العقيدة والتّوحيد

* أسماء الله:
- الاسمُ الجامعُ لمعاني أسماء الربّ -تعالى- وصفاته وأفعاله هو: "الله"، ولهذا قيل: إنّه الاسم الأعظم، وهو أخصّ أسمائه به سبحانه، فلا يُطلق بتفخيم على غيره.
- ومِن الخطأ الشّائع: ذكرُ هذا الاسم الشّريف "الله" مفردًا ومكررًا في الجواب، ويحذفون الألف قبل الهاء، فيقول أحدهم إذا سُئل عن أمرٍ: "الله الله" مكان: "نعم".
- ومِن الخطأ: ذكر هذا الاسم مع "يا" النّداء مع حذف الألف مِن الاسم الشّريف في مقام الاستنهاض، مكان: "قم واذهب"، فيقال: "يالله" وأصلها الأمر بالاستعانة بالله.
- وللتّصحيح يُقال في الأول: "نعم"، وفي الثّاني يُقال: "يا ألله يا ألله"، أي: بإثبات الألف وقطع همزة الاسم الشريف، والله أعلم.
- إطلاق "لفظ الجلالة" أو "اسم الجلالة": لا يُعرف إلا في لسان المتأخّرين، وبالاستقراء النّاقص لم نجده في كلام السّلف، ولا في مؤلفات ابن تيميّة وابن القيّم.
- فالأولى -على الأقل- اجتنابُ هذا الإطلاق "اسم الجلالة"، ويؤكّد ذلك: أنّه لا يُقال في الله: "ذو الجلالة"، وإنْ كان يُقال في وصفه: "ذو الجلال وذو العظمة".
- مِن أسماء الله: الغني، ومِن كمال غناه وكرمه –سبحانه- أنّ يمينَه ملأى، لا يُنقِصُها نفقةٌ، ينفقُ دائمًا، ولا يُنقصُ ذلك ما عنده، وفي الحديث القدسي=
- (يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ  مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ).  

* الإسلام: 
- دينُ الإسلام: هو الدّين الحقّ المُرضي لله، الذي لا يُقبل مِن أحدٍ ديناً سواهُ، وهو يقوم على: عبادةِ الله وحده، لا شريك له، ومتابعة الرّسول محمّد.
- ومتابعة الرّسول محمّد -صلى الله عليه وسلم-، وهذا مقتضى شهادة "أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله".
- مَن أرادَ الدّخول في الإسلام يجبُ أن يفهمَ معنى الشّهادتين قبل أن ينطقَ بهما، ولا يكفي النّطقُ بهما مِن غير فهمٍ لمعناهما.
 
* الإيمان:
- دلّ الكتابُ والسنّة على أنّ الإيمان اسمٌ يشملأاعتقادُ القلب؛ وهو تصديقه وإقراره، بإقرارُ اللسان =
جعملُ القلب؛ وهو انقياده وإرادته، وما يتبع ذلك مِن أعمال القلوب: كالتّوكّل، والرّجاء، والخوف، والمحبّة=
دعملُ الجوارح –واللسانُ مِن الجوارح-، والعملُ يشملُ: الأفعال والتّروك قوليّة وفعليّة
 
* تحقيق التوحيد:

- إنّ تحقيق التّوحيد يتضمّن: كماله، ويقتضي: ترك الذّنوب؛ لأنّ كمالَ التّوحيد وتحقيقه: يتضمّن شدّة الخوف مِن الله وصدق الرّجاء=
- وإذا وقعَ العبدُ الذي هذه حاله في الذّنوب لم يصرّ عليها، كما قال الله في المتقين{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا=
- لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}(آل عمران:135)، وقال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ=
وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ}(الأعراف:201-202)، أمّا الاجتراء على المعاصي والإصرار عليها: فإنّه يتضمّن نوعًا مِن الشّرك؛ لأنّ ذلك لا يكون إلّا مع=
- اتّباع الهوى، وهو ما وصف اللهُ به الكفار والمشركين{إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ}(النجم:23)، وقال تعالى:{فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ=
أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ}(القصص:50)، فإذا أفضى اتّباع الهوى بالعبدِ إلى عبادةِ غير الله -كحال المشركين- أو استحلال ما حرّم الله: فذلك=
- الكفرُ المناقض للإيمان، والشّرك المناقض للتّوحيد، وما كانَ دون ذلك: فهو مِن الشّرك الأصغر، والنّاس فيه على درجات، فالواجب على المسلم الحذر مِن الذنوب؛=
- فإنّ المعاصي كما قيل: بريدُ الكفر، فلا يزال الشّيطانُ يستدرجُ الإنسانَ حتى يبلغَ مراده، وغايته: أن يخرج المسلم من دينه، ويكون من أهل النّار، كما =
- أخبر اللهُ عنه{إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}(فاطر:6)، وقال: {كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ}(الحج:4)=
- والمعصومُ مَن عصمه اللهُ، ويتوبُ اللهُ على مَن تاب.
 
* المشيئة والإرادة: 
- قالَ صلّى اللهُ عليه وسلّم(لا يقولنّ أحدكم: اللهمّ اغفرْ لي إنْ شئتَ، اللهمّ ارحمني إنْ شئتَ، ليعزمِ المسألةَ؛ فإنّه لا مُكره لهُ)=
- دلّ هذا الحديث: على تحريم تعليق الدّعاء على المشيئة، فلا يقول الدّاعي: اللهمّ اغفرْ لي إنْ شئتَ، ولا يقول: رحمهُ اللهُ إنْ شاءَ الله=
- وكثيرٌ مِن النّاس يُخطئ فيقول: "الله يهديك إن شاء الله"، أو: "الله يرحمه إن شاء الله"، أو: "جزاه الله خيراً إن شاء الله"=
- وهم لا يريدون حقيقة التّعليق على المشيئة، ولكن ذلك يجري على ألسنتهم مِن غير قصدٍ لحقيقة المعنى، فيكون مِن خطأ الألفاظ، فينبغي التنبّه لذلك=
- فإذا دعوتَ لنفسك أو لغيرك فلا تقل: إن شاء الله، لكن إذا قلتَ: "فلان المرحوم"، فهذا خبرٌ محضٌ، فيجبُ أن تقيّده بالمشيئة، فتقول: "المرحوم إن شاء الله"=
- كقول النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- للمريض(طهورٌ إنْ شاءَ اللهٌ)، ومثل هذا إذا قيل: فلان شهيد، أو جعله الله شهيداً=
- فالأولى: خبرٌ، فلابدّ أن تقول: "شهيدٌ إنْ شاءَ اللهُ"، والجملةُ الثّانية: دعاءٌ، فلا تقول فيها: "إن شاءَ اللهُ".