الرئيسية/فتاوى/حكم التدريب على تدبر القرآن من خلال طرح أسئلة عن الآيات
file_downloadshare

حكم التدريب على تدبر القرآن من خلال طرح أسئلة عن الآيات

السؤال :

ما حكمُ التَّدريبِ على تدبُّرِ القرآنِ عَنْ طريقِ جلساتٍ علميةٍ يتمُّ فيها إثارةُ أسئلةِ عن الآياتِ قبلَ الرجوعِ إلى كتبِ التَّفسيرِ، بحيثُ يكونُ ذلكَ لإثارةِ الذِّهنِ، فمثلًا يُقرأُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2] فيُوضَعُ أسئلةٌ كــ: "ما السِّرُ في تقديمِ الألوهيةِ على الربوبيَّةِ"، وهكذا، ويَحتجُّ أهلُ هذهِ الطريقةِ بأنَّها طريقةٌ وردَتْ عَن علماءِ التفسيرِ الكبارِ، مثلما عندما يقولُ الطبريُّ: "فإنْ قيلَ لماذا خصَّ اللهُ كذا وكذا"، فالطبريُّ يطرحُ الأسئلةَ ليسَ للتشكيكِ وإنَّما لإثارةِ السؤالِ والتَّفكيرِ ومحاولةِ إصابةِ الحقِّ، وكذلكَ يُفرِّقونَ بينَ التدبُّرِ الذاتيِّ والتعبديِّ، فيقولونَ ما دامَ التَّدبُّرُ ذاتيًّا فهوَ يُتسامَحُ ما دامَ يُحتمَلُ ولا يُخالِفُ نصًّا شرعيًّا؟

 

المهمُ إذا وقعَ هذا ممَّنْ عندَه أصلٌ مِن طلبِ العلم ومِن وجوه الفهمِ فلا بأس، أما أن يفعلَ هذا عوامُّ وناسٌ يعني مثل صغار لم يتأهلُوا فلا يجوز الخوضُ في القرآن بمجرد ما يَعِنُّ للإنسان ويخطرُ بباله، لا، يعني هذا يمكن يفعلُهُ طلبةُ علم عندهم أصلٌ من التَّعليمِ يؤهلُهم إلى أن يتفهَّموا مثل هذه الجوانبِ، ثم يستعينون بما ذكره المفسِّرون، وما يذكرونه مِن تلك المعاني التي تظهرُ لهم لا يَجزمون بها ولا يقولونَ: "هذا مراد الله، وهذا هو"، لا، يقولون: "لعلَّه ولعلَّه، لعلَّ الأمرَ كذا"، على سبيل الاحتمالِ والتَّحرِّي فقط، لا يقولون: "إنَّ هذا مراد الله، وأنَّ هذه هي حكمةُ الله".