الرئيسية/فتاوى/حكم قول إن الله لم يسلم من أذى الخلق
file_downloadshare

حكم قول إن الله لم يسلم من أذى الخلق

السؤال :

حينما يتعرَّضُ الإنسانُ لأذىً مِن الخَلْقِ يقولُ بعضُهم مُصبِّرًا لهُ: "حتَّى اللهُ ما سَلِمَ مِن أذى الخلقِ"، ودليلُ ذلكَ حديثُ: (يُؤْذِيْنِي ابنُ آدمَ يسبُّ الدهرَ) وحديثُ (إنَّهُم لنْ يضرُّوا اللهَ شيئًا) وحديث..

: إلى آخرِهِ..

القارئ: قال: فهلْ هذا الكلامُ صحيحٌ؟

 

الجواب : لا، عبارة "ما سَلِمَ" هي الغلط، أمَّا أنه تعالى.. لو قال: "حتى الله يعني ينالُهُ الأذى مِن بعضِ العِباد"، أما "ما سَلِمَ" لا، الله تعالى اسمُهُ "السلام"، فهو سالمٌ مِن كلِّ سوء، فكلمةُ نفسُ "السَّلام" … "ما سَلِمَ" هذه غيرُ لائقةٍ إضافتُها إلى الله، يعني الخَلْقُ يكون منهم الأذى حتى يُؤْذُونَ الله، والأذى غيرُ الضَّررِ، فاللهُ تعالى لا يَلحقُهُ الضررُ؛ فلا تضرُّهُ معصيةُ العاصين ولا يضرُّهُ كفرُ الكافرينَ، ولكن الأذى يُضافُ إلى الله بمعنى: أنه تُؤْذيهِ بعضُ الأعمالِ والأقوالِ كما ذُكِرَ في السؤال، فاللهُ لا يلحقُهُ ضَرَرٌ، لكن ينالُهُ الأذى مِن بعض العباد، والأذى يتضمَّنُ الكراهةَ، فعلُ ما يكره، ففعلُ ما يكره هذا أذىً له تعالى، ليس كما أذى المخلوق؛ المخلوقُ.. أذى المخلوق تأذيهِ يتضمن شيئًا مِن الضرر، أما ما يصلُ إلى الله من أذى العبادِ فإنه لا يُنافي أنه السَّلام مِن كلِّ سوءٍ، يعني تقول يعني الناسُ آذَوا حتى الله آذَوْهُ الكفارُ منهم، الكفارُ والذين يتكلَّمونَ بالباطلِ يُؤْذُونَ الله، فتقولُ: حتى الله يعني يُؤذيهِ بعضُ الناس، لكن لا تقول: "ما سَلِمَ".