الرئيسية/شروحات الكتب/نونية ابن القيم/(152) فصل في يوم المزيد وما أعد لهم من الكرامة
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(152) فصل في يوم المزيد وما أعد لهم من الكرامة

بسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيم
التَّعليق على كتاب (نونيّة ابن القيم – الكافية الشَّافية)
الدرس: الثَّاني والخمسون بعد المئة

***    ***    ***
 
– القارئ: الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ. أحسنَ اللهُ إليكمْ في الدرسِ الماضي مَرَّ معنَا بيتٌ قالَ فيهِ الناظمُ:
ويُذكِّرُ الرحمنُ واحدَهُم بما… قدْ كانَ مِنْهُ سالفَ الأزمانِ
مِنْهُ إليهِ ليسَ ثَمَّ وساطةٌ… ما ذاكَ تَوبِيْخَاً معَ الغفرانِ
لكن يُعرِّفُهُ الذي قدْ نالَهُ… مِنْ فضلِهْ والعفوِ والإحسانِ
طلبتم مني -أحسن الله إليكم- البحثُ عنِ الحديثِ الدليل عليه.. وذكرَ المحققونَ حديثَ البخاريِّ:
(أنَّ اللهَ يُدني المؤمنَ فيضعُ عليهِ
– الشيخ: إي قلنا: أن هذا ما هو مناسب
– القارئ: هذا قبلَ دخولِ الجنةِ.
– الشيخ: قلنا: هذا ما هو بمناسب.
– القارئ: إي نعم، في الحديثِ الآخَرِ -أحسن الله إليك- ذكروه هُم في الفصلِ الآخرِ: يشيرُ الناظمُ إلى ما رواهُ الترمذيُّ وابنُ ماجه عَن سعيدِ بن المسيّبِ وفيه: (وَلَا يَبْقَى فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ أَحَدٌ إِلَّا حَاضَرَهُ اللَّهُ مُحَاضَرَةً، حَتَّى يَقُولُ: يا فلان ابن فلان: أَتَذْكُرُ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا؟ فيُذَكِّرُهُ ببَعْضَ غَدَرَاتِهِ فِي الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَفَلَمْ تَغْفِرْ لِي؟ فَيَقُولُ: بَلَى، فَبِسَعَةِ مَغْفِرَتِي بَلَغْتَ مَنْزِلَتَكَ هَذِهِ)
– الشيخ: طيب.
– القارئ: هذا -أحسن الله إليك- بعدَ دخولِ الجنة
– الشيخ: أيش تقول؟ أي بعدَ دخولِ الجنة، أيش قالوا عليه وش فيه؟
– القارئ: رواهُ الترمذيّ وابنُ ماجه، ضَعَّفَهُ الألبانيُّ، لكن صحَّحَهُ ابنُ تيمية وابنُ حِبان.
– الشيخ: ضَعَّفَهُ الألبانيُّ؟
– القارئ: نعم، أحسن الله إليك.
– الشيخ: الله أعلم ما هو، امشِ خله [اتركه]، المهم اتضح أن هذا المعنى في الجنة، ليس قبلَ الجنة.
 

