الرئيسية/فتاوى/حكم بناء غرفة للرياضة في ساحة المسجد لطلاب حلقات التحفيظ
share

حكم بناء غرفة للرياضة في ساحة المسجد لطلاب حلقات التحفيظ

السؤال :

نحن مجموعة مِن الشَّباب نعملُ مشرفين في حلقات تحفيظ القرآن، وأردنا بناءَ غرفة يكون فيها بعضُ الألعاب لطلاب الابتدائي؛ كتنس الطَّاولة وغيرها، وذلك مِن باب التَّحفيز لطلاب الحلقة، ولم نجد مكانًا لبناء الغرفة إلا فوق الغرف التي في خلفِ ساحةِ المسجد، علمًا أنَّ هذه الغرف تُستخدم للاعتكاف في رمضان، وكذلك لاجتماع جماعة المسجد فيها في كلِّ شهر، فما الحكمُ في بناء هذه الغرفة؟ أفتونا مأجورين، جزاكم الله خيرًا .

الحمدُ لله وحده، وصلَّى الله وسلَّم على مَن لا نبي بعده ؛ أمَّا بعد :

فإنَّ هذه الغرف لها حكم المسجد ؛ لأنَّها في الأرض الموقوفة، ويضمُّها سورُ المسجد، ولذا يُصلَّى فيها وتُتَّخذُ معتكفًا، والغرفُ التي تُبنى فوقها لها حكمها، ولا ينبغي أن يُتَّخذ مِن المسجد موضعٌ للعب الباطل، والصّفة موضحة.

وأقولُ أيضًا: الأمةُ غارقةٌ في التَّعلُّق بأنواع اللهو واللعب؛ لما غزا الأمَّة مِن طوفان حضارة الغرب، مصحوبةً بعوائدهم، فلا تُربُّوا أولادَ المسلمين على التَّعلُّق بهذه العوائد التي تُعمّق في نفوسهم التَّعلُّق باللهو؛ فإنَّهم سينتقلون منها إلى ما بعدها في المراحل التَّالية، وتُحبَّبُ إليهم مشاهدةُ أنواع اللهو مِن مباريات كرة القدم وغيرها.

وأيضًا: فحبُّ القرآن وحبُّ اللهو لا يجتمعان، وهذه الطريقة المذكورة لتحفيز الطلاب -كما قيل في السؤال- تشبه بناء الملاعب إلى جنب المساجد، كما هو الواقع في الأحياء الحديثة، وهذا نظرٌ باطل، ورأيٌ فاسدٌ، والأشبه أنَّه دسيسة مِن أعداء الإسلام، فقبلها مَن له حسنُ نيَّة مِن غير بصيرة، فالذي أرى لكم: صرف النَّظر عن بناء الغرف وعن فكرة تحفيز الطلاب باللهو، وعليكم أن تأخذوهم بالجدّ والرّجولة، وتُنفِّروهم عن اللهو وكلّ باطل. أعانكم الله وسدَّد رأيكم .

أملاه:

عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك

في الخامس والعشرين من رمضان 1436هـ