الرئيسية/فتاوى/نصيحة في تربية الأبناء في عصر انفتاح وسائل الإعلام
file_downloadshare

نصيحة في تربية الأبناء في عصر انفتاح وسائل الإعلام

السؤال :

الذي يُهمِلُ تربيةَ أبنائِه ولا يدرأُ عنهم أجهزةَ الفسادِ مِن الفضائياتِ وغيرها، ألا ينطبقُ عليهِ هذه الآية قولُهُ تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ [التغابن:14] ؟

هو عدوُّ نفسِه، هو نفسُه، هو بإهمالِه عدوُّ نفسِه، الآيةُ ما تنطبقُ عليهِ، إلا إذا استجابَ لهم، إذا كانَ يُطالبونَه بفعلِ المحرَّماتِ ويستجيبُ لهم ، لأنَّ الآية ذكروا أنَّها نزلَتْ في مَن رغبَ أولادهُ وأهلوهُم على تركِ الهجرةِ أو تركِ الجهادِ، فمطالبهم، فالاستجابةُ لهم فيما يضرُّهُ هو ويضرُّهم، ولكن على المسلمِ أنْ يجاهدَ في هذه الظّروفِ الصعبةِ، نحن الآن في ظروفٍ صعبةٍ والتَّربية شاقَّة، شاقَّةٌ مع انفتاحِ هذه الأبوابِ -أبوابُ الشرِّ- مِن وسائلِ الإعلامِ والتَّواصلِ بكلِّ أنواعِها، بدأتْ "بالرَّاديو" وانتهتْ بالجوال، الآن كان "التلفزيون" في البيوتِ في بعضِ المحلاتِ، والآن التلفزيون في جيبِ كلِّ واحدٍ، الحين [الآن] تلفوناتكم ذي تلفزيونية، فيها صورٌ وتصويرٌ، وتدخلُ على ما شئتَ مِن القنواتِ، كذا صحيح ؟
يعني لا يعجِزُ أيُّ فاجرٍ أو صاحبِ نفسٍ خبيثةٍ وإلا ويصل إلى مرادَه ويشاهدُ مِن الشرِّ والفجورِ والإثمِ والفواحشِ ما بدا له، مُيَسَّرٌ، وهذا يجب أنْ يُلاحَظَ أن هذا ابتلاءٌ هذا بقدرِ اللهِ وهو ابتلاءٌ للعبادِ، ويُستشهدُ لهذا المعنى بقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ [المائدة:94] ، يعني هذا الآن الجوال يفتحُه مَنْ يشاءُ على ما يشاءُ في أيِّ مكانٍ وهو على فراشِه يشاهدُ ما يريدُ مِن الباطلِ. وهو في نفسِ الوقتِ وسيلةٌ عظيمةٌ في اجتلابِ الخيرِ، والاطلاعِ على أمورٍ عظيمةٍ نافعةٍ في الدّينِ والدّنيا، لكن أكثرُ النّفوسِ تنجذبُ للشرِّ، فعلى الإنسانِ أن يحذرَ .