الرئيسية/الاختيارات الفقهية/مدة المسح على الخفين تبدأ بعد المسح
share

مدة المسح على الخفين تبدأ بعد المسح

 

مُدَّةُ الـمسحِ على الـخُـفَّـيْنِ : تَبْدَأُ بعدَ الـمَسحِ

تبدأُ مدَّةُ المسح على الصَّحيح: بعد المسحِ بالفعلِ  [1] ، وهو ظاهرُ اختياِر شيخ الإسلام ابن تيميَّة  [2] ، ويدلُّ عليه: ظاهرُ إطلاقات الحديث، فظاهرُها: أنَّ المدّة تبدأُ مِن المسح؛ لأنَّه قبلَ ذلك لا يُقالُ إنَّه مَسْحٌ؛ لأنَّه ما مسحَ، فظاهرُها تدلُّ على تعليقِ المدَّة بالمسحِ.
والمذهبُ: تبدأُ مدَّةُ المسحِ مِن الحَدثِ بعد اللبس 
[3] ، قالوا هذا: لأنَّ بعدَ الحدثِ هو مكانُ وقت الرّخصة، فإذا أحدثَ الإنسانُ احتاجَ إلى الطَّهارة، فشُرِعَ له المسحُ.
فجعلوا المدَّة تبدأ مِن وقت إباحة المسح، فالمسحُ يُباحُ مِن وقت الحَدث.
لكنَّهم قالوا في المسح في السَّفر: أنّ المدَّة تبدأُ مِن المسح، لا مِن الحدثِ 
[4] ، وهذا تناقضٌ ! ونبَّه عليه الشَّيخ محمَّد، بأنَّ هذا فيه تناقضٌ  [5] ، ولكن نحن نقول: إنْ لَبِسَ الخفّ، ثم أحدثَ، ثم سافرَ قبل أن يمسحَ: يمسحُ مسحَ مسافرٍ.
فهذا القولُ يقول بالمسح: بالقوّة، أو بوقت الرّخصة والجواز، والقولُ الأوّل إنَّما تبدأ المدَّة مِن المسح بالفعل، فلو أنَّه -مثلاً- توضَّأ لصلاة الفجر، وصلّى، ثم نامَ: فإنّ المدَّة -على قولهم- تبدأ مِن استيقاظه، فإذا استيقظَ السَّاعة الثَّامنة: تبدأُ المدَّةُ مِن الثامنة، إلى مثلها في اليوم الآخر.
ولكن إذا مسحَ لصلاة الظهر -على القول الذي رجّحناه- فتبدأُ المدَّةُ مِن مسحه بالفعل، فلا تنقضي المدَّة إلا على مثل هذه السَّاعة في اليوم الآخر، فيصير الفرق بين القولين، قد تكون في حدود ساعة، وقد تكون أكثر، وقد تكون مدَّة طويلة. 
[6]

 


الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
1 وهي الرواية الثانية عن الإمام أحمد. ينظر: "الإنصاف" 1/177
2 ينظر: "شرح العمدة" 1/1/256 "المختارات الجلية" 8/208 "الاختيارات الفقهية" لابن باز ص24 "الشرح الممتع" 1/226
3 ينظر: "الإنصاف" 1/177 و"المنتهى" 1/60 و"الإقناع" 1/52
4 ينظر: "الإنصاف" 1/179 و"شرح المنتهى" 1/ 124 و"كشاف القناع" 1/269
5 ينظر: الشرح الممتع 1/253
6 شرح "زاد المستقنع" درس رقم /10/