هذا الذي أحسستَ به هل أنت متيقّن أنه قد نزل وخرج ووقع على سراويلك؟ فإن كنتَ كذلك وقد عزمت على أنك تتوضأ وتُغيّر سراويلك أو تغسلهُ ثم نسيت، فصلاتك في سراويلك التي قد أصابها البول كما تقول إذا كنتَ قد توضأت لكن نسيت أن تغير السّروال ثم صلّيت العشاء ومِن ثم الفجر بهذا السّروال: فصلاتك صحيحة.
فرقٌ بين الحدث وبين النَّجاسة؛ فنسيان النَّجاسة لا يُفسد الصَّلاة، مَن صلّى في ثوب وتبيّن له أن عليه نجاسة أو علم ثم نسي: فالصَّلاة صحيحة، أمّا إذا علم أنه قد صلّى مُحدثًا، يعني قد صلَّى وقد انتقض وضوؤه: فإنَّ عليه أن يُعيد، فهذا يجب أن يُعلم، ففي الحدث: لا فرق بين النَّاسي والجاهل والعامد، وأمّا في النَّجاسة: لا، يفرّق بين العالم والجاهل والنَّاسي.
أمّا إذا أحسّ الإنسان بخروج شيء ولم يكن على يقين فالحمد لله الأصل: عدمه، فلا يلتفت إليه، لقوله -عليه الصَّلاة والسَّلام- في الرَّجل يخيَّل إليه أنَّه أحدث ولم يُحدث، قال: (لا ينصرفْ حتى يسمعَ صوتًا أو يجدَ ريحًا) والمعنى: حتى يتيقّن خروج الحدث.
إذا تذكَّر أثناء الصَّلاة أن بثوبه نجاسة: لابدّ أن يخلع الثوب إن أمكن، قد يكون في ثوب ممكن أن تنزعه، أمَّا إذا كان في ثوب لا يمكن فتنصرف وتنزعه إذا كان مِن قُرب وتبني على صلاتك، أمّا إذا كان يتطلب انصرافًا والذَّهاب إلى البيت: فتستأنف الصَّلاة مِن أوّلها.