يا أختنا في الله؛ هذه مِن أهمّ الأبواب وأخصّها بالحج؛ لأنَّ الحجَّ يقتضي سفرًا، ولما خطبَ النَّبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام قال: (لا يحلُّ لامرأةٍ تؤمنُ باللهِ وباليومِ الآخرِ أنْ تسافرَ إلَّا بذي محرَّم)، قامَ رجلٌ وقال: يا رسولَ الله إنَّ امرأتي انطلقتْ حاجَّة. كانت قد سافرت بدون، فقال: (انطلق) .. في غزوة مسجل في جيش، فقال: (انطلقْ وحجَّ مع امرأتكَ).
تكلَّم العلماءُ في أنَّ مَن لا تجدُ محرمًا لا يجبُ عليها الحج أصلًا، خلاص الحمد لله، قالوا: مِن شرط وجوب الحج وجودُ محرمٍ يسافرُ معها ويقومُ بشؤونها ويعينها ويحميها، هذا يعني حكمٌ مرتبط بالحج مِن جهة أنَّ الحج في أكثر الأحيان.. لكن وحدة في مكة ما تحتاج إلى محرم، تروح إلى الحج الحمد لله، في منى ومزدلفة وعرفة تستطيع أن تمشي على قدميها أو على غيرها أو راكبة، فلا تحتاج لأنَّ المسافة في ما يظهر ما هي بمسافة سفر ولا يُسمى سفرًا، والله المستعان.
وحرمةُ مكة؛ لأنَّ الحجاج يأتون إلى مكة فيجب أن يعرفوا حكم مكة وحكم شجر الحرم، النَّاس يجون [يجيئون] إذا لم يعرفوا هذا يأتون ويقعون في الغلط؛ فيقطعون الأشجار ويحشون الحشيش ويُنفِّرون الصَّيد، ويمكن يصيدون حمام مكة.
وكذلك -باب ما يجوز قتله- كما أنَّه مِن أحكام الحرم تحريمُ الصَّيد وتنفيرُ الصَّيد فضلًا عن قتل الصَّيد، يعني يبيَّن أنَّ هذه الخمسة الفواسق وما أشبهها يحلُّ قتلها حتى في الحرم، فهي ضرورية لِمَن يقصدُ الحج، ويدخلُ مكة، يعرف الأحكام .
القارئ: تقول: دعواتكم لنا بأن ييسِّر الله لحضور درسكم شيخنا المبارك فإن لم أتمكن مِن حضور الدَّرس فلن أتمكن مِن سماعه مسجَّلًا، فإنِّي أطمع في التَّأدب بأدبكم وإن لم أحصل علمًا .
الشيخ: ستحصلين علمًا إن شاء الله مِن طرق عديدة ولله الحمد، وقد يسَّر الله للعباد مِن أسباب الخير وتحصيل العلم، هؤلاء مشايخنا وهم في منازلهم إن شاء الله عند الله بأصواتهم علومهم بأصواتهم، هذا الشَّيخ محمَّد بن عثيمين له قناة تبث منها دروس بصوته، سبحان الله العظيم .