أمَّا التَّعبيرُ بـ: "الإحسانِ إلى خالقِكم" هذا غلطٌ، تعبيرُ السَّائل بـ: "الإحسانِ إلى خالقِكم" ، عبادةُ العبدِ لربِّه لا يُقالُ: إنَّه إحسانٌ مِن العبدِ إلى ربِّه ؛ فالعبدُ لا يقدرُ، أو لا يقدرُ على الإحسانِ إلى اللهِ ولا الإساءةِ إليه، فلا يُقالُ: إنَّ العاصي أساءَ إلى ربِّه، ولا يُقالُ للطَّائعِ: إنَّه أحسنَ إلى ربِّه، فاللهُ لا يلحقُهُ نفعُ المطيعين ولا مضرَّةُ العاصين (إنَّكم لن تبلغُوا نفعي فتنفعوني ولن تبلغُوا ضرِّي فتضروني) كما في الحديثِ القدسيِّ بطولِه . وذِكرُ الأسماءِ الحسنى في هذا المقامِ للتَّنبيهِ على أنَّها هي الَّتي يجبُ الإقسامُ بها، بأسماءِ اللهِ، فالقسمُ يكونُ بأسماءِ اللهِ وصفاتِه .