التَّأسِّي في.. المقصودُ فيما ذكرَ اللهُ، قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ [الممتحنة:4] يعني في البراءةِ من المشركينَ ببغضِهم وعداوتِهم في اللهِ تعالى، وكلَّما كانَ إيمانُ العبدِ أتمَّ كانَ بغضُهُ لأعداءِ اللهِ أعظمَ.
القارئ: وهل تكفي إقامةُ شعائرِ اللهِ ؟
الشيخ: لا، شعائرُ اللهِ في الغالبِ إنَّها أمورٌ ظاهرةٌ، والمرادُ بهذا البراءةُ، البراءةُ بالقلبِ بالبغضِ، بالبغضِ والكراهةِ والعداوةِ كما يقولُ إبراهيمُ: فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ * الَّذِي خَلَقَنِي [الشعراء:77-78] ويقولُ في هذهِ الآيةِ في سورةِ الممتحنةِ: إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة:4].
القارئ: وهل تُراعَى المصالحُ هنا ؟
الشيخ: لا تُراعَى المصالحُ في سبيلِ حقِّ اللهِ سبحانَهُ وتعالى، المصلحةُ في امتثالِ أمرِ اللهِ، في توحيدِ اللهِ، وفي إخلاصِ الدِّينِ لهُ، وفي موالاتِهِ، وموالاةِ أوليائِهِ ومعاداةِ أعدائِهِ، هذهِ هي المصلحةُ، الخيرُ كلُّه بطاعةِ اللهِ ورسولِهِ.