يعني فتنٌ كفتنِ الحروبِ العمياءِ كما تقدَّمَ الَّتي لا يُعرَفُ فيها المحقُّ من المبطِلِ، القاعدُ: المتخلِّفُ عنها، المتخلِّفُ عنها خيرٌ من الماشي فيها، والماشي فقط خيرٌ من السَّاعي المسرعِ، معناه النَّهي عن الدُّخولِ فيها والمشاركةِ فيها، فالقاعدُ المتخلِّفُ عنها خيرٌ من الماشي فيها، والماشي خيرٌ من السَّاعي، والسَّاعي خيرٌ مِن المحرِّضِ، والقاعدُ والقائمُ والماشي كلُّها كنايةٌ عن الأثرِ، بعضُ النَّاسِ يكونُ أثرُه فيها قويٌّ قد يكونُ المرادُ من المشيِ والسَّعيِ هنا أمورٌ معنويَّةٌ، فالَّذي يحرِّضُ هذا مسرعٌ أكثرَ وأكثرَ، مسرعٌ في هذه الفتنةِ، المقصودُ أنَّ هذا تشبيهٌ بحالِ النَّاسِ بالفتنِ تشبيهٌ لحالِهم منهم مَن يكونُ أثرُهُ كبيرًا ومنهم لا أثرَ لهُ، الَّذي لا أثرَ لهُ هوَ القاعدُ، والَّذي لهُ الأثرُ الكبيرُ هوَ المسرِعُ في الفتنةِ .
■المباحث والإختيارات
■المختارات