الرئيسية/فتاوى/التعليق على ما ذكره ابن كثير في وفاة شيخ الإسلام
file_downloadshare

التعليق على ما ذكره ابن كثير في وفاة شيخ الإسلام

السؤال :

ذكرَ ابنُ كثيرٍ في كتابِهِ "البدايةُ والنهايةُ" في ذكرِ وفاةِ شيخِ الإسلامِ ابنُ تيميةَ الشيءَ الكثيرَ، وممَّا قالَهُ رحمَهُ اللهُ أنَّه: "جَلَسَ جَمَاعَةٌ عِنْدَهُ قَبْلَ الْغَسْلِ، وَقَرَءُوا الْقُرْآنَ، وَتَبَرَّكُوا بِرُؤْيَتِهِ وَتَقْبِيلِهِ، ودخلَ بعدَ ذلكَ النساءُ ففعلُوا مثلما فعلَ الرجالُ" وفيه أيضًا: "أنَّ النَّاسُ ألقُوا عَلَى نَعْشِهِ مَنَادِيلَهُمْ وَعَمَائِمَهُمْ لِلتَّبَرُّكِ، وَشَرِبَ جَمَاعَةٌ الْمَاءَ الَّذِي فَضَلَ مِنْ غَسْلِهِ، وَاقْتَسَمَ آخرونَ السِّدْرِ الَّذِي غُسِّلَ بِهِ، وَأَنَّ الطَّاقِيَّةَ الَّتِي عَلَى رَأْسِهِ دُفِعَ فِيهَا خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ، وَقِيلَ: إِنَّ الْخَيْطَ الَّذِي كَانَ فِيهِ الزِّئْبَقُ الَّذِي كَانَ فِي عُنُقِهِ بِسَبَبِ الْقَمْلِ، دُفِعَ فِيهِ مِائَةٌ وَخَمْسُونَ دِرْهَمًا، فما موقفُ أهلِ السُّنةِ والجماعةِ ؟

 

هذا غلط، هذا كلُّهُ من أفعال الجهال الذي هو يُنكرُه شيخ الإسلام ابن تيمية، التبرك هذا والمبالغات والغلو، وذِكْرُ ابن كثير لهذا دون تعليق، هذا يُعتبرُ في الحقيقة تقصيرٌ، تقصيرٌ من ابن كثير عفا الله عنه، كان المفروض أن يُعلِّق على هذا التصرف، وأن هذا من فعلِ الجهالِ، لو قال: وفعَلَ الجهال كذا وكذا كان أليق من أن يذكر هذا مجملًا ومطلقًا، عفا الله عن الجميع، وهذا يقعُ في كلام المؤرخين كثيرًا يروون أشياء من هذا القَبيلِ ولا يُعلِّقون عليها، وأحيانًا يعني مما يُذكر أن الكاتب والمؤلِّف قد يَكِلُ الكتابةَ إلى بعض طلابه وتلاميذه ثم إنه لا يتعقَّبُ كتابتَهم، مثل الآن الذي يسمونه الفريق، يكون عند المؤلِّفِ فريق من التلاميذ أو الموظفين ويعملون ويكتبونَ ثم هو قد ينظرُ فيما كتبوا وقد يفوتُهُ أشياء مما كتبوا، فلعل هذا من هذا، والله أعلم .