: القوة
القارئ: إي نعم، بأنَّ المرادَ القوةُ والنعمةُ، فهلْ للمُشبِّهةِ [للمعطِّلة] حجةٌ في تأويلِ صفةِ اليدِ للهِ بذلكَ ؟
الجواب : فيه شبهةٌ، ليس لهم فيه حُجَّةٌ، لهم فيه شبهةٌ، ولكن اليد تُطلَقُ على معانٍ: على النعمةِ، وعلى اليدِ التي بها الفعل، وعلى القدرةِ، وعلى القوة، ولكن المعوَّلُ في مثل هذا على السِّياق، مَنْ يفهمُ من قولك: "أخذتُ هذا بيدي"، أن المراد القوة؟ ففرقٌ بين قولِ القائل: "لا يدَ لي في هذا الأمر"، "لا يدَ لي في هذا" أي: لا قدرةَ لي عليه، "لا يدَ لي فيه" أو "لا يدَ لي عليه"، لا يفهمُ مَنْ هذا إلا أنه لا قدرةَ بي عليه، لكن إذا قلتَ: "أمسكتُ هذا بيدي، قبضت هذا بيدي"، فلا يفهمُ منها السامعُ إلا اليد التي بها الفعل ويحصلُ بها القبض، ومِن شأنها القبضُ والبَسطُ، وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ [الزمر:67] لا يفهمُ السامعُ العربيُّ إلا أن الله أخذَ السموات والأرض بيدَيْهِ، كما قال -عليه الصلاة والسلام: (إنَّ اللهَ يأخذُ أرضَهُ وسماءَهُ بيدَيْهِ يومَ القيامةِ فَيَهُزُّهُنَّ ويقولُ: أنا الملكُ، أينَ ملوكُ الأرضِ؟) وجعل الرسولُ يقبضُ يدَيْهِ ويبسُطُهُما، بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ [المائدة:64] هذا لا تحتملُ ولا يخطرُ ببالِ السامعِ العربي الذي يفهمُ اللسان إلا أنَّ المرادَ اليدُ التي بها العطاءُ .