file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(1) المقدمة

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
شرح رسالة "مُقدِّمة التَّفسير" لشيخ الإسلام ابن تيميّة
الدَّرس: الأوَّل

***    ***    ***   

– الشيخ: الحمدُ لله، وصلى الله وسلمَ وباركَ على عبدِه ورسوله وعلى آلِه وصحبه ومن اهتدَى بهداه، أما بعدُ:
فنبدأُ بعونِ الله وتيسيرِه دروسًا في أصول التفسيرِ، وذلك حسبَما دوَّنَه شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ رحمه الله في مُؤلَّفه الصغيرِ المعروف بـِ "مُقدمةِ التفسيرِ": وهي رسالةٌ على صغيرِ حجمِها كبيرة المعنى، عظيمةُ الفائدة، وهي كما ذكرَ في مقدمتِه أنَّه قصدَ -أو طُلبَ منه- أن يكتبَ قواعدَ كلية في تفسيرِ القرآن، وحسبُكَ بابن تيميةَ رحمَه الله إمامًا في سائرِ العلومِ الشرعيةِ ومنها التفسيرُ، فهوَ رحمه الله وإنْ لم يؤلِّفْ تفسيرًا عامًّا للقرآنِ فقد ضربَ فيه بسهمٍ، وذلك بتفسيرِ الآياتِ التي تقتضي التعليقَ عليها في مقامِ الاستدلالِ، فهيَ مبثوثةٌ في كتبه، وقد جُمع منها قدرًا كبيرًا -أو لعله أكثرُ- ضمن  مجموعِ الفتاوى ضمن ثلاثةِ مجلدات في التفسيرِ، وله تفسيرٌ مُفردٌ لسورةِ الإخلاصِ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الصمد:1]، وتفسيره لهذه السورةِ لم يقتصرْ فيها على معاني الجملِ والمُفرداتِ، لا، بل هو تفسيرٌ موضوعيٌّ لموضوعِ السورةِ مع بيانِ دلالةِ ألفاظِها ودلالةِ جملِها.
والتفسيرُ يا إخوانُ عِلمٌ جليلٌ وهو الأصلُ أنَّه مُتلقًّى عن الرسولِ صلى الله عليه وسلمَ كما سيأتي، ثم عن أصحابِ الرسولِ والتابعين، فعلمُ التفسيرِ من علوم الشريعةِ، من العلوم الشرعيةِ التي كان يتميزُ بها بعضُ الصحابةِ كابنِ عباسٍ رضيَ الله عنهما، كان له تميزٌ معروف، وإن كانَ بعضُ الصحابةِ عندَه علم التفسيرِ يعني بحسبِ مراتبِهم في العلمِ والفقه، وكذلك التابعون، ثمَّ صارَ هذا العلمُ يعني كغيره من العلومِ الشرعيةِ دوَّنَه الناسُ وصنَّفُوا فيه فنقلُوا التفسيرَ نصًّا على النبيِّ عليه الصلاة والسلام، والتفسير المأثور عن الصحابةِ والتفسير المأثور عن التابعين، وأوسع من ألَّفَ في التفسيرِ المأثورِ الإمامُ ابن جرير رحمه الله فهو إمامٌ في هذا الشأنِ –مرجعٌ- ثم تنوَّعَت مناهجُ الناس في التفسيرِ، كلٌّ ينزعُ إلى جانبٍ، فهناك التفسيرُ المأثورُ كما قلنا، والتفسيرُ الذي يُّعوَّلُ فيه على اللغةِ العربيةِ، ويكونُ أيضًا يُقصَدُ منه الاستنباطُ، وكلٌّ له منحىً، فهناك من عُنيَ بالتفسيرِ يعني حسبَ دلالةِ اللغةِ العربية، والتفسيرُ الذي باللغة العربيةِ: علومُ النحو والبلاغة بأنواعِها: المعاني، والبيانُ، والبديع، فكلٌّ له مشربٌ.
كثيرٌ من كتبِ التفسير يعني تكونُ مُتنوعةً وشيخُ الإسلامِ سيُقارن -إنْ شاءَ الله- أنَّه سيُعطينا تصورًا عن مناهجِ المفسرين.
التفسيرُ: إذا أُطلق علمُ التفسيرِ معروفٌ، والمرادُ به تفسيرُ القرآنِ، والتفسيرُ مأخوذٌ من الفسر: الفسرِ للشيءِ وإماطةِ الغطاءِ عن الشيءِ حتى يظهرَ ويبينَ… تجد هذهِ المادة "فَسَرَ" وتلتقي معها مادة "سَفَرَ" و"الإسفار" فيها ظهورٌ وكشفٌ. وحقيقةُ التفسيرِ أو معناه الشرعيِّ أو الاصطلاحي، هوَ بيان معاني كلامِ الله. التفسير: معناه البيان، بيانُ المقصودِ من الكلامِ، وما يدلُّ عليه الكلامُ، فالمرادُ بالتفسيرِ بيانُ معاني كلامِ اللهِ، علمُ التفسيرِ: العلمُ الذي يبحثُ في معاني القرآنِ، ولا شكَّ أنَّ معرفةَ معاني القرآن أنَّه علمٌ جليلٌ، معرفةُ المرادِ من كلامِه سبحانَه وتعالى، فالقرآنُ هو كلامُ اللهِ، وهو أشرفُ الكلام، وهو أشرفُ كتابٍ، وهوَ الذي: لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت:42]، ومن التفسيرِ ما يفتحُ الله به على العبدِ فهمًا، ولكن فهمٌ مبنيٌّ على ..، ما هو فهمٌ مصدره التخيلُ، لا، فهمٌ مبنيٌّ على أصولٍ معرفيةٍ، يمكن نقول أنَّ التفسيرَ يدور على أمورٍ: تفسيرُ القرآنِ بالقرآن، فإنَّ القرآنُ يُفسَّرُ بعضُه ببعضٍ، وتفسيرٌ بالسُّنةِ المأثورةِ عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم تفسيرٌ بأقوال الصحابةِ والتابعين.
ومن أصول التفسيرِ: "اللغة العربية" لأنَّ القرآنَ مُنزلٌ بلسانٍ عربي، فهذه هي الطرقُ لمعرفةِ معاني كلام الله، وأيُّ كلامٍ لا بدَّ في فهمه من معرفةِ لغة المُتكلمِ -يعني اللغةَ التي كان بها الخطابُ- ومعرفةُ مُراد المُتكلم، فلا يمكنُ تفسير أي كلامٍ بمجردِ -فقط- دلالةِ اللغة لأنَّ كل مُتكلِّمٍ له مقاصدُه وله خصوصياتٌ، ثم أيضًا لابدَّ في فهمِك أي كلام من معرفةِ السياق -سياقِ الكلام- السياقِ الذي وردَ فيه هذا اللفظُ أو هذا الكلامُ، فلا يجوزُ قطعُ الكلامِ بعضه عن بعضٍ، لا بدَّ من ربطِه فيما قبلَه وما بعدَه، وهذا هو معنى التدبُّر، التدبُّرُ: أن تنظرَ في الكلامِ بعد استكمالِه، فلا تقطع الجملةَ عمَّا بعدها، ولا تُلغي اعتبار اتصالِها بما قبلَها. لابدَّ أن يُفهمَ الكلامُ في المساقِ الذي وردَ فيه، تنظر ما قبله وما بعده، فهذا أساسيٌّ في فهمِ الكلامِ: كلامُ القرآن، أو الحديثُ، أو كلامُ العالم، أو أي كلامٍ لابد. فكلُّ متحدثٍ مقاصدُه وفي كلماتِه ولسانه المعروف. ونبدأُ بقراءةِ المقدمة.
سكِّرْ [أغلق] جوالَك -الله يهديك- موسيقا اللهُ يُصلحنا.
 
– القارئ: الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ الله، وعلى آلِه وصحبِه ومن اهتدى بهدَاه، قال شيخُ الإسلامِ رحمَه الله تعالى في كتابه: "مقدمة في أصولِ التفسير":
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رَبِّ يَسِّرْ وَأَعِنْ بِرَحْمَتِك
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا.
أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ سَأَلَنِي بَعْضُ الْإِخْوَانِ أَنْ أَكْتُبَ لَهُ "مُقَدِّمَةً"

– الشيخ: هذه المقدمةُ مأثورةٌ في جملتها عن الرسولِ عليه الصلاة والسلام، كان يُعلِّمُ أصحابَه كما قالَ ابن مسعودٍ رضيَ الله عنه: "كانَ رسول الله يُعلِّمُنا الخطبةَ في الحاجةِ: إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا.. " إلى آخره.
فهي خطبةٌ مأثورةٌ وهي على اختصارها تُعدُّ من جوامعِ الكلمِ، ومن عادةِ شيخِ الإسلام أنَّه يفتتحُ بها كثيرًا من رسائلِه فتارةً لا يكتبُ خطبةً أصلًا، يبدأ الجوابَ بقولِه: "الحمدُ للهِ ربِّ العالمين" وتارةً يُصدِّرُ بهذه الخطبةِ وتارةً ..، خطبةٌ يضمنُها إشاراتٌ ودلالاتٌ كما في كتابِه "الجواب الصحيح لمن بدَّلَ دينَ المسيح" وكذلك كتابُه في "إقامةِ الدليلِ على إبطالِ التحيلِ" وقد افتتحَ به رسالتَه "التدمرية" وقد جرى شرحُها عند تدريسِ هذا الكتابِ تجدونَ التعليقَ على هذهِ الخطبةِ هناكَ فإنَّه قد حصلَ التنبيهُ على أنَّ هذه الخطبةَ قد تضمنُ أصولَ الإيمانِ وأصولَ التوحيدِ، أصول التوحيدِ الثلاثةُ والإيمانُ بالقدرِ إلى آخرِ ما هنالك فليُراجعْ.
 
– القارئ: أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ سَأَلَنِي بَعْضُ الْإِخْوَانِ أَنْ أَكْتُبَ لَهُ مُقَدِّمَةً تَتَضَمَّنُ قَوَاعِدَ كُلِّيَّةً. تُعِينُ عَلَى فَهْمِ الْقُرْآنِ وَمَعْرِفَةِ تَفْسِيرِهِ وَمَعَانِيهِ وَالتَّمْيِيزِ فِي مَنْقُولِ ذَلِكَ وَمَعْقُولِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَأَنْوَاعِ الْأَبَاطِيلِ وَالتَّنْبِيهِ عَلَى الدَّلِيلِ الْفَاصِلِ بَيْنَ الْأَقَاوِيلِ؛ فَإِنَّ الْكُتُبَ الْمُصَنَّفَةَ فِي التَّفْسِيرِ مَشْحُونَةٌ بِالْغَثِّ وَالسَّمِينِ وَالْبَاطِلِ الْوَاضِحِ وَالْحَقِّ الْمُبِينِ. وَالْعِلْمُ إمَّا نَقْلٌ مُصَدَّقٌ عَنْ مَعْصُومٍ وَإِمَّا قَوْلٌ عَلَيْهِ دَلِيلٌ مَعْلُومٌ،
وَمَا سِوَى هَذَا فَإِمَّا مُزَيَّفٌ مَرْدُودٌ وَإِمَّا مَوْقُوفٌ لَا يُعْلَمُ أَنَّهُ بَهْرَجٌ وَلَا مَنْقُودٌ.
وَحَاجَةُ الْأُمَّةِ مَاسَّةٌ إلَى فَهْمِ الْقُرْآنِ الَّذِي هُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ وَالذِّكْرُ الْحَكِيمُ وَالصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسُنُ وَلَا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ التَّرْدِيدِ وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ وَمَنْ دَعَا إلَيْهِ هُدِيَ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وَمَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ وَمَنْ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ. قَالَ تَعَالَى: فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى [طه:123-126].
وَقَالَ تَعَالَى: قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [المائدة:15-16].
وَقَالَ تَعَالَى: الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ [ابراهيم:1-2].
وَقَالَ تَعَالَى: وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ [الشورى:52-53].
وَقَدْ كَتَبْت هَذِهِ الْمُقَدِّمَةَ مُخْتَصَرَةً بِحَسَبِ تَيْسِيرِ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ إمْلَاءِ الْفُؤَادِ وَاَللَّهُ الْهَادِي إلَى سَبِيلِ الرَّشَادِ.

– الشيخ: رحمَه الله، هذه المقدمةُ مُقدمة، المُقدمة مُقدمة في التفسيرِ، هذه مُقدِّمَتُها وقد تضمَّنَت أمورًا: الإشارةُ إلى السببِ الباعثِ على كتابتِها وهو سؤالٌ وطلبٌ من بعضِ الراغبين في علمِ التفسير، إذًا الشيخُ كتبَها جوابًا وتحقيقًا لرغبةِ بعضِ إخوانِه من طلابِ العلم، والمطلبُ هو كتابةُ قواعدَ كلية تُعينُ على فهمِ القرآنِ وتفسيرِه ومعرفةِ معانية، وهذهِ التي نُعبِّرُ عنها بِـ "أصولِ التفسيرِ" مثل ما أشرْتُ إليه في التقديمِ، ويُبينُ الشيخُ رحمَه الله أنَّ هذه القواعدُ يحصلُ بها التمييزُ بينَ التفسيرِ بالمنقولِ والمأثورِ، والتفسيرِ بالفهمِ والاستباط: وهو التفسيرُ المعقولُ الذي مبناه فهمُ دلالاتِ الكلام كما يقولُ الشوكاني: "الجامع بين عِلمَي الدرايةِ والرواية من علمِ التفسيرِ" تفسيرٌ بالروايةِ، وتفسيرٌ بالدرايةِ، والفهمِ المبنيِّ على أصولِ الاستنباطِ ومعرفةِ دلالاتِ الكلامِ، ويُشيرُ الشيخ في هذه المقدمةِ أيضًا إلى أنَّ من الدواعي لكتابةِ هذه القواعدِ أنَّ كتبَ التفسيرِ مشحونةٌ بالغثِّ والسمينِ، ففيها الحقُّ الواضحُ المُبين، وفيها ما هو من الكلامِ الرديءِ والغثِّ الذي ليس هو من العلمِ النافعِ، إما رواياتٌ موضوعةٌ وباطلةٌ، وإما فهومٌ –كذلك- هي من نوعِ الخيالاتِ والظنونِ التي لا تقومُ على مُستندٍ، وكذلك يقولُ الشيخ لأنَّ العلم النافعَ إمَّا أن يكونَ المنقولُ عن المعصومِ نقلٌ مُصدَّقٌ عن معصومٍ وهذا هو النقلُ عن الرسولِ صلى الله عليه وسلم، نقلٌ مُصدَّقٌ ثابتٌ عن المعصومِ، هذا هو أجلُّ العلم أو علمٌ يقومُ عليه الدليلُ، فما قامَ عليه الدليلُ وجبَ قبولُه، وما خرجَ عن ذلك فهو إما باطلٌ -يعني قامَ الدليلُ على بطلانِه- وإمَّا مشكوكٌ فيه لا يتميزُ هل هو من الحقِّ المقبولِ أم من الباطلِ المردودِ؟ فصارَتِ العلومُ: إمَّا حقٌّ بيِّنٌ يجبُ قبولُه ولَّا [أو] باطلٌ يجبُ ردُّه، أو ثالثٌ لا يتميزُ هل هو من المقبولِ المرضيِّ أم من الباطلِ المردودِ.
وإذا كانت كتبُ التفسيرِ كما وصفَها الشيخُ وهو الواقعُ، فإنَّ طالبَ العلمِ ولاسيما طالبُ التفسيرِ يحتاجُ إلى المعرفةِ بأصولِ وقواعدِ التفسيرِ الصحيحةِ التي يجبُ أنْ يُعوَّلَ عليها في تفسيرِه وبيانِ معاني كلامِ الله، ويجب أن يكونَ عنده خبرةٌ أيضًا في الكتبِ المُصنفةِ في هذا التفسيرِ ومناهجها حتى يكون منها على بينةٍ، يعني الإنسانُ القاصرُ يأخذُ كتاب عن التفسير.
وكلُّ طائفةٍ الآنَ لها تفسيرٌ: الرافضةُ لهم تفسيرٌ، الصوفيةُ لهم تفسير، الماتريدية لهم تفاسير. دَعْنا من هذا، أهلُ السنةِ عندَهم تفاسير ولهم مناهجُ مُختلفة، وهذه الكتبُ نفسُها -هي التي لعلَّ الشيخ يعنيها- مشحونةٌ بأنواعٍ من الفهومِ ومن التفاسيرِ، يحتاجُ طالبُ العلم وطالبُ التفسيرِ بالذاتِ إلى أنْ يعرفَ مناهجَها ويُميزَ، خُذْ على سبيلِ المثال مثلًا: الكتبُ التي تُعنى بالنقلِ عن بني إسرائيل والتوسعُ في هذا، الرواياتُ الإسرائيليةُ لا يجوزُ التعويلُ عليها في فهمِ كلامِ الله، وقد درجَ كثيرٌ من المُفسرين، ابنُ جرير ومن بعدَه على نقلِ رواياتٍ إسرائيليةٍ عن بعضِ التابعين، الرواياتُ الإسرائيليةُ لا يجوزُ أن يكونَ عليها المُعوَّلُ في فهمِ المُرادِ من القرآنِ، قد تُذكرُ للاستشهادِ، والرواياتُ الإسرائيليةُ كما تعلمون القاعدة: إنَّ الأخبارَ الإسرائيليةَ ثلاثةُ أقسامٍ: ما دلَّ شرعُنا -الكتابُ والسنةُ- على صدقِه وجبَ تصديقُه، وما دلَّ كذبُه وجبَ ردُّه وتكذيبُه، يعني نتوقَّفُ فيه ولكن لا بأسَ من حكايتِه: "حدِّثُوا عن بني إسرائيلَ ولا حرجَ".
وأخيرًا في هذه "المُقدمة" يقولُ – الشيخ: يعني من الباعث يعني كأنه ذكرَ أمورًا ممَّا يبعث.. يعني أولًا سؤالُ بعض الراغبين في علمِ كلامِ الله، ثم أيضًا كونَ كتبِ التفسيرِ بهذه الصفةِ ليست مُمحصَةً، ليس هناكَ تفسيرٌ مُمحصٌ يعني بعضُها أفضلُ من بعضٍ، والأمرُ الثاني: -وهو الأساس- يعني الأمةُ في أمسِّ الحاجةِ لفهمِ كتابِ ربِّهم، وهذا الكتابُ هو هدى اللهِ الذي أنزلَه مع السنةِ على محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلمَ ثمَّ استشهدَ.. الشيخُ وصفَ القرآنِ بكلماتٍ هي أصلُها في حديثِ عليٍّ المشهور الذي رواه الترمذيُّ: قالَ رسولُ الله صلى اللهُ عليه وسلَّمَ: "أنَّها ستكونُ فتنةٌ. قلتُ: ما المخرجُ منها؟ قالَ: كتابُ الله، فيهِ خبرُ ما قبلكم، ونبأُ ما بعدَكم، وحكمُ ما بينِكم، وهو الفصلُ ليس بالهزلِ" وذكرَ هذهِ المعاني: (هو حبلُ الله المتين، والنورُ المبين، والصِّراطُ المُستقيم، من قالَ به صدق، ومن عملَ به أُجر، ومن دُعيَ إليه هُديَ إلى صراطٍ مستقيم، من تركَه من جبارٍ قسمَه الله، ومن اتخذَ هدىً بغيرِه أضلَّه الله، وهذا يُرجِّحُ ابنُ كثير وغيرُه أنَّه موقوفٌ على عليٍّ، وأنَّه من كلامِ عليٍّ، ولكن كلُّه حقٌّ، هذا الأثرُ أو هذا الحديثُ: كلُّه حقٌّ: "هو الذي لا تزيغُ به الأهواءُ، ولا تلتبسُ به الألسنُ، ولا يخلقُ على كثرة الردِّ" مهما ردَّدَ المسلم هذا القرآنَ كما في هذا الأثرِ: "لا تنقضي عجائبُه، ولا يشبعُ منه العلماءُ" فيه العلومُ والمعارفُ العظيمة، ومدارُ معارفِ القرآنِ على معرفةِ الله بأسمائِه وصفاته وأفعالِه ومعرفة شرائعِه والأوامرِ والنواهيِ والمنهجِ الذي يجبُ السيرُ عليه، ومعرفةِ المبدأِ والمعادِ فيه الحديث عن مبدأِ هذا الوجودِ مبدأ الإنسان، ونهاية هذا الوجودِ.
ثم استشهدَ الشيخ بالآياتِ المُتضمنةِ يعني الدالةِ على عِظمِ شأنِ القرآنِ، قالَ الله تعالى لآدمَ وحواء وعدوِّهما: اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إبليسُ وآدمُ وزوجُه بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى [طه:123] ومنذُ أهبطَ اللهُ آدمَ واللهُ يُنزل الهدى على عبادِه، وأولُ ذلكَ آدمُ عليه السلام، كان نبيًّا وله شريعةٌ وذريتُه كانت على التوحيدِ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى قال ابن عباس: "تكفَّلَ الله لمنْ قرأَ القرآنَ وعملَ بما فيه أن لا يضلَّ في الدنيا، ولا يشقَى في الآخرةِ" {فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} ومازالَ هدى الله ينزلُ على أنبيائِه ورسلِه، وآخرُ ذلك ما أنزلَه على محمدٍ صلى الله عليه وسلمَ خاتمِ النبيينَ من الكتابِ والحكمةِ: وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ [النساء:113] هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا [الفتح:28].
ومن الآياتِ الدالةِ على فضلِ القرآنِ ومسيسِ الحاجةِ إلى معرفةِ معانِيه ومقاصدِه من هذهِ الآياتِ قولُه تعالى:  وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ الآية [الشورى:52] فسمَّاه نورًا وروحًا، روحٌ فيه الحياةُ حياةُ القلوبِ والأرواحِ، ونورٌ فيه الهدايةُ، فمن حُرِمَ الإيمانَ بالقرآنِ ومعرفةِ معانِيه فقد حُرِمَ من حياتِه النورَ والهدى، وأضلُّ الخلقِ على هذا هم الكافرونَ، الكافرون حُرموا هذا، فلا حياةَ ولا نور؛ أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ [الأنعام:122].
فالكافرُ ميتٌ يسيرُ في هذه الدنيا وفي هذهِ الحياةِ في ظلامٍ، والمؤمنُ حيٌّ ويسيرُ على نورٍ، لكن مع التفاوتِ الكبيرِ مع التفاضلِ، تفاضلٌ لا يعلمُ قدرَه إلا الله ومن ذلكَ قولُه تعالى: الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ [إبراهيم:1] قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ [المائدة:15،16] يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا[النساء:174] فهذه الآياتُ وأمثالُها تدلُّ على فضلِ القرآنِ، وأنَّ به الحياةُ وبه الهدى ومن ابتغى الهدى من غيرِه أضلَّه اللهُ، فلا هُدى إلا بما جاءَ به محمدٌ صلى الله عليه وسلم من الكتابِ والحكمةِ: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ [الجمعة:2]
قالَ تعالى: لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ [آل عمران:164].
ممكن تُعيد المُقدمة، وشوي شوي [على مهل] لا تستعجل
 
– القارئ: أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ سَأَلَنِي بَعْضُ الْإِخْوَانِ أَنْ أَكْتُبَ لَهُ مُقَدِّمَةً تَتَضَمَّنُ قَوَاعِدَ كُلِّيَّةً.
– الشيخ: هذا فيه بيانُ السببِ الباعثِ على التأليفِ والأمرِ المطلوبِ: وهو كتابةُ قواعدَ كلية تُعينه على تفسيرِ القرآن.
 
– القارئ: تُعِينُ عَلَى فَهْمِ الْقُرْآنِ وَمَعْرِفَةِ تَفْسِيرِهِ وَمَعَانِيهِ وَالتَّمْيِيزِ فِي مَنْقُولِ ذَلِكَ وَمَعْقُولِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَأَنْوَاعِ الْأَبَاطِيلِ وَالتَّنْبِيهِ عَلَى الدَّلِيلِ الْفَاصِلِ بَيْنَ الْأَقَاوِيلِ؛ فَإِنَّ الْكُتُبَ الْمُصَنَّفَةَ فِي التَّفْسِيرِ مَشْحُونَةٌ بِالْغَثِّ وَالسَّمِينِ وَالْبَاطِلِ الْوَاضِحِ وَالْحَقِّ الْمُبِينِ.
– الشيخ: مشحونةٌ فيها الحقُّ والباطلُ، هذا مُشكِلٌ! يعني الآن أصبحَ طالبُ التفسيرِ إنْ لم يكن عندَه بصيرةٌ يقعُ في بلاوي في كتبِ التفسيرِ، يقعُ في ضلالاتٍ وأخطاءٍ ولهذا يحتاجُ إلى أن يُعلَّمَ الناسُ وعمومُ طلابِ العلمِ أو صغارُ طلابِ العلمِ والعوام إلى أن يُبينَّنَ لهم، وكما سيأتي الآن أفضلُ ما يُنصحُ به للراغبين..، أفضلُ ما يُنصحُ به "تفسيرُ ابن كثير، هو أسلمُ التفاسيرِ -فيما أحسبُ- من شوبِ البدعة أو كذلك المنهجُ الذي فيه إغراقٌ في المباحثِ اللغويةِ ومباحثِ العلوم الآخرى، وكذلك من أفضلِ التفاسيرِ التي تصلحُ لمختلفِ الطبقاتِ "تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي": تفسيرٌ مُصفَّى وإن كان هو لا يُحقِّقُ مقاصدَ طالبِ العلم من التفسيرِ ولكنه بيَّنَ بأسلوبِه العلميِّ الواضحِ السهلِ معاني الآيات، وكان يكتبُه بدون نقولٍ يعني ابن كثيرٍ ينقلُ لابن جريرِ -يعني تلخيص- يمكن أن يُعبَّرَ عن تفسيرِ "ابن كثير" أنه تلخيصٌ لِـتفسير "ابن جرير" أما مثلُ الشيخِ عبد الرحمن السعدي لا ينقلُ شيئًا، يُعبِّرُ لك عن الآيةِ إجمالًا ولا يتوسَّعُ في دلالاتِ الألفاظِ واللغةِ والإعراباتِ.
 
– القارئ: وَالْعِلْمُ إمَّا نَقْلٌ مُصَدَّقٌ عَنْ مَعْصُومٍ
– الشيخ: وعلمٌ يعني: العلمُ الصحيحُ يجعله الشيخُ نوعان: نقلٌ مُصدَّقٌ عن معصومٍ، هذا هو العلمُ المنقولُ.
 
– القارئ: وَإِمَّا قَوْلٌ عَلَيْهِ دَلِيلٌ مَعْلُومٌ
– الشيخ: الكلامُ الذي عليه دليلٌ أيضًا يجبُ التسليمُ له.
 
– القارئ: وَمَا سِوَى هَذَا فَإِمَّا مُزَيَّفٌ مَرْدُودٌ وَإِمَّا مَوْقُوفٌ لَا يُعْلَمُ أَنَّهُ بَهْرَجٌ وَلَا مَنْقُودٌ.
– الشيخ: يعني منقولٌ يُنظَرُ فيه، يُحتاجُ إلى تثبتٍ، يعني كلامُ الشيخِ هنا يعني مُمكن أن نُصوِّرَه بكلامٍ ثانٍ، إنَّ الحلالَ بيِّنٌ وإنَّ الحرامَ بيِّنٌ وبينهما أمورٌ مُتشابهاتٌ، فالأشياءُ بالنسبةِ لحُكمِها إما من الحلالِ البينِ أو الحرامِ البيِّنِ أو المُشتبهاتِ، كذلك العلومُ إما حقٌّ واضحٌ بيِّنٌ، أو باطلٌ بيِّنُ البطلانِ، أو مُشتبِهٌ لا يُحكَمُ فيه بشيءٍ، مثل ما قلنا في؟ في ماذا آنفًا؟ هذا التفسيرُ نفسُه قلناه في أيش؟ في الإسرائيلياتِ. نفسُ هذا التقسيمِ.
 
– القارئ: وَحَاجَةُ الْأُمَّةِ مَاسَّةٌ إلَى فَهْمِ الْقُرْآنِ الَّذِي هُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ وَالذِّكْرُ الْحَكِيمُ وَالصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ.
– الشيخ: حاجةُ الأمةِ ماسَّةٌ -يعني شديدةٌ- إلى فهمِ القرآنِ كيف وهو كتابُ الله ليكون نبراسًا ونورًا وهاديًا للبشريةِ. وحاجةُ الأمةِ أيش؟
 
– القارئ: وَحَاجَةُ الْأُمَّةِ مَاسَّةٌ إلَى فَهْمِ الْقُرْآنِ الَّذِي هُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ وَالذِّكْرُ الْحَكِيمُ
– الشيخ: حبلُ اللهِ المتين … ما نحتاج أن نُطيل فيها، شواهدُه واضحةٌ في القرآنِ: وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ [آل عمران:103] فُسِّرَ بالقرآنِ،
 
– القارئ: وَالذِّكْرُ الْحَكِيمُ وَالصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ.
– الشيخ: اهدِنا الصِّراطُ المُستقيمُ [الفاتحة:6]: فُسِّرَ بالقرآنِ.
 
– القارئ: الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسُنُ وَلَا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ التَّرْدِيدِ وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ
– الشيخ: الله أكبر الله أكبر، نسألُ اللهَ أنْ يفتحَ علينا وعليكم
 
– القارئ: وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ
– الشيخ: كلُّ هذا كلامُ حقٍّ واضحٍ وأدلَّتُه معلومةٌ: وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا [الأنعام:115] فالقرآنُ مدارُه كلُّه إما أحكامٌ وإما أخبارٌ، فالقرآنُ أحكامٌ وأخبارٌ، أوامرُ ونواهي، فأخبارُه هي الغايةُ في الصدقِ وأحكامُه غايةٌ في العدلِ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا فمن قالَ به صدق، ومن حكمَ به عدل.
 
– القارئ: وَمَنْ دَعَا إلَيْهِ هُدِيَ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وَمَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ وَمَنْ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ.
– الشيخ: وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا [طه:124].
 
– القارئ: فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى [طه:123-126].
– الشيخ: فالهدى والفلاحُ في اتباعِ هدى الله الذي بعثَ به الرسلَ، والضلالُ والشقاءُ في الإعراضِ عن ذلك. هذا خلاصةُ معنى هذه الآيةِ كما جاءَ عن ابن عباسٍ: "تكفَّلَ الله لمن قرأَ القرآنَ وعملَ بما فيه أن لا يضلَّ في الدنيا ولا يشقَى في الآخرةِ": الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ [الأنعام:82] وقالَ في المؤمنين المُهتدِين بالقرآنِ: أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [البقرة:5] بعد قولِ: ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ [البقرة:2] إلى آخرِ الآياتِ.
 
– القارئ: وَقَالَ تَعَالَى: قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [المائدة:15-16] وَقَالَ تَعَالَى: الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ [ابراهيم:1-2]، وَقَالَ تَعَالَى: وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ [الشورى:52-53].
وَقَدْ كَتَبْت هَذِهِ الْمُقَدِّمَةَ مُخْتَصَرَةً بِحَسَبِ تَيْسِيرِ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ إمْلَاءِ الْفُؤَادِ وَاَللَّهُ الْهَادِي إلَى سَبِيلِ الرَّشَادِ.
– الشيخ: رحمَه الله وجزاه اللهُ..، هذه مقدمةُ المُقدمةِ. ما أدري وش الوقت؟
– طالب: بقيَ سبعُ دقائق
– الشيخ: نقضيها معكم فيما تريدون
– القارئ: ما وصلنا أسئلة، أقولُ: ما جاءَنا أسئلةٌ
– طالب: … قال: "ولا يخلقُ عن كثرةِ التردادِ"
– الشيخ: عن كثرة الترداد؟
– طالب: … ولا يخلقُ
– الشيخ: عن كثرة الردِّ
– طالب: على كثرةِ الردِّ
– القارئ: بدل "عن" ولا يخلقُ عن كثرةِ الترديدِ، عندَهم: "على كثرةِ".
– الشيخ: على كثرةِ
– القارئ: بدل "عن" "على"
– الشيخ: ولا يخلقُ..، ما عندكم تعليقٌ عليه؟ مُقابلة، ما أشارَ إليه المُحقِّقُون؟ "ولا يخلقُ عن كثرةِ". الذي يظهرُ على ظني أنَّ الروايةَ هكذا: "عن كثرةِ الردِّ" بِـ "عن" وكلٌّ من اللفظتَين له وجهٌ لكن الغالبَ "عن".. سهلة سهلة.
 

