الرئيسية/فتاوى/معنى قول ابن القيم في دخول الملك في الرسول ليوحي إليه
file_downloadshare

معنى قول ابن القيم في دخول الملك في الرسول ليوحي إليه

السؤال :

جاءَ في كتابِ "مدارجُ السالكينَ" لابنِ القيِّمِ –رحمَهُ اللهُ- ما نصُّهُ الآتي: "ثُمَّ هَذَا الرَّسُولُ الْمَلَكِيُّ قَدْ يَتَمَثَّلُ لِلرَّسُولِ الْبَشَرِيِّ رَجُلًا، يَرَاهُ عِيَانًا وَيُخَاطِبُهُ، وَقَدْ يَرَاهُ عَلَى صُورَتِهِ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا، وَقَدْ يَدْخُلُ فِيهِ الْمَلَكُ، وَيُوحِي إِلَيْهِ مَا يُوحِيهِ، ثُمَّ يَفْصِمُ عَنْهُ، أَيْ يُقْلِعُ، وَالثَّلَاثَةُ حَصَلَتْ لِنَبِيِّنَا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". انتهى كلامُ ابنِ القيِّمِ، ثمَّ قالَ: ما معنى قولِه: "يَدْخُلُ فِيهِ الْمَلَكُ، وَيُوحِي إِلَيْهِ"؟

 

يدخلُ في شخصِ الرَّسول -عليه الصَّلاة والسَّلام- ويتَّصلُ به، لكن كيفَ يدخلُ وكيف يكونُ؟ هذا لا ندري عنه، لكنه يتَّصلُ به، ولهذا عند الوحي يشتدُّ عليه الأمرُ ويثقُلُ، يثقلُ بدنُ الرَّسول يثقُلُ حتى يقولَ الراوي أنه كانَتْ فخذُ الرَّسولِ على فخذِهِ فكادَتْ أن تَرْتَضَّ فخذُهُ؛ لثِقَلِ الرَّسولِ، وإنَّه إذا نزلَ الوحي على الرَّسول وهو على راحلتِه تكادُ أن تَبْرُكَ مِن ثِقَلِهِ -عليه الصَّلاة والسَّلام- فهذا اتصالٌ لا نتصوَّرُهُ، اتصالٌ لا نتصوَّرُهُ، اللهُ أعلم بحقيقتِه، لكنه يتَّصلُ بجسدِ الرَّسول عليه الصَّلاة والسَّلام.