الرئيسية/فتاوى/تفسير آية ولا تمسكوا بعصم الكوافر
share

تفسير آية ولا تمسكوا بعصم الكوافر

السؤال :

معنى قوله تعالى: وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ [الممتحنة:10]جزيتم خيرًا ؟

 

الحمدُ لله وحده، وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، أمَّا بعد :

فقوله تعالى: وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ هذا نهي مِن الله لعباده المؤمنين عن استبقاء أزواجهم مِن الكافرات في عصمتهم زوجات لهم، بل عليهم أن يفارقوهن؛ لأنَّه لا يحلّ للمؤمن نكاح الكافرة ابتداءً، كما قال تعالى: وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ [البقرة:221] ولا استدامةً، كما في هذه الآية: وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ.

والعِصَمُ جمْعُ عِصْمَة، والمراد بالعِصمة هنا: عقد النكاح، وسُمِّي عقدُ النِّكاح عِصْمَةً؛ لأنَّه يُدْخِلُ المرأَةَ في ولاية الرَّجل وحمايته حتى تكونَ في عصْمَةٍ ومَنَعَةٍ ممَّنْ يَتَعدَّى عليها.

فإطلاقُ "العصمة" على عقد النّكاح مِن إطلاق الـمُسَبَّبِ، وهو الحماية والمنَعة، على السَّبَبِ، وهو عقد النّكاح.

وقوله تعالى: وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ؛ أي: فارقوهن، فلا يبْقَيْنَ تحت ولايتكم وعِنَايتكم، وخُصَّ مِنْ ذلك المحصناتُ مِنَ الكتابيات، قال تعالى: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَات إلى قوله: وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ [المائدة: 5]، والله أعلم .

 

أملاه :

عبدالرَّحمن بن ناصر البراك

في 17 ربيع الأول 1436هـ