق ولا يبوسة، وأما اللون فهو كما قال الله تعالى: {كأنهن الياقوت والمرجان} [الرحمن:58].
والمراد كما قال الحسن وغيره صفاء الياقوت في بياض المرجان، شبههن في صفاء اللون وبياضه بالياقوت والمرجان.
وأما كلامها فيسلب اللب بحسن أنغامه وجمال تطريبه الذي يفوق كل لحن تنطق به آلات الغناء، وهي عروب بشكلها، فهي أحسن شيء صورة وبحسن عشرتها، فهي دائما متحببة إلى زوجها مطيعة له وبحسن مواقعتها وملاطفتها لزوجها عند الجماع، حيث تزيد في حركات عينيها وآذانها، وبالجملة فهي جامعة لكل صفات العروب من اللطف والرقة وحسن التبعل للزوج والتغنج له والتحبب إليه فكمال لذة الرجل بها بأمرين: أولهما ملاحة صورتها والثاني غناجها وحسن مودتها فإذا هما اجتمعا للعاشق الولهان بلغ من اللذة أرفع مكان.
ثم قال رحمه الله تعالى على الفصل الآخر.. يعني أن نساء الجنة أتراب أسنانهن متماثلة، وهي سن الشباب والغضارة.
وكأنها النضارة، أحسن الله إليك.
مكتوب وهي سن الشباب والغضارة.. "الغضارة" أم "النضارة" أحسن الله إليك؟
- الشيخ: من النضارة.
- القارئ: كما قال: {إنا أنشأناهن إنشاءً فجعلناهن أبكاراً عرباً أتراباً لأصحاب اليمين} [الواقعة:35-38].
قال ابن عباس وسائر المفسرين: أي مستويات على سن واحد وميلاد واحد، بنات ثلاث وثلاثين سنة، والمراد من الأخبار باستواء أسنانهن أنهن ليس فيهن عجائز فات حسنهن ولا ولائد لا يطقن الوطء، بخلاف الذكور فإن فيهم الغلمان وهم الخدم لأهل الجنة.
ونساء الجنة كلهن أبكار، حتى من كانت منهن ثيبا في الدنيا فإن الله يخلقها خلقا جديدا كما قال: {إنا أنشأناهن إنشاءً فجعلناهن أبكاراً} وكل منهن لا يفتض بكارتها إلا محبوبها الذي اختصه الله بها، كما قال تعالى: {لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان} [الرحمن:56].
ففرجها حصن منيع يقف عليه حارس ذو بأس شديد، وهو تلك البكارة، فلا يستطيع اقتحام هذا الحصن غير من أعد هو له، فإذا أحس هذا الحارس بداخل للحصن غار بالداخل وأمعن في الهروب، فإذا قضى الرجل حاجته ونزع عاد الحارس مكانه، ويظل هذا شأنه مدى الأيام.
وقد جاء هذا في حديث رواه أبو هريرة: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا رسول الله أنطأ في الجنة؟ قال عليه الصلاة والسلام: «نعم والذي نفسي بيده دحما دحما، فإذا قام عنها رجعت مطهرة بكرا».
لكن الحديث فيه.. دراج أبو السمح، وقد ضعفه أئمة الجرح والتعديل، ومنهم من يصحح أحاديثه في التفسير كابن حبان.
- الشيخ: حفظوها عقيدة وخلقا [انقطاع بكلام الشيخ] رجالها ونسائها، نعم.
- القارئ: ... ولكن الحق أن أحاديثه دون الصحيح وفوق الضعيف، فهي خالية من الإتقان وقد روى الطبراني أيضا من حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عدن أبكارا» وهو ضعيف أيضا.
قال رحمه الله: يعني أن الرجل من أهل الجنة يعطى قوة مئة من أقوى أهل الدنيا في الجماع، وليس المراد أن قوته هو تضاعف مئة ضعف، إذ يكون هو ضعيف البنية في الدنيا، ويكون هناك من هو أقوى منه ولكنه أنقص منه في الأعمال والإيمان والإحسان، فيلزم أن يكون الأدنى أقدر على الجماع من الأعلى. ولقد روى الطبراني في معجمه من حديث محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: «قيل يا رسول الله هل نصل إلى نسائنا في الجنة؟ فقال: إن الرجل ليصل في اليوم إلى مئة عذراء» قال محمد بن عبد الواحد المقدسي: ورجال هذا الحديث عندي على شرط الصحيح.
وقد حصل هنا إشكال، وهو أنه لم يرد في الأحاديث الصحيحة زيادة على زوجتين لكل واحد، فلو صح حديث الطبراني لتعين الجمع بينه وبين ما في هذه الأحاديث بأن يقال: إن أهل الجنة متفاوتون في عدد نسائهم بتفاوت درجاتهم، وبهذا يندفع الأشكال بفضل الله ومنته.
ويستطيع رجل الجنة بقوة المئة التي حصلت له أن يفضي إلى مائة امرأة بلا ضعف ولا فتور. وأقوى أهل الجنة وأقدرهم على الجماع هو أعفهم في هذه الدنيا لزهده في هذا المتاع الحقير والحطام الفاني.
فإذا أردت أن تحظى بتلك المزية فما عليك إلا أن تستعد لما هنالك بحفظ فرجك وغض بصرك وصبرك على مرارة الحرمان، وهذا أمر جدير بالعاقل ألا يقصر فيه إذا عرف مقدار التفاوت بين ما هنا وبين ما هناك، فإن ما هنا من أجمل نساء الدنيا، لا يعدل ولا قلامة ظفر واحدة من الحور العين. وما ذا هاهنا إلا العراك والشجار وسوء الخلق وفحش الكلام، مع ما فيهن من النقائص والعيوب، فالرجل معها في غم دائم وهم لازب لا ينتهي إلا بالطلاق أو الموت.
ومن العجيب أن الحال قد تبدل وأصبح الرجال الذين جعلهم الله قوامين على النساء خاضعين لسلطان النساء، فالله قد جعل النساء عوانيا في أيدي الرجال، كما قال صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع: «ألا فاستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان في أيديكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك» فأصبح الرجال الآن هم العوانى في أيدي النساء، فلا تفضل أيها العاقل الناصح لنفسه هذا الأدنى الخسيس على الأعلى النفيس فتبوأ بكل خيبة وخسران.
ورحم الله المؤلف، فهذا كلامه في نساء زمانه وما بلغن من قحة وسوء أدب وتسلط على الرجال، فما ذا عسى أن يقول لو بعث فينا الآن ورأى نساءنا يخرجن كاسيات عاريات مائلات مميلات، يجبن الشوارع ويملأن الطرقات ويغشين دور السينما والمتنزهات، ويزاحمن الرجال بالمناكب في وظائف الحكومة وفي أعمال المصانع والشركات.
- الشيخ: الله أكبر، أعوذ بالله.
- القارئ: إذا الحمد لله عز وجل على أن تقدم به الزمان... ولم يشهد هذا العصر المنكود الذي انقلبت فيه كل الأوضاع واختلت كل القيم وأصبح فيه المعروف منكرا والمنكر معروفا. فاللهم لك الحمد [وإليك المشتكى] وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
- الشيخ: رحم الله الشيخ وجزاه الله خيراً على هذه اللفتة الحسنة.. جزاه الله خيراً، اللهم أصلح أمر العباد اللهم أصلح أمر أمة الإسلام، اللهم الطف بنا اللهم الطف بنا اللهم ارحم ضعفنا.
 
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :