الرئيسية/فتاوى/الضابط في كون الاسم من أسماء الله 
share

الضابط في كون الاسم من أسماء الله 

السؤال :

ما الضَّابطُ في كونِ الاسم مِن أسماء الله؟

 

الحمدُ لله، وصلَّى الله وسلَّم على محمَّد، أمَّا بعد :

فالذي يدلُّ عليه منهجُ أهل العلمِ في إحصاء أسماء الله: أنَّ كلَّ ما وردَ في الكتابِ والسُّنَّة الإخبارُ به عن الله مِن الأسماء المتضمّنة للصّفات: فهو مِن أسماء الله، سواء منها ما كان بـ "أل" أم بغير "أل"، وأجمعُ هذه الأسماء لمعاني أسماء الله وصفاته: "الله"، وكلُّ ما وردَ مِن أسماء الله في القرآن فإنَّه يأتي صفة أو خبرًا لهذا الاسم الشَّريف، وشواهد هذا لا تخفى، وهي كثيرة في القرآن، وأول ذلك: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة:3-4]، إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[البقرة:20]، وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [البقرة:29]، إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة:37]، إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة:128]، وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة:160].

ونظائرُ ذلك في القرآن كثيرة وقريبة لِمَن طلبها، ويلاحظُ أنَّ هذه الأسماء تُضاف تارة إلى الاسم الظَّاهر، كقوله تعالى: إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وتضافُ تارة إلى ضمير الغائب، كقوله: إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، وتارة إلى ضمير المخاطب كقوله تعالى: إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، واعتبرْ هذا فيما سواه  مِن الآيات؛ فإنَّ استعراضه هنا يطول. 

ومثالُ ذلك مِن السُّنَّة ما جاء في حديث أبي بكر: «فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» [1] ، وقوله للصَّحابة لـمَّا رفعوا أصواتهم: «ارْبَعُوا علَى أنْفُسِكُمْ، فَإنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أصَمَّ ولَا غَائِبًا، تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصيرًا قَرِيبًا» [2] ، فهذه خمسةُ أسماءٍ جاءت في الحديث كما جاءت في القرآن، وهي: الغفور، والرَّحيم، والسَّميع، والبصير، والقريب. والله أعلم.

أملاه :

عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك

في 16 جمادى الآخرة 1441هـ

 


الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
1 – أخرجه البخاري (834)، ومسلم (2705) عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
2 -اخرجه البخاري (7386)، ومسلم (2704) واللفظ للبخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.