الرئيسية/شروحات الكتب/نونية ابن القيم/(148) فصل وإذا بدت في حلة من لبسها وتمايلت كتمايل النشوان
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(148) فصل وإذا بدت في حلة من لبسها وتمايلت كتمايل النشوان

بسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيم
التَّعليق على كتاب (نونيّة ابن القيم – الكافية الشَّافية)
الدرس: الثّامن والأربعون بعد المئة

***    ***    ***

- معنى "كواكب الميزان" [1] - نعيم الجنة فوق ما يخطر بالبال أو يدور في الخيال [2] - عجبا لمن يؤمن بالوعيد والوعيد ويتعلق بالدنيا [3]

 
– القارئ: الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، أمَّا بعده: فقالَ ابنُ القيِّمِ -رحمَهُ اللهُ تعالى-: فصلٌ
وإذا بدَتْ في حلَّةٍ مِن لبسِها    وتمايلَتْ كتمايلِ النَّشوانِ
– الشيخ: الله يعفو عن الشيخ، خلاص يتغزَّلُ بالحورِ، لا إله إلَّا الله، لا إله إلَّا الله، ما أدري والله، توسَّعَ رحمَه اللهُ .. كتمايلِ النشوانِ؛ يعني السكرانِ
– القارئ:
تهتزُّ كالغصنِ الرَّطيبِ وحملُهُ          وردٌ وتـفاحٌ عـلى رمَّانِ
وتبخترَتْ في مشيِها ويحقُّ ذا         كَ لمثلِـها في جنَّةِ الحيوانِ

– الشيخ: نسألُ اللهَ من فضلِه، لا إله إلَّا الله.
– القارئ:
ووصائفٌ مِن خلفِها وأمامِها         وعلى شمائلِها وعن أيمانِ
– الشيخ: أيش قال في أوصاف، وصائف
– القارئ: الوصائفُ جمعُ وصيفةٍ
– الشيخ: خدم خدم، قالَ: خدم؟
– القارئ: قالَ: جمعُ وصيفةٍ وهيَ الجاريةُ والأَمَةُ
– الشيخ: يعني في ذكر دليل حديث ولا شيء؟ يعني الشيخ يدَّعي أنَّ الحوراءَ الزوجةَ، زوجةُ المؤمنِ بالجنَّةِ يعني لها خدمٌ وصائفٌ، وصائفٌ بناتٌ وجوارٍ، يعني يَكُنَّ حولَها وأمامَها وعن يمينِها وعن شمالِها، يعني صفةُ الملكةِ، اللهُ المستعانُ نعم، أيش يقول ما في حديث مثلاً؟
– القارئ: ما ذكرُوا شيئاً
– الشيخ: ما علَّق عليه؟
– القارئ: حتَّى الشيخُ الهرَّاسُ ما ذكرَ شيئاً
– الشيخ: الهرَّاس ما يذكرُ، الهرَّاس يعبِّرُ عن الأبياتِ تعبيرا.
– القارئ:
ووصائفٌ مِن خلفِها وأمامِها        وعلى شمائلِها وعن أيمانِ
كالبدرِ ليلةَ تمِّهِ قد حُفَّ في        غسقِ الدُّجى بكواكبِ الميزانِ

– الشيخ: أي ليلةَ التمامِ من الشهرِ، تمامُ القمرِ كليلةِ الرابع عشر والخامس عشر، كالبدرِ ليلةَ تمِّهِ.
– القارئ:
كالبدرِ ليلةَ تِمِّهِ قد حُفَّ في        غسقِ الدُّجى بكواكبِ الميزانِ

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
1 معنى "كواكب الميزان"
- الشيخ: كواكبُ الميزانِ، كواكبُ الميزانِ البرجُ، يريدُ البرجَ، يعني تعرفون أحدَ البروجِ الميزان، وكأنَّ الميزانَ يعني مجموعةُ كواكبَ، يعني ما هو نجمٌ واحدٌ، كأنَّه مجموعةٌ، والَّذين المعنيّون يعرفونه ويشيرون إليه، لو صرت عندهم قالوا لك: شوف هذا هو الميزان، مثل ما يعرفون الناس يعني عموم الناس يعرفون الجوزاء، تعرفون الجوزاء؟
- الطلاب: إي نعم
- القارئ: أحسنَ اللهُ إليكَ، ذكرَ شيخُ ابنِ عيسى أنَّ كواكبَ الميزانِ هيَ كواكبُ الجوزاءِ.
- الشيخ: ما أدري، كواكبُ الجوزاءِ يعني في الترتيب كأنّ بعيد القول، حمل الثور جوزة السرطان، جوز حمل الثور جوز السرطان جوز حمل الثور حمل الثور، نحن الآن في الجوزاء الظاهر، الجوزاء لأنَّ برج الجوزاء، يظهرُ إنَّنا يعني إنَّا في أوَّله يمكن قريب، والميزانُ متأخِّرٌ الميزان يجي متى؟ السرطان والأسد والشبل والميزان، طيِّب وش [ماذا] يقول؟
- القارئ:
فالطرفُ منهُ وقلبُهُ ولسانُهُ    في الدهشِ والإعجابِ والسُّبحانِ
- الشيخ: يسبِّحُ
- القارئ:
فالقلبُ قبلَ زفافِها في عرسِهِ    والعرسُ إثرَ العرسِ متَّصلانِ
- الشيخ: يعني ما هو بعرس ... خلاص ... لأنّ، نعم أعد البيت.
- القارئ:
والقلبُ قبلَ زفافِها في عرسِهِ         والعرسُ إثـرَ العـرسِ مُتَّصلانِ
حــتَّى إذا ما واجهَتْـهُ تقابـلَا           أرأيــتَ إذْ يتقابـلُ القمـرانِ
فسلْ المتيَّمَ هل يحلُّ الصَّبرُ عن        ضـــمٍّ وتقبيــلٍ وعـن فلتـانِ

- الشيخ: وش [ماذا] قالوا عن الفلتان؟
- القارئ: قالَ: الفلتانُ هنا بمعنى التَّوثُّبِ والتَّعرُّضِ المفاجئِ، يُقالُ: تفلَّتَ عليهِ أي: توثَّبَ عليهِ، وفي الحديثِ: "إنَّ عفريتاً مِن الجنِّ تفلَّتَ عليَّ البارحةَ".
- الشيخ: بعده خلاص يكفي
- القارئ:
وسلْ المتيَّمَ أينَ خلَّفَ صبـرَهُ           فـــي أيِّ وادٍ أمْ بــأيِّ مـــكـــانِ؟
وسلْ المتيَّمَ كيفَ حالتُهُ وقـدْ           مُلِئَـــتْ لــهُ الأذنـــانِ والعينــانِ؟
مِن منطقٍ رقَّتْ حواشيهِ ووجـ           ـهٍ كم بهِ للشَّمسِ مِن جريـــانِ

- الشيخ: نسألُ اللهَ من فضله، نسألُ اللهَ من فضله، نسألُ اللهَ، لا إلهَ إلَّا الله، نعم الله المستعان.
- القارئ:
وسلْ المتيَّمَ كيفَ عيشتُهُ إذاً؟            وهما على فرشيهما خلوانِ
- الشيخ: خلوانِ؛ يعني خاليين
- القارئ:
يتساقــطـانِ لآلـئاً منثورةً       مِــن بينِ منظـومٍ كنظـمِ جمانِ
وسلْ المتيَّمَ كيفَ مجلسُهُ معَ الـ   ـــمحبوبِ في روحٍ وفي ريحانِ؟

- الشيخ: نسألُ اللهَ من فضله، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ.
- القارئ:
وتدورُ كاساتُ الرَّحيقِ عليهما     بأكــفِّ أقمارٍ مِـن الولدانِ
يتنازعــانِ الكأسَ هــذا مرَّةً      والخودُ أخرى ثمَّ يتَّكئانِ
فيضمُّها وتضمُّه أرأيْـتَ معَــ     ــشوقينِ بعدَ البعـدِ يلتقيانِ

 
2 نعيم الجنة فوق ما يخطر بالبال أو يدور في الخيال
- الشيخ: اللهُ المستعانُ، رحمه الله رحمه الله، لا إله إلَّا الله، اللُه أكبر اللهُ أكبر، لا إله إلَّا الله، لا إله إلَّا الله، لا إله إلَّا الله، سبحان الله، المهم أَّنه يعني ابن القيّم توسَّعَ في التفصيل، لكن نحن عندَنا قولُه سبحانه في الحديثِ القدسيِّ: "أعددْتُ لعبادي الصالحينَ، ما لا عينٌ رأَتْ، ولا أذنٌ سمعَتْ، ولا خطرَ على قلبِ بشرٍ"، بس، هذا فيه كلُّ شيءٍ، هذا الوعدُ مجملٌ، لكنَّه فيه "أعددْتُ لعبادي الصالحينَ، ما لا عينٌ رأَتْ، ولا أذنٌ سمعَتْ، ولا خطرَ على"، يعني: شيءٌ فوقَ فوق ما جاء، يعني شيءٌ فوقَ الخيالِ، ولا خطرَ ولا خطرَ شوف.
كما ذُكِرَ في القرآن هذا يعني لا يحصلُ به التصوُّرُ التامُّ لنعيمِ أهلِ الجنَّةِ، ما يحصلُ فيه التصوُّرُ، إنَّما ذُكِرَ ما يمكن للناس أن يدركوه، ما ذُكِرَ في القرآنِ أو في السنَّةِ هو ما يمكنُ للناسِ أن يدركوه، لكن هناك ما لا يمكنُ أن يدركوه، فما في الغيبِ وما في، يقولُ ابنُ تيمية معنى: فوقَ ما يخطرُ بالبالِ، فوقَ ما يخطرُ بالبالِ أو يدورُ في الخيالِ.
- القارئ:
فيضمُّـها وتضـمُّه أرأيْـتَ معَـــ         ــشوقينِ بعــدَ البعـدِ يلتقيـانِ
غابَ الرَّقيبُ وغـــابَ كـــلُّ منكِّــــدٍ      وهما بثوبِ الوصلِ مشتملانِ
أتراهما ضجرَينِ مِن ذا العيشِ لا       وحيــاةِ ربِّــــكَ ما هما ضجرانِ

