الرئيسية/شروحات الكتب/نونية ابن القيم/(151) فصل في كلام الرب جل جلاله مع أهل الجنة
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(151) فصل في كلام الرب جل جلاله مع أهل الجنة

بسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيم
التَّعليق على كتاب (نونيّة ابن القيم – الكافية الشَّافية)
الدرس: الحادي والخمسون بعد المئة

***    ***    ***
 
– القارئ: الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، أمَّا بعدُ: فقالَ ابنُ القيِّمِ -رحمَهُ اللهُ تعالى-:
فصلٌ في كلامِ الرَّبِّ جلَّ جلالُهُ معَ أهلِ الجنَّةِ

– الشيخ: اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبر، لا إله إلَّا الله، سبحان الله، سبحان الله، سبحان الله، سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ [يس:58] يسلّمُ عليهم، {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} يعني: كأنَّه ما في القرآنِ آياتٌ فيها هذا المعنى، أنَّ اللهَ يكلِّمُ أهلَ الجنَّةِ بكذا وكذا ويقولُ لهم كذا، وإنَّما جاءَ هذا في السُّنَّةِ
– القارئ:
أو ما علمْتَ بأنَّهُ سبحانَهُ … حقَّاً يكلِّمُ حزبَهُ بجنانِ؟
فيقولُ جلَّ جلالُهُ: هل أنتم … راضونُ؟ قالُوا: نحنُ ذو رضوانِ
أم كيفَ لا نرضى وقد أعطيْتَنا … ما لم ينلْهُ قطُّ مِن إنسانِ
هل ثَمَّ شيءٌ غيرُ ذا فيكونُ أفـ … ـضلَ منهُ نسألُهُ مِن المنَّانِ
فيقولُ: أفضلُ منهُ رضواني فلا … يغشاكُم سخطٌ مِن الرَّحمنِ

– الشيخ: نعم اليومَ أُحلُّ عليكم رضواني فلا أسخطُ عليكم أبداً، حديث عندك؟ من حديثِ أبي سعيدٍ
– القارئ:
ويذكِّرُ الرَّحمنُ واحدَهم بما … قد كانَ منهُ سالفَ الأزمانِ
منهُ إليهِ ليسَ ثَمَّ وساطةٌ … ما ذاكَ توبيخاً معَ الغفرانِ
لكنْ يعرِّفُهُ الَّذي قد نالَهُ … مِن فضلِهِ والعفوِ والإحسانِ

– الشيخ: سبحان الله، أيش [ماذا] قال؟ وش التعليق على هالمعنى؟ وش قالوا؟ في حديث؟
– القارئ: إنَّ اللهَ يُدني المؤمنَ فيضعُ عليهِ كنفَهُ ويسترُهُ فيقولُ
– الشيخ: ما كأنَّه هذا ما هو بهو، اللي يشيرُ إليه ابنُ القيِّمِ كأنَّه غير هذا
– القارئ: هذا في قولِهِ: ويذكِّرُ الرَّحمنُ واحدَهم بما
– الشيخ: إي
– القارئ: قد كانَ منهُ سالفَ الأزمانِ، قالَ: يشيرُ إلى ما رواهُ البخاريُّ في صحيحِهِ
– الشيخ: ما أظنُّه، ما أظنُّه يعني هذا في الحسابِ، يدنيه ويضعُ عليه كنفَه، أمَّا هذا خطابٌ في الجنَّةِ، هذا خطابٌ في الجنَّةِ وتكريمٌ لبعضِ المؤمنين في الجنَّةِ، أمَّا حديثُ "أنَّ اللهَ يُدني عبدَهُ المؤمنَ ويضعُ عليه كنفَهُ ويسترُهُ ويذكِّرُهُ بذنوبِهِ ويقولُ: سترْتُها عليكَ في الدُّنيا وأغفرُها لكَ الآنَ" أو كما جاءَ في الحديِث هذا في الحسابِ، يظهرُ أنَّه قبلَ دخولِ الجنَّةِ، في الحسابِ، نعم أعد كلامَ ابنِ القيِّمِ.

– القارئ:
ويُذكِّرُ الرَّحمنُ واحدَهم بما … قد كانَ منهُ سالفَ الأزمانِ
منهُ إليهِ ليسَ ثمَّ وساطةٌ … ما ذاكَ توبيخاً معَ الغفرانِ
لكنْ يعرِّفُهُ الَّذي قد نالَهُ … مِن فضلِهِ والعفوِ والإحسانِ
أحسنَ اللهُ إليكَ يا شيخُ، ذكرَ الشَّيخُ الهرَّاسُ -رحمَهُ اللهُ- عندَ هذا الموضعِ قالَ:
وقد سبقَ في حديثِ زيارةِ أهلِ الجنَّةِ لربِّهم أنَّهُ سبحانَهُ يحاضرُ كلَّ واحدٍ منهم حتَّى يقولَ لهُ: يا فلانُ ألم تفعلْ كذا يومَ كذا

