الرئيسية/فتاوى/تعقيب على رسالة متداولة حول الرحمة بالخلق وحملة العرش
share

تعقيب على رسالة متداولة حول الرحمة بالخلق وحملة العرش

السؤال :

رسالة جوال فيها ما هذا نصه: "إنَّ أكملَ السَّعادة أن تُعظِّم شعائرَ الله، ثم تتجه بالشَّفقة على خلقِ الله، ألا ترى أنَّ حملةَ العرشِ لـمَّا عاينوا مِن عَظَمةِ الله ما عاينوا سَبَّحوا بحمدِ ربِّهم، ثم استغفروا للمؤمنين، فبقدرِ علمكِ بربِّكَ يكونُ حبُّكَ للحقِّ ورحمتكَ للخلقِ". فما حكمُ ترويج هذه الرسالة ؟

 

الحمدُ الله وحدَه، وصلَّى الله وسلَّم على مَن لا نبيَّ بعدهُ، أمّا بعد :

فلا ينبغي نشر الرسالة بالصيغة المذكورة؛ لأنَّ استغفار الملائكة لخصوص المؤمنين لا لعموم الخلق، فيَحسنُ استبدال "الشَّفقة على الخلق" بـ "الرَّحمة بالخلق"، كما قالَ صلَّى الله عليه وسلَّم: (ارحموا مَن في الأرضِ يرحمكُم مَنْ في السَّماء).

ومِن الأخطاء في هذه الرسالة أيضًا قوله: "ألا ترى أنَّ حملة العرش لـمَّا عاينوا مِنْ عَظَمةِ الله ما عاينوا سَبَّحوا بحمد ربِّهم"؛ فإنَّه يشعر بأنَّهم يرونه سبحانه، وهذا مما لم يأت به نقلٌ، لا إثباتًا ولا نفيًا، فيجبُ الإمساك، ولا ريبَ أنَّ حملة العرش ومَن حوله أكملُ علمًا بالله، وأكثر تسبيحًا له تعالى وتقديسًا، يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ [الأنبياء:20]. وأرى أن تستبدلَ الرسالة بما يأتي:

"إنَّ مِن تعظيم الله تعظيم شعائره، وهي شرائعه ومعالم دينه، وذلك بالقيام بها، والتَّعبد بما شُرع فيها، ومِن تعظيم الله تعظيمُ حرماته، وهي المحرمات، وذلك باجتنابها والنَّهي عنها، ولا ريب أنَّ تعظيم الله وتعظيم ما أمر بتعظيمه يدعو إلى رحمة الخلق والإحسان إليهم بالدعاء وغيره، وذلك هو سببُ سعادة العبد في الدنيا والآخرة".

 

أملاه :

عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك

في 10 ربيع الأول 1436هـ