هذا متَّصلٌ بتصويرِ القضيَّةِ قضيَّةَ جهادٍ وقتالٍ، فهو يشبِّهُ حالَهم بحالِ المجاهدينَ، أليسَ المجاهدونَ عندما يجاهدونَ الكفَّارَ ويقتلونَهم أليسُوا يتقرَّبون إلى اللهِ بسفكِ دماءِ الكافرينَ أعداءِ اللهِ؟ يتقرَّبونَ إلى اللهِ بذلكَ، يعني: أجعلُ لحومَهم ودماءَهم في اليومِ الَّذي تنصرُنا عليهم، أجعلُ ذلكَ قربانًا لكَ، أتقرَّبُ بها إليك، خالدٌ القسريُّ يقولُ في قصَّتِهِ معَ الجعدِ: "ضحَّوا تقبَّلَ اللهُ ضحاياكم فإنِّي مضحٍّ بالجعدِ بنِ درهمٍ"، فسمَّى قتلَ الكافرِ الَّذي يقولُ بأنَّ اللهَ لم يكلِّمْ موسى تكليمًا ولم يتَّخذْ إبراهيمَ خليلًا، جعلَ قتلَه قربانًا يتقرَّبُ بهِ إلى اللهِ كما يتقرَّبُ النَّاسُ بالأضاحي، "ضحَّوا تقبَّلَ اللهُ ضحاياكم فإنِّي مضحٍّ بالجعدِ بنِ درهمٍ؛ فإنَّهُ يزعمُ أنَّ اللهَ لم يكلِّمْ موسى تكليمًا ولم يتَّخذْ إبراهيمَ خليلًا".