الرئيسية/فتاوى/حكم إثبات صفة النفس لله
file_downloadshare

حكم إثبات صفة النفس لله

السؤال :

هل هناكَ محظورٌ في إثباتِ صفةِ النَّفسِ للهِ؟

سبحانَ الله! اللهُ تعالى يقولُ: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ [آل عمران:28]، ويقولُ عيسى: تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ [المائدة:116] فليسَ فيه محذورٌ أنْ نقولَ: إنَّ للهِ نفسًا، لكن بأيِّ مفهومٍ؟ بمعنى أنَّ لهُ روحًا كما تكونُ للمخلوقاتِ؟ لا، لهُ نفسٌ، لهُ حقيقةٌ وذاتٌ موجودةٌ مُعيَّنةٌ.

 

القارئ: وهل المسألةُ خلافيَّةٌ؟

الشيخ: لا، ليسَتْ خلافيَّةً عندَ أهلِ السُّنَّةِ، خلافيَّةٌ بينَ أهلِ السُّنَّةِ والمبتدعةِ المعطِّلةِ.

 

طالب: شيخنا ما يقالُ: "نفسٌ تليقُ بذاتِهِ" ؟

الشيخ: أيش تقولُ؟

طالب: مثل ما نقولُ: لهُ يدٌ تليقُ به، ألا يُقالُ: له نفسٌ تليقُ به، ليسَتْ كأنفسِ المخلوقاتِ، على نفسِ القاعدةِ.

الشيخ: إي على نفسِ القاعدةِ.

الطالب: لكن..

الشيخ: لكن لها معنى، اليدُ، له يدٌ تليقُ بهِ، هل معنى ذلكَ.. كلمةُ "تليقُ بهِ" هذه المقصودُ فيها نفي التَّشبيه، هذه تساوي "تليقُ به" يدٌ ليسَتْ كأيدينا، لكن له يدٌ حقيقةً يفعلُ بها ويقبضُها ويبسطُها بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ [المائدة:64]، والرَّسولُ لما أخبرَ قالَ: (يأخذُ اللهُ أرضَهُ وسماءَهُ فيقبضُ يديهِ ويبسطُهما)، حتَّى إنَّ الرَّسولَ للتَّوضيحِ صارَ يقولُ هكذا يقبضُ يديهِ ويبسطُهما لبيانِ الحقيقةِ أنَّهُ يقبضُ يديه حقيقةً ويبسطُهما حقيقةً، لكن لا يعني هذا أنَّ يدَهُ كأيدينا وأنَّ فعلَهُ كأفعالِنا.