الرئيسية/فتاوى/حكم وصف شهر شعبان بالعظيم والأعمال المشروعة فيه
share

حكم وصف شهر شعبان بالعظيم والأعمال المشروعة فيه

السؤال :

هل يصح وَصْفُ شهر شعبان بالعظيم، وما المشروع في هذا الشهر من الأعمال؟

 

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد، أما بعد:

فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة -رضي الله علنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم شعبان كلَّه أو أكثره، [1]  وجاء عن أنس -رضي الله عنه- أنهم كانوا يسمُّون شعبان شهر القرآن، [2]  وذُكِر في حكمة ذلك أن شعبان كالمقدِّمة لرمضان، وفي العبادة فيه تأهُّبٌ لرمضان، [3]  وفي حديث أسامة بن زيد أنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: قلت: يا رسول الله، لم أَرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: (ذلك شهرٌ يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهرٌ تُرفَع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأُحبُّ أن يُرفع عملي وأنا صائم) رواه الإمام أحمد والنسائي، [4]  وهذا يقتضي أنه شهرٌ معظَّمٌ عند النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وما كان بهذه الصفة فهو شهر عظيم، وعظمةُ الشهورِ والأيام إنما تكون بفضل العمل الصالح فيها، ولهذا كان أعظم الشهور: شهر رمضان، والأشهرُ الحرمِ، وأشهرُ الحجِّ، كلُّها شهور عظام؛ لما اختصَّت به من الأحكام، والله يخلق ما يشاء ويختار من الناس والشهور والأيَّام.

ولِمَا تقدَّم ينبغي للمسلم أن يأخذ من هذا الشهر -شهر شعبان- بنصيب، أُسوة بالنبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وبالسلف الصالح، نسأله تعالى أن يوفقنا لما يحب من الأقوال والأعمال، وأن يبلغنا شهر رمضان؛ إنَّه تعالى جواد ٌكريمٌ.

 

 أملاه:

 عبد الرحمن بن ناصر البراك

حُرر في 2شعبان 1443هـ

 

 


الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
1 أخرجه البخاري (1970)، ومسلم (1156-176).
2 أخرجه بنحوه الشجري في الأمالي (1219)، وقوام السنة في الترغيب والترهيب (1754) وابن عساكر في فضائل شعبان (12) ولفظه :"كان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا استهل شعبان أكبوا على المصاحف…"

وجاء عن سلمة بن كهيل أنه قال:" كان يقال شهر شعبان هو شهر القرآن". كذا في نسختين وفي أخرى (شهر القراء). ينظر: لطائف المعارف-السالوس- (ص304).

3 ينظر: لطائف المعارف -ت السالوس- (ص304).
4 أخرجه أحمد (21753)، والنسائي (2357)- واللفظ له- وحسنه البويصري في إتحاف الخيرة المهرة (2238)، والألباني في الصحيحة (1898).