الرئيسية/فتاوى/نصيحة لرجل في التعامل مع زوجته القرآنية التي تريد نزع الحجاب
file_downloadshare

نصيحة لرجل في التعامل مع زوجته القرآنية التي تريد نزع الحجاب

السؤال :

يقولُ السائلُ مِن النِّمسا: زوجتِي امرأةٌ مؤمنةٌ ومُطَّلعةٌ جدًا على أمورِ الدِّينِ، ومُلتزمةٌ بفروضِها، وهِيَ قرآنيةٌ ولا تؤمنُ إلَّا بما صحَّ مِن حديثِ النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- الذي يُطابِقُ العقلَ والمنطقَ، وهِيَ الآنَ على قناعةٍ بأنَّ الحجابَ ليسَ فرضًا، وهِيَ لا تريدُ أنْ تُخالِفُني وتريدُ أنْ تأخذَ مُوافقَتِي على ذلكَ، وأنا قناعتِي مختلفةٌ عَنْ قناعتِها، ولا أستطيعُ أنْ أُعطيَها الموافقةَ ولا أنْ أمنعَها؛ لأنهُ ليسَ مِن المفروضِ أنْ أُجْبِرَها على شيءٍ لا تريدُهُ، ولا أعلمُ ما يجبُ عليَّ فعلُهُ فماذا تنصحونَنِي؟

 

ننصحكَ أن تنصحَها عن ذلك الفِكْر وهو أنَّها لا تعملُ مِن الحديثِ أو القرآن إلا ما وافقَ العقل، فالـمُحكَّمُ هو شرعُ الله لا العقلُ، فما خالفَ الشَّرعَ فهو باطلٌ ولو كان يخالفُ العقل، والعقلُ يختلفُ فيه النَّاسُ، كلٌّ له عقلُهُ، وكلٌّ يرى أن هذا هو الذي يوافقُ العقلَ، فالـمُحكَّمُ الواجبُ على المسلم والمسلمة تحكيمُ الشَّرعِ، تحكيمُ القرآن وتحكيمُ سنَّة الرَّسول عليه الصَّلاة والسَّلام، فهذا اتجاهٌ لا يجوز، وخطرٌ على الإنسان أن يجعلَ دينَهُ مُتعلِّقًا بعقلِه، فلا يدينُ إلا بما يوافق عقلَه، هذا هو اتباعُ الهوى، ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ [الجاثية:18]. ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا، وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ [الزمر:55]. وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ [الأعراف:3].

فعليك أن تنصحَها لتَعدِل عن هذا التَّوجُّهِ الخطيرِ، وكذلك مسألةُ الحجاب ينبغي أن تتفاهمَ معَها وتُبيِّنَ لها حكمةَ الشَّرعِ في الأمرِ بالحجابِ وتركِ التَّبرُّجِ، واللهُ إنَّما أمر بالحجاب صيانةً للمرأةِ ودرءً لتعرُّضِها للفتنةِ، للفتنةِ بها، فِتنتِها أو الفتنةِ بها، فالله أمرَ نساءَ نبيِّه بالقرارِ في البيوت وأمرَهُنَّ بتركِ التَّبرُّجِ وإقامِ الصَّلاة وإيتاء الزَّكاة وطاعة الله ورسولِه، وأمرَ النَّبيَّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- أن يأمرَ النساء بأن يُدنِين عليهِنَّ مِن جلابيبهِنَّ.