 
3 عجبا لمن يؤمن بالوعيد والوعيد ويتعلق بالدنيا
- الشيخ: اللهُ المستعانُ اللهُ المستعانُ، لا إله إلَّا الله، لا إله إلَّا الله، سبحان الله سبحان الله، سبحان الله سبحان الله، لا إله إلَّا الله، عجيب، لا إله إلَّا الله، عجباً لمن يؤمُن بالوعدِ والوعيدِ وهو في هذه الحياةِ يسيرُ يعني بطيئاً ويسيرُ بلا، يسيرُ ويعيشُ يعني الحياة متعلِّقاً بشؤونِ هذه الدُّنيا، {وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [الأعلى:17]
- القارئ:
ويزيــدُ كــلٌّ منهما حبَّــاً لصــا     حبِهِ جديداً سائـرَ الأزمانِ
فوصالُــهُ يكســوهُ حبَّاً بعـــدَهُ      متسلسلا لا ينتهي بزمانِ

- الشيخ: يا الله دوام دائم، أكلُها دائمٌ، أكلُها دائمٌ، إنَّ هذا رزقُنا ما لهُ من نفادٍ، ما له مِن نفادٍ.
- القارئ:
فالوصلُ محفوفٌ بحبٍّ سابقٍ         وبلاحقٍ وكلاهمــا صنـوانِ
فرقٌ لطيفٌ بين ذاكَ وبينَ ذا         يدريهِ ذو شغلٍ بهذا الشَّأنِ
ومزيدُهم في كلِّ وقتٍ حاصلٌ        سبحانَ ذي الملكوتِ والسُّلطانِ
يا غافـلاً عمَّا خُلِقْـتَ له انتبه         جــدَّ الرَّحيـلُ ولسْتَ باليقظـانِ
سارَ الرِّفاقُ وخلَّفُـوكَ مع الألى       قنعُوا بذا الحظِّ الخسيسِ الفاني
ورأيْتَ أكثرَ من ترى متخلِّفـاً          فتبعْتَهم ورضيْتَ بالحرمـانِ
لكنْ أتيْتَ بخطَّتي عجز وجهـ          ـلٍ بعدَ ذا وصحبْتَ كلَّ أمانِ
منَّتْكَ نفسُكَ باللَّحاقِ معَ القعو         دِ عن المسيرِ وراحةِ الأبدانِ
ولسوفَ تعلمُ حينَ ينكشفُ الغطا       ماذا أضعْتَ وكنْتَ ذا إمكانِ

- الشيخ: ماذا أضعْتَ وكنْتَ ذا إمكانِ، الحكمة تُحفَظ يُحفَظ.
ولسوفَ تعلمُ حينَ ينكشفُ الغطا             ماذا أضعْتَ وكنْتَ ذا إمكانِ
اللهُ أكبرُ، رحمه الله، نعم.
- القارئ: فصلٌ
- الشيخ: انتهى؟
- القارئ: نعم أحسنَ اللهُ إليكَ
- الشيخ: "فصلٌ" أيش [ماذا]؟
- القارئ: في ذكرِ الخلافِ بينَ الناسِ هل تحبلُ نساءُ أهلِ الجنَّةِ أم لا.
- الشيخ: هذه كلُّ هذه الفصول وهذه فصلُها وذكر أدلتِها في كتاب "حادي الأرواح"، ولكنَّه هنا صاغَها بهذا النظمِ اللطيفِ، حسبُك يا أخي.
- القارئ: أحسنَ اللهُ إليكَ.
 
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة