الرئيسية/شروحات الكتب/نونية ابن القيم/(155) فصل في أن الجنة قيعان وأن غراسها الكلام الطيب والعمل الصالح
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(155) فصل في أن الجنة قيعان وأن غراسها الكلام الطيب والعمل الصالح

بسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيم
التَّعليق على كتاب (نونيّة ابن القيم – الكافية الشَّافية)
الدرس: الخامس والخمسون بعد المئة

***    ***    ***
 
– القارئ: الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ. أمَّا بعدُ فقالَ ابنُ القَيِّمِ -رحمه الله تعالى-:
فصلٌ: في أنَّ الجنةَ قِيْعَانٌ، وأنَّ غراسَها الكَلِمُ الطَّيِّبُ والعملُ الصالحُ.

– الشيخ: نسألُ اللهَ مِن فضلِه، الله أكبر.
– القارئ:
أَوَ مَا سمعتَ بأنَّها القِيعانُ فاغـ… ـرسْ ما تشاءُ بذا الزمانِ الفاني
وغراسُها التسبيحُ والتكبيرُ والتـ… ـحميدُ والتوحيدُ للرحمنِ
تَبَّاً لتاركِ غَرْسِهِ ماذا الذي… قدْ فاتَهُ في مدةِ الإمكانِ

– الشيخ: لا حول ولا قوة إلا بالله. الله يصلح الأحوال.
– القارئ:
يا مَنْ يُقِرُّ بذا ولا يَسعَى لَه… باللهِ قلْ لي كيفَ يجتمعانِ؟
أرأيتَ لو عَطَّلْتَ أرضَكَ مِن غِرا… سٍ ما الذي تجني مِن البستانِ
وكذاكَ لو عَطَّلْتَها مِن بَذْرِها… ترجو الـمُغَلَّ يكونُ كالكِيْمَانِ
ما قالَ ربُّ العالمين وعبدُهُ… هذا فراجِعْ مقتضى القرآنِ
وتَأَمَّلِ الباءَ التي قدْ عَيَّنَتْ… سَبَبَ الفلاحِ لحكمةِ الفرقانِ

– الشيخ: جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة:17] وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [الأعراف:47] هذه هي الباءُ، باءُ السَبَبِ.
– القارئ:
وتَأَمَّلِ الباءَ التي قدْ عَيَّنَتْ… سَبَبَ الفلاحِ لحكمةِ الفرقانِ
وأظنُّ باءَ النَّفْيِّ قدْ غَرَّتْكَ في… ذاكَ الحديثِ أتى بهِ الشيخانِ

– الشيخ: نعم (لَنْ يَدْخُلَ أَحَدٌ منكمُ الْجَنَّةَ بِعَمَلِهِ) هذه باءُ العِوَضِ أو باءُ الثَّمَنِ، فالذي يَنظرُ لهذا الحديثِ يقولُ: (لَنْ يَدْخُلَ أَحَدٌ منكمُ الْجَنَّةَ بِعَمَلِهِ) إذًا العملُ ما لَهُ فائدةٌ، المكتوب لَه يدخل الجنة بيدخل الجنة، هذا مِن شبهاتِ الشيطان.
– القارئ:
لَنْ يدخلَ الجَنَّاتِ أصلاً كادِحٌ… بالسَّعيِّ منْهُ ولَو على الأجفانِ
واللهِ مَا بينَ النصوصِ تَعَارُضٌ… والكلُّ مَصْدَرُهَا عَن الرحمنِ

– الشيخ: يعني: لا تعارضَ بينَ ما يدلُّ على أنَّ العملَ سببٌ، وما يدلُّ على أنَّه لا أثرَ لَه. فالجمعُ مُمكنٌ
– القارئ:
لكنَّ بَا الإثباتِ للتسبيبِ والـ… ـباءِ التي للنَّفْي بَا الأثمانِ
– الشيخ: بَا الأثمانِ يعني: باء الأثمانِ، أعد البيت.
– القارئ: لكنَّ بَا الإثباتِ للتسبيبِ
– الشيخ: الباءُ التي فيها إثباتُ تأثيرِ الأعمالِ أو أثر الأعمال هي باءُ التسبيبِ يعني: الباءُ السببيةُ، والمنفيُّ، باءُ النَّفيِّ، هي باءُ الأثمانِ التي تقتضي أنًّ الأعمال ثمنًا.
– القارئ:
لكنَّ بَا الإثباتِ للتسبيبِ والـ… ـباءِ التي للنَّفْي بَا الأثمانِ
والفرقُ بينَهُما ففرقٌ ظاهرٌ… يدريهِ ذَو حَظٍّ مِن العرفانِ
فصلٌ: في إقامةِ المأتمِ على المتخلِّفينَ عَن رفقةِ السابقينَ.

– الشيخ: الله المستعان، قفْ على هذا بس [يكفي]. 
 

 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :