الرئيسية/فتاوى/معنى الأثر الوارد لا تفقه كل الفقه حتى تمقت الناس في ذات الله
file_downloadshare

معنى الأثر الوارد لا تفقه كل الفقه حتى تمقت الناس في ذات الله

السؤال :

ما معنى الأثرِ الذي أوردَهُ البيهقيُّ: "لَا تَفْقَهُ كُلَّ الْفِقْهِ حَتَّى تُمْقِتَ النَّاسَ فِي ذَاتِ اللَّهِ" ؟

 

تبغضُهم لله، تبغضُ الناس للهِ، تمقتُهم لله، لا لحظِّ نفسك، تمقتُهم على تفريطِهم على معاصيهم على سوءِ أحوالهم، لا تمقتُهم لعداوةٍ بينك وبينهم شخصية؛ لأنَّهم لم يُحققوا لك ما تريدُ منهم، أو لأنهم أساؤوا إليك، فمَنْ أبغضَ العُصاةَ لمعاصيهم والكفارَ لكفرِهم فقد مَقَتَهم لذاتِ الله لا لنفسِه، يقول ابن القيم:

وَاهْجُرْ ولو كلَّ الورى في ذاتِهِ            لا في هواكَ ونخوةِ الشَّيطانِ

فهو يُترجِمُ هذا الأثر، ابنُ القيم في هذا البيت يُترجِمُ هذا الأثر، يعني اهجرْهُم لحقِّ الله لا لحقِّكَ وحقوقكَ الشخصية، وهذا لا يشملُ المؤمنين الصَّالحين، هل مَنْ هجرَ الصَّالحين يكون هَجْرُهُ لله؟ لا، هو عاصٍ إذا هجرَ الصَّالحين وأبغضَ الصَّالحين يكون عاصيًا، لا فقيهًا، إنما يصدقُ هذا الكلام فيمَنْ هجرَ الناسَ لله، ولا يكون يهجرُهُم لله إلا لتفريطِهم في جنبِ الله بالمعاصي وتركِ الواجبات.