– القارئ: قال الناظم رحمه الله -تعالى-:
فصلٌ في يومِ المزيدِ وما أُعِدَّ لهمْ فيهِ مِن الكرامةِ
أَوَ مَا سمعتَ بشأنِهم يومَ المزيْــــ… ـدِ وأنَّهُ شأنٌ عظيمُ الشأنِ
هوَ يومُ جُمْعَتِنَا ويومُ زيارةِ الـــ… رَّحمنِ وقتَ صلاتِنا وأذانِ
والسابقونَ إلى الصلاةِ همُ الأُلى… فَازوا بذاكَ السَّبقِ بالإحسانِ
سَبْقٌ بِسَبْقٍ والـمُؤَخِّرُ هَا هُنا… متأخِرٌّ في ذلكَ الميدانِ
والأقربونَ إلى الإمامِ فهمْ أولو … الزُّلْفَى هناكَ فَهَهُنَا قُربانِ
قربٌ بقربٍ والمباعِدُ مثلُهُ… بُعْدٌ بِبُعْدٍ حِكمةُ الدِّيانِ
ولهمْ منابرُ لؤلؤٍ وزبرجدٍ… ومنابرُ الياقوتِ والعِقيانِ
هذا وأدناهُمْ وما فيهمْ دَنـِيٌّ… فوقَ ذاكَ المِسْكِ كالكُثبانِ
ما عندَهم أهلُ المنابرِ فوقَهُم… مما يرونَ بهمْ مِن الإحسانِ
فيرونَ ربَّهمُ -تعالى- جهرةً… نظرَ العِيانِ كما يُرى القمرانِ
ويحاضرُ الرحمنُ واحدَهم محا… ضرةَ الحبيبِ يقولُ يا ابنَ فلانِ
هلْ تذكرُ اليومَ الذي قدْ كنتَ فيــ… ــهِ مبارزاً بالذَّنبِ والعِصيانِ
فيقولُ ربِّ أمَا مَنَنْتَ بغَفْرِهِ… قِدْمَاً فإنَّكَ واسعُ الغفرانِ
فيُجيبُهُ الرحمنُ مغفرتي التي… قدْ أوصلتْكَ إلى الــمَحلِ الداني
فصلٌ في المطرِ الذي يصيبُهم هناكَ

– الشيخ: لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، أيش [ماذا] قال على الحديث أول الفصل، مزيد، يوم المزيد؟
– القارئ: أحسن الله إليك، قالوا: يشيرُ إلى ما رواهُ الشَّافعيُّ في مسندِهِ قال أخبرنا إبراهيمُ بن محمدٍ قالَ حدَّثني موسى بنُ عُبَيْدة قالَ حدَّثني أبو الأزهرِ معاويةُ بنُ إسحاقٍ عَنْ أبي طلحةَ عَنْ عبدِ اللهِ بنِ عُميرٍ أنه سمعَ أنسَ بنَ مالِكٍ -رضي الله عنه- قالَ: أتى جبريلُ بمرْآةٍ بيضاءَ فيها وكْتَهٌ إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فقالَ -عليه الصلاة والسلام-: (ما هذه؟) قالَ: هذه الجمعَةُ فُضِّلْتَ بها أنتَ وأمتَّك، فالنَّاسُ لكمْ فيها تَبَعٌ اليهودُ والنصارى، ولكمْ فيها خيرٌ، وفيها ساعةٌ لا يُوافِقُها مؤمنٌ يَدعو اللّهَ بخيرٍ إلا استُجيبَ لَه، وهوَ عندَنا يومُ المزيدِ.
وفيهِ موسى بنُ عُبيدة ضَعَّفَهُ ابنُ حجرٍ في التقريبِ.

– الشيخ: لكن أصلُ الحديثِ ومعناهُ في الصحيحِ، يعني في شأنِ الجمعةِ وأنه اختَلَفَ فيها مِن قبلِنا وهَدَانا الله إليه، (ولنا يومُ الجمعةِ ولليهودِ يومُ السبتِ وللنصارى يومُ الأحدِ)، يقول أيش؟ والحديث؟
– القارئ: وفيهِ موسى بنُ عُبيدة ضَعَّفَهُ ابنُ حجرٍ.
الحديثُ الآخرُ عندَ قولِه: والسابقونَ إلى الصلاةِ هُمُ الأُلى، قال:
يُشيرُ إلى ما رواهُ الطبرانيُّ في الكبيرِ قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، أنه قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: "سَارِعُوا إِلَى الْجُمَعِ فَإِنَّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يَبْرُزُ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ فِي كَثِيبٍ مِنْ كَافُورٍ، فَيَكُونُوا مِنَ الْقُرْبِ عَلَى قَدْرِ تَسَارُعِهِمْ إِلَى الْجُمَعِ، فَيُحْدِثُ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- لَهُمْ مِنَ الْكَرَامَةِ شَيْئًا لَمْ يَكُونُوا رَأَوْهُ قَبْلَ ذَلِكَ"
قالَ الهيثميُّ: فيهِ أبو عبيدة لمْ يسمعْ مِن أبيهِ.

– الشيخ: نسألُ اللهَ من فضلِه وبس، نسأل الله من فضلِهِ، نسأل الله من فضلِه.
– طالب: أحسن الله إليكم يا شيخ، قولُه: فيرونَ ربَّهم تعالى جهرةً نظرَ العيانِ كما يروا القمرانِ

– الشيخ: وش [ماذا] فيه؟
– طالب: يقصدُ الشمسَ والقمرَ؟

– الشيخ: عجل! [بالتأكيد]
– طالب: لكنْ هل ثبتَ في رؤيةِ الشمسِ يا شيخ؟ يعني في الحديث:
(إنَّكم ترونَ ربَّكُمْ كالقمرِ ليلةَ البدرِ)، هل ثبتَ في الشمسِ يا شيخ؟ القول يعني الرؤية؟
– الشيخ: ما كان عندي فيه تردد، ابنُ تيمية ذكرَ الشمسَ والقمرَ في العقيدةِ الواسطيةِ، (أمَا ترونَ الشمسَ صحواً ليسَ دونَها سحابٌ)، و(كما ترونَ القمر)، أنتَ عندك فيه كلام؟
– طالب: لا، لا، الإشكال بس [فقط] على الشمس يا شيخ.

– الشيخ: أنتَ من وين جاءكَ الشك؟
ا– طالب: أنا ما أذكر الأحاديث القمر يا شيخ أحسن الله إليك.
– الشيخ: تذكرُه طيّب، وراجعتَ؟ راجعْ راجعْ وتثبتْ، لا، لا، المعروف أنَّ الرسولَ عندما.،
نعم هو المناسَبَة في القمر، لكن في الكلامِ ذكرَ الشمسَ والقمرَ، هذا اللي، المناسبةُ أنه -عليه الصلاة والسلام- كانَ معَه أصحابُه ذاتَ ليلةٍ فلمَّا رأى القمرَ قالَ:
(إنَّكمْ سترونَ ربَّكمْ)، فراجع إن كان..، نعم.
– طالب: ذكره في صحيح مسلم.. قال رحمه الله -تعالى-: وَحَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ نَاسًا فِي زَمَنِ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
(نَعَمْ) قَالَ: (هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ بِالظَّهِيرَةِ صَحْوًا لَيْسَ مَعَهَا سَحَابٌ؟ وَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ صَحْوًا لَيْسَ فِيهَا سَحَابٌ؟) قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: (مَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-)
– الشيخ: أنتَ تقرأ من أين؟ من مسلم؟
طالب: من مسلم.

– الشيخ: تفضل يا فهد.
القارئ:
قال: فصلٌ في المطرِ الذي يُصيبُهم هناكَ
ويُظلُّهُمْ إذْ ذاكَ مِنْهُ سحائبٌ… تأتي بمثلِ الوابلِ الهَتَّانِ
بينَا همُ في النورِ إذْ غَشِيَتْهُمُ… سبحانَ مُنْشِئِهَا مِن الرضوانِ
فَتَظَلُّ تُمطرُهُم بطِيبِ ما رأوا… شَبَهَاً لَهُ في سالفِ الأزمانِ

– الشيخ: نسأل الله من فضله نسأل الله من فضله، آمنا بالله.
– القارئ:
فيزيدُهُم هذا جمالاً فوقَ ما… بِهِمُ وتلكَ مواهبُ الـمَنَّانِ
فصلٌ: في سوقِ الجنةِ الذي ينصرفونَ إليهِ من ذلكَ المجلسِ.

– الشيخ: لا إله إلا الله، يكفي إلى هنا.
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة