الرئيسية/فتاوى/صفة صلاة المريض على الكرسي
share

صفة صلاة المريض على الكرسي

السؤال :

إذا صلَّيتُ على الكرسي هل يُشرَعُ لي عند السُّجود أن أمدَّ يدي في الهواء، أو أجعلهما على الركبتين كما هو فعلي عند الركوع بارك الله في عمرك ؟

 

الحمدُ لله، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد، أمَّا بعد :

فإنَّ الصَّلاة على الكرسي في الفريضة لا تجوزُ إلا إذا كانَ الإنسانُ لا يقدر أن يصلّي قائمًا، ولا يقدر على السجود إذا صلَّى قاعدًا، فمَن كان لا يستطيع السجود إذا صلَّى قاعدًا وهو يستطيع القيام فإنَّه يصلّي قائمًا، ولا يقعد على الكرسي إلا في موضع القعود في الصَّلاة، كالجلوس بين السَّجدتين والجلوس للتَّشهُّد الأول والأخير، فيركع الركوع المعتاد إذا كان يستطيع ذلك، ويومئ بالسجود، وإن كان لا يستطيع الاستمرار في القيام وإنَّما يستطيع القيام عند الركوع فإنَّه يقعد على الكرسي، فإذا جاء الركوع قامَ وركعَ، خلافًا لِمَا يفعله بعضُ مَن يُصلي على الكرسي، فإنَّه يركع ويسجد وهو قاعد، ولا يقوم للركوع مع قدرته على ذلك، وهذا خطأ، فإنَّ الواجب عليه أن يقوم ويركع، ثم يعود إلى الكرسي.

وأمَّا السجود: فيسجد وهو على الكرسي بحسب ما يستطيع مِن الانحناء، ويضع يديه على ركبتيه أو فخذيه، ولا يلزمه أن يمد يديه في الهواء، والله أعلم .

وبهذه المناسبة نُنبِّه إلى أنَّ الصَّلاة على الكراسي قد توسَّع فيها النَّاس، كما يُرَى ذلك في كثرة الكراسي المعدَّة في المساجد، وكثيرٌ مِن الذين يصلّون على الكراسي يستطيعون القعود على الأرض والسجود، ومنهم مَن يستطيع القيام لكنه لا يستطيع أن يقعد ويسجد على الأرض، فمَن كان كذلك فلا يقعد على الكرسي، بل عليه أن يبقى قائمًا ويركع، فإذا جاء السجودُ قعدَ على الكرسي وأومأ به، كما تقدَّم، ولا يقعد على الكرسي إلا في موضع القعود، كما في التَّشهُّد، فيقعد على الكرسي بين السَّجدتين وفي حال التَّشهُّد، كما تقدَّم، والله أعلم . 

 

أملاه :

عبدالرَّحمن بن ناصر البراك

في 19 ربيع الأول 1436هـ