– الشيخ: هذا هو، هذا هو الَّذي يشيرُ إليه ابنُ القيِّمِ، هذا هو، يخاطبُهم في الجنَّة، يقولُ: وقد سبق؟
– القارئ: إي نعم يا شيخ
– الشيخ: إي راجعْ راجعْ، أقولُ: راجعْه إذا كانَ تخريج ولا شيء
– القارئ: بإذنِ اللهِ يا شيخُ
ويُسلِّمُ الرَّحمنُ جلَّ جلالُهُ … حقَّاً عليهم وهوَ في القرآنِ

– الشيخ: نعم سورة يس {سَلَامٌ قَوْلًا}
– القارئ:
وكذاكَ يُسمعُهم لذيذَ خطابِهِ … سبحانَهُ بتلاوةِ الفرقانِ
– الشيخ: لا إله إلَّا الله، تخريج أيش قالوا عليه؟
– القارئ: في التَّحقيقِ ما ذكرُوا شيئاً، أحسنَ اللهُ إليكَ.. في النُّسخةِ المحقَّقةِ ما ذكرُوا شيئاً، لكنْ قالَ الشَّيخُ الهرَّاسُ:
بلْ وقد وردَ أنَّهُ سبحانَهُ يقرأُ القرآنَ لأهلِ الجنَّةِ بصوتِ نفسِهِ يُسمعُهم لذيذَ خطابِهِ، فإذا سمعُوهُ منهُ فكأنَّهم لم يسمعُوهُ قبلَ ذلكَ.
روى أبو الشَّيخِ عن صالحِ بنِ حبَّانٍ عن عبدِ اللّهِ بنِ بريدةَ أنَّهُ قالَ: إنَّ أهلَ الجنَّةِ يدخلونَ كلَّ يومٍ مرَّتينِ على الجبَّارِ جلَّ جلالُهُ فيقرأُ عليهم القرآنَ وقد جلسَ كلُّ امرئٍ منهم مجلسَهُ الَّذي هوَ مجلسُهُ على منابرِ الدُّرِّ والياقوتِ والزَّبرجدِ والذَّهبِ والزُّمردِ فلم تقرَّ أعينَهم بشيءٍ ولم يسمعُوا شيئاً قطُّ أعظمَ ولا أحسنَ منهُ

– الشيخ: يقولُ عندَ أبي الشيخ؟
– القارئ: إي نعم، أحسنَ اللهُ إليكَ
– الشيخ: إي هذه معانٍ عظيمةٌ أظنُّها ما تثبتُ إلَّا بالنقلِ الصحيحِ، اللهُ أعلمُ، اللهُ أعلمُ بما يكونُ
– القارئ:
فكأنَّهم لم يسمعُوهُ قبلَ ذا … هذا رواهُ الحافظُ الطَّبراني
– الشيخ: إي زين، ابنُ القيِّمِ -ما شاءَ اللهُ- يخرِّجُ، هذا رواهُ
– القارئ:
فكأنَّهم لم يسمعُوهُ قبلَ ذا … هذا رواهُ الحافظُ الطَّبراني
هذا سماعٌ مطلقٌ وسماعُنا الــ … ــقرآنُ في الدُّنيا فنوعٌ ثانِ
واللّهُ يسمعُ قولَهُ بوساطةٍ … وبدونِها نوعانِ معروفانِ

– الشيخ: وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا [الشورى:51]
– القارئ:
فسماعُ موسى لم يكنْ بوساطةٍ … وسماعُنا بتوسُّطِ الإنسانِ
– الشيخ: سماعُنا لكلامِ اللهِ بواسطةٍ، بواسطةِ الرسولِ -صلَّى الله عليه وسلَّم- بل الرسولُ سماعُه بواسطةِ جبريلَ -عليه السلام-، فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ [القيامة:18] والصحابةُ سمعُوه بواسطةِ الرسولِ، ومَن بعدَهم بواسطةِ مَن قبلَهم وهكذا
– القارئ:
مَن صيَّرَ النَّوعَينِ نوعاً واحداً … فمخالفٌ للعقلِ والقرآنِ
أحسنَ اللهُ إليكَ، خرَّجَ الحديثَ

– الشيخ: أيُّ حديثٍ؟
– القارئ: حديثُ الَّذي رواهُ أبو الشَّيخِ
– الشيخ: من الَّذي خرَّجَهُ؟
– القارئ: خرَّجَهُ المحقِّقونَ في..

– الشيخ: أي وش [ماذا] قالوا؟
– القارئ: وقولُهُ في الحديثِ: كأنَّ النَّاسَ لم يسمعُوا القرآنَ إذا سمعُوهُ يومَ القيامةِ مِن الرَّحمنِ، مِن النَّوعِ الأوَّلِ، والحديثُ عزاهُ النَّاظمُ هنا إلى الطَّبرانيِّ ولم أجدْهُ عندَهُ، وقد عزاهُ السِّيوطيُّ في الجامعِ الصَّغيرِ إلى السَّجزيِّ في الإبانةِ عن أنسٍ -رضيَ اللهُ عنهُ- وضعَّفَهُ الألبانيُّ في ضعيفِ الجامعِ.
– الشيخ: نعم انتهى بعده
– القارئ: فصلٌ في يومِ المزيدِ وما أعدَّ اللهُ لهم مِن الكرامةِ
– الشيخ: قفْ على هذا بس [يكفي].
 

 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة