الرئيسية/شروحات الكتب/الأسماء والصفات للبيهقي/(82) باب ما جاء في إثبات صفة البصر والرؤية
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(82) باب ما جاء في إثبات صفة البصر والرؤية

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (الأسماء والصفات) للبيهقي
الدّرس الثاني والثّمانون

***    ***    ***    ***

 
– القارئ: الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ أجمعينَ. اللهمَّ اغفرْ لشيخِنا وللحاضرينَ والمستمعينَ. قالَ الإمامُ الحافظُ البيهقيّ -رحمَه اللهُ تعالى وأسكنَه فسيحَ جنانِه- في كتابِه "الأسماءُ والصفات" وهو أسماءُ اللهِ جَلَّ وعلا جلَّ ثناؤُهُ وصفاتُهُ:
بَابُ مَا جَاءَ فِي إِثْبَاتِ صِفَةِ الْبَصَرِ وَالرُّؤْيَةِ وَكِلْتَاهُمَا عِبَارَتَانِ عَنْ مَعْنًى وَاحِدٍ.
– الشيخ:
البصرُ والرُّؤيا. يعني أنه -تعالى- لَه بَصَرُ ولهذا مِن أسمائِه السميعُ البصيرُ، ذو سمعٍ، وذو بصرٍ. ومَنْ له بصرٌ فإنه مِن شأنه أنْ يَرى، يَرى الأشياء على ما هِيَ عليه، الرؤيةُ لا تتعلَّقُ إلا بالموجودِ. هناكَ المرئيات والمسموعات: فالسمعُ يتعلَّقُ بالمسموعات، والبصرُ يتعلَّقُ بالمرئياتِ.   
 
– القارئ: وَكِلْتَاهُمَا عِبَارَتَانِ عَنْ مَعْنًى وَاحِدٍ.
قَالَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [غافر:20]، وَقَالَ -عز وجل-: إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ [فاطر:31]

– الشيخ: الواقع إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ الذي يَظهرُ أنَّها ليستْ مِن البَصَرِ الذي يتضمَّن الرؤيا، بل هو من البَصَرِ الذي يَرجع معناه إلى العِلم، لأنه اقترن..
أما السميعُ البصيرُ: نعم إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ هذه فيها الدَّلالة على السَّمعِ والبصرِ.
أمَّا البصيرُ في الآية فلها معنىً آخرُ والله أعلم. يُنَاسِبُ الخبيرَ، البصيرُ يأتي بالقرآنِ مقروناً بالخبيرِ، وتارةً مقرونٌ بالسميعِ، فالمقرونُ بالسميعِ يَدُلُّ على البَصَرِ الذي تكون به الرؤيا.
 
– القارئ: وَقَالَ -سبحانه-: إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا [الإسراء:30]
– الشيخ: وهذا من الثاني.
 – القارئ: وَقَالَ: وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا [النساء:134]
– الشيخ: هذا من المعنى الأول.
– القارئ: وَقَالَ -سبحانه-: فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ [التوبة:105]، وَقَالَ: أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى [العلق:14]
– الشيخ: ومنه إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى يمكن يجيبها
– القارئ: قَالَ: إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى [طه:46]
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ، ثنا خَالِدُ يَعْنِي الْحَذَّاءَ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي غَزَاةٍ، فَجَعَلْنَا لَا نَصْعَدُ شَرَفًا، أو وَلَا نَعْلُو شَرَفًا، وَلَا نَهْبِطُ فِي وَادٍ إِلَّا رَفَعْنَا أَصْوَاتَنَا بِالتَّكْبِيرِ، قَالَ: فَدَنَا مِنَّا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، إِنَّمَا تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا؛ إِنَّ الَّذِي تَدْعُونَ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ، مِنْ عُنُقِ رَاحِلَتِهِ، يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسِ، أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ) أَخْرِجَاهُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ خَالِدٍ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ: (سَمِيعًا قَرِيبًا)، وَرَوَاهُ مُسْلِمُ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ، وَكَأَنَّهُ قَالَهُمَا جَمِيعًا، وَذَلِكَ بَيِّنٌ مِنْ رِوَايَةِ النَّرْسِيُّ عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنِ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثنا خَشْنَامُ بْنُ الصِدِّيقٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ..

– الشيخ: أيش الاسم؟ خَشْنَام؟
– طالب: بعض النسخ: هِشام
– الشيخ: خَشْنَام اسم غريب، الأقرب أنه هشام، هشام يقول؟ ابن الصديق؟
– القارئ: نعم قال قال: في نسخةٍ: "هشامُ بن الصِّديق" وذكرَهُ ابنُ مَاكُولا في الإكمالِ، وفي هامشِ الأصلِ ما لَفْظُهُ واسمُهُ: محمدٌ، ذَكَرَهُ الخطيبُ، وفي النُّزهَةِ في من لقَّبَهُ "خشنام"
– الشيخ: في مَن لَقَبُهُ.
– القارئ: نعم، في مَن لَقَبُهُ خَشْنَام: محمدُ بن الصديقِ بن عليّ النيسابوريّ أبو بكرٍ التميمي.
– الشيخ: خلص لقبه خَشْنَام واسمه أيش؟ محمد؟
– القارئ: محمدُ بن الصِّديقِ بن عليّ النيسابوريّ أبو بكرٍ التميميّ.
– الشيخ: فالصواب أنه خَشْنَام؛ لأنه لَقَبُهُ، وليس هو بهشام. هذا موجَبُ، لأنَّ خَشْنَام لقبٌ.
 
– القارئ: قال: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيٍّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ نَضرِ، وَمُحَمَّدُ بْنِ يُونُسَ النَّسَائِيُّ، -وَهَذَا لَفْظُهُ المعنى- قَالَا: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو يُونُسَ، سُلَيْمُ بْنُ جُبَيْرٍ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا إِلَى قَوْلِهِ: إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا [النساء:58]، يَضَعُ إِبْهَامَهُ عَلَى أُذُنِهِ وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى عَيْنِهِ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقْرَؤُهَا، وَيَضَعُ إِصْبَعَيْهِ.
قال الشيخ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: وَالْمُرَادُ بِالْإِشَارَةِ الْمَرْوِيَّةِ فِي هَذَا الْخَبَرِ تَحْقِيقُ الْوَصْفِ لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- بِالسَّمْعِ وَالْبَصَرِ، فَأَشَارَ إِلَى مَحَلَّيِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ مِنَّا لِإِثْبَاتِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ لِلَّهِ -تَعَالَى-، كَمَا يُقَالُ: قَبَضَ فُلَانٌ عَلَى مَالِ فُلَانٍ، وَيُشَارُ بِالْيَدِ عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ حَازَ مَالَهَ، وَأَفَادَ هَذَا الْخَبَرُ أَنَّهُ سَمِيعٌ بَصِيرٌ لَهُ سَمْعٌ وَبَصَرٌ، لَا مَعْنَى أَنَّهُ عَلِيمٌ

– الشيخ: لَا مَعْنَى أَنَّهُ عَلِيمٌ؟
– القارئ: نعم
– الشيخ: صحيح
– القارئ: لَا عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ عَلِيمٌ
– الشيخلَا عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ عَلِيمٌ، صحيح، نعم
– القارئ: إِذْ لَوْ كَانَ بِمَعْنَى الْعِلْمَ لَأَشَارَ فِي تَحْقِيقِهِ إِلَى الْقَلْبِ؛ لِأَنَّهُ مَحَلُّ الْعُلُومِ مِنَّا. وَلَيْسَ فِي الْخَبَرِ إِثْبَاتُ الْجَارِحَةِ لله -عز وجل- عَنْ شَبَهِ الْمَخْلُوقِينَ عُلُوًا كَبِيرًا.
– الشيخ: تعالى الله
– القارئ: تعالى الله عَنْ شَبَهِ الْمَخْلُوقِينَ عُلُوًا كَبِيرًا. ثم قال -رحمه الله-: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى
– الشيخ: إ
لى هنا يا شيخ.

 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :