تصرُّف أبيكِ معكِ بالإهانةِ وتسليطِ إخوتكِ الصغارِ غلطٌ منه عفا الله عنَّا وعنه، وما ذكرتِهِ من أن تصبري وتُحسنِي إليه وتتجاهلي تصرفاتِهِ فهذا تصرفٌ حَسَنٌ منكِ، صبركِ على سوءِ معاملتِه مع الإحسانِ إليه هذا تصرفٌ حَسَنٌ منكِ، فاحتسبي ذلك، ونسأل اللهَ أن يُهيئ لكِ الزوجَ الصالحَ حتى تخرجي من هذا البيت الذي تجدينَ فيه المضايقةَ ويحصلُ لكِ ما يحصلُ مِن الأذى، وليس لأبيكِ أن يُعيّركِ، ليس له أن يُعيّرك بتأخُّرِ الزواج، فالزواجُ نصيبٌ راجعٌ إلى قَدَرِ الله، فالواجبُ على أبيكِ أن يُسلّيكِ ويُهوِّن عليكِ تأخُّر الزواج، وعليكِ أنتِ -أيضًا- ألَّا ترفضي الزواج مِن الكُفءِ إذا خطبكِ وتقدَّمَ إليك فاقبلي ولا تتعذّري بالأعذار الواهية التي تكون من بعض الفتيات، تعتذرُ بكذا تعتذرُ بالدراسة تعتذرُ بكَيتَ وكَيتَ.
القارئ: طبعًا -أحسن الله إليك- من ناحية الزواج هي ذكرتْ قالت: "وأنه يجبُ عليَّ الزواج سريعًا مِن باب المزاح".
الشيخ: لا، ما هو من باب.. أيش هالمزاح [هذا] مِن باب المزاح؟
القارئ: هي تذكر هكذا، هذا كلامها.
الشيخ: لا، العبارة غيرُ مفيدة، ما ندري أيش معنى مِن باب المزاح، كأنَّ أبوها يقول لها: يجبُ عليكِ أن تتزوجي، وأنه يمزحُ عليها، يمزحُ عليها بذلك، المزاحُ منها وإلا [أو] من أبيها؟
القارئ: لا، من أبيها.
الشيخ: من أبيها، إي هو مزاح فيه توبيخٌ، مزاحٌ فيه ما فيه، كأن يقول لها: عَجِّلي تزوَّجي، طيب زواجُها هي ليس بيدها، لكن إذا كانت هي يأتيها الخُطَّاب وترفضُ فنعم تكون غَالِطةً إذا جاءَها الخُطَّاب الأكفاء فعليها أن تقبلَ تتوكَّل على الله واحتسابًا؛ لأن الشريعةَ تأمر بالنكاح، الشريعةُ تدعو للنكاح والمبادرة فيه من الرجال والنساء.