الرئيسية/فتاوى/حكم قول كتب الله البقاء لنفسه
share

حكم قول كتب الله البقاء لنفسه

السؤال :

قال تعالى: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ [الأنعام:54]، ومِن العبارات المتداولة: كتبَ الله البقاءَ لنفسِه، فهل يجوزُ إطلاق العبارة الأخيرة؟ وما الفرقُ بين ما في الآية وما في العبارة؟

 

الحمدُ لله، وصلَّى الله وسلَّم على محمَّد، أمَّا بعد :

فقوله تعالى: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ [الأنعام:54]، وقولُ القائل: كتبَ اللهُ البقاءَ لنفسِه؛ الكتابةُ في مثل هذا التَّركيب بمعنى: التَّقدير للشَّيء وإرادة حصوله، والرَّحمةُ في الآية هي الرَّحمة الفعليَّة، التي تكونُ بمشيئتهِ تعالى، وليستْ مِن لَوازمِ ذاته، كقوله تعالى: وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ [العنكبوت:21]، وقوله: إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ [الإسراء:54].

وأمَّا "البقاء" في العبارة المسؤول عنها: فالمرادُ به دوامُ وجوده تعالى، وحياتُه وصفاتُ كماله، وذلك كلُّه مِن لوازمِ ذاتهِ، ولا تتعلَّقُ به المشيئة، وبهذا يظهرُ أنَّه لا يجوزُ أن يقالَ: "كتبَ لنفسِه البقاء"؛ فإنَّ هذا يشبهُ قولَ القائل: "شاءَ اللهُ أن يكونَ حيًّا ويكونَ موجودًا"، فكلُّ هذا لا يجوز؛ لأنَّ ما تتعلَّق به المشيئةُ لابدَّ أن يكونَ محدَثًا. والله أعلم.

 

أملاه :

عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك

في 22 شعبان 1441 هـ