الرئيسية/فتاوى/نصيحة لمن يعاني من وسواس في الطهارة
file_downloadshare

نصيحة لمن يعاني من وسواس في الطهارة

السؤال :

تركْتُ الصَّلاةَ لمدَّةِ سبعِ سنواتٍ بسببِ الوسواسِ لإزالةِ النَّجاسةِ وفي الوضوءِ وفي غسلِ الجنابةِ وإعادةِ الصَّلاةِ، واستفتيْتُ الكثيرَ مِن المشايخِ: فمنهم مَن قالَ لي: لا تلتفتْ للوسواسِ ولا تُعِدْ الصَّلواتِ؛ لأنَّكَ معذورٌ وهذا وسواسٌ، فهل مِن توجيهٍ، ونطلبُ منكم الدُّعاءَ لي وجزاكم اللهُ خيرًا ؟

 

الواجبُ على مَن ابتُلِيَ بمثلِ حالِكَ أنْ يقاومَ ويجتهدَ في المقاومةِ ولا يستجيبُ للوسواسِ، لا يعيد مهما قالَ الشَّيطانُ لكَ: "أعِدْ" أو "وضوءكَ غيرُ صحيحٍ" أو النَّجاسةُ ما زالَتْ، أو ما أشبهَ ذلك، فلا تلتفتْ فإنَّ الشَّيطانَ كلَّما أطعْتَه طمعَ فيكَ، كلَّما أطعتَه في إعادةِ وضوءٍ أو إعادةِ صلاةٍ أو إعادةِ تكبيرٍ طمعَ فيك، وهذا هو الجاري الآنَ والواقعُ مَن ابتُلِيَ بالوسواسِ إذا استجابَ لِمَا يوسوسُ به الشَّيطانُ زادَ عليهِ، الوسواسُ يزيدُ.

فالَّذي ينبغي وننصحُ به: أنْ لا تستجيبَ ولا تعيدَ شيئًا، مثل ما ذكرْتَ عن بعضِ المشايخِ أنَّه قالَ: لا تلتفتْ للوسواسِ ولا تعدْ شيئًا مِن هذهِ الأفعالِ مِن أجلِ الوسواسِ وأنَّ وضوءَك لم يصحَّ، وأنَّ وضوءَك غيرُ صحيحٍ وأنَّ صلاتَك لم تصحَّ أو أنتَ لم تقرأْ أو لم تكبِّرْ، لا، امضِ في طريقِكَ وعاندْ، عاندِ الشَّيطانَ معاندةً، عاندِ الشَّيطانَ وراغمْه فإنَّك إذا صمَّمْتَ واستعنْتَ بالله فإنَّ الشَّيطانَ يخسأُ وينخنسُ وييئسُ منكَ.

وما مضى عليكَ نسألُ اللهَ أن يغفرَ لكَ، نسألُ اللهَ أنْ يغفرَ لنا ولك، ولكن عليك الآنَ الَّذي ننصحُك فيه في المستقبل امضِ على ما قالَ لكَ المشايخُ، لا تعدْ شيئًا أبدًا، ولا تبالِ، نسألُ اللهَ أنْ يشفيَ أخانا، نسألُ اللهَ أن يشفيَه ويعيذَه من الشَّيطانِ وأن يعينَه على نفسِه وشيطانِه .