 


الأسئلة:
س1: في سؤالين يقولُ: أحسنَ الله إليك، ما رأيُكم في تفسيرِ "الدُّرِّ المنثورِ" للسيوطي؟

ج: جامعٌ، مرجعٌ، مرجعٌ وهو جامع التفسيرَ المأثورَ –يعني الآثارَ الموجودةَ- في ابن جرير وغيرِه من المُصنفين في التفسيرِ مثل: عبدُ بن حُميد وعبدُ الرزاق وابن أبي شيبةَ وغيره. مرجعٌ، مرجعٌ لأهلِ العلمِ.
…………………………………
 
س2: والسؤالُ الثاني: أحسنَ الله إليك، يسألُ عن "المسعى الجديدِ"؟
ج:
ها ها! المسعى الجديد، اللهُ يُصلحُ الأحوالَ، أنا ما أرى السعيَ فيه ولا [….] إذا فتحُوا المسعى الصحيحَ، وأنتم تعلمون: هذا كلام مُكرَّرٌ ومُردَّدٌ، والمُتحدِّثون عن هذا كلٌّ له طريقٌ ورأيٌ وفتوى وإلى الله المُشتكَى.
…………………………………
 
س3: أحسنَ اللهُ إليك، يقولُ: رجلٌ يُصلي صلاة الوترِ وقامَ للركعةِ الثالثةِ سهوًا، ثم تذكرَ ذلك وقد افتتحَ الفاتحةَ ثم كمَّلَ صلاتَه وجعلَها خمسَ ركعاتٍ وسلَّمَ، فما الحكمُ في ذلك؟
– الشيخ: .
.. خمسة ولَّا [أم].. يعني هو يريد يصلي أيش؟ ركعةً واحدةً؟
– القارئ: ما ذكرَ، ذكرَ أنه يريد يُصلِّي الوترَ وقامَ للركعةِ الثالثةِ سهوًا والظاهرُ: كمَّلَ خمسَ ركعاتٍ.
ج: يمكن كان يريد يُصلي ثلاثةً فقامَ للرابعةِ، قامَ للرابعةِ، الأمرُ واسعٌ… لأنه كان ناويًا أن يُوتِرَ..، يعني كان في نيتِه أن يُوترَ بثلاثٍ فلمَّا قام للرابعةِ كأنه رأى أنَّه لا يصحُّ أنْ يرجعَ وهو يريد الوِترَ، فرأى الانتقالَ من الوترِ بثلاثٍ إلى الوِترِ بخمسٍ، لكن إذا وقعَ مثل هذا عندي: أنَّه يرجعُ، يرجعُ لأنه نوى أن يُوتر بثلاثٍ وهذه الركعةُ قامَ لها غلطًا وسهوًا ليست مقصودةً
…………………………………
 
س4: أحسنَ اللهُ إليك هذهِ بعضُ الأسئلةِ عن بعضِ كتبِ التفسيرِ فيسألُ
– الشيخ:
هذا كأنه سيأتي في كلامِ الشيخ، الشيخُ سيعملُ لنا مُقارنات بديعة، نعم قُلْ
– القارئ: إي نعم، كتابُ "التحرير والتنويرِ" لابنِ عاشور
ج: كتابٌ كبيرٌ وحافلٌ بالفوائدِ التفسيريةِ، هام، كتابُ "التحرير" لكنه لا يليقُ إلا بخواصِّ طلبةِ العلم
– القارئ: ويسألُ عن "التفسيرِ القيِّمِ" لابنِ القيِّم
ج:
"التفسيرُ القيِّمُ" قيِّمٌ وعلى طريقِ المجموعِ من كلامٍ مُتفرِّقٍ، ليس لابنِ القيمِ تفسيرًا يعني على ترتيبِ القرآنِ، لكنه تفسيرٌ مجموعٌ من كلامه، مثلما قلنا على تفسيرِ ابنِ تيميةِ رحمه الله
– القارئ: أحسنَ الله إليك، ويسألُ عن كتابِ "في ظلالِ القرآنِ؟
ج: "في ظلالِ القرآنِ": فيه عدةُ جوانبَ إيجابية طيبة وعليه إشكالاتٌ، ولكن كغيره من الناسِ يُؤخذُ مما فيه من الجوانبِ الطيبةِ ويُعرفُ ما عنده من الإشكالاتِ والأخطاءِ في فهمِ القرآن، أو في بعض الآراء التي..، يعني كثيرٌ من المفسرين دخلَ عليهم..، يعني بعض المُفسرين تأثَّرُوا بعلمِ الكلامِ، أدخلوا في تفسيرِهم مثلًا المذهبَ اللي هم عليه في بابِ الصفاتِ، وهو تفسيرٌ أيضًا لا يصحُّ للمُبتدئِ أن يقرأَ فيه لأنَّ ما..، حتى مُعظمهم ما يفهمُ كثيرًا..، لكن له جوانبُ طيبةٌ يعني التنبيهَ على مُناسباتِ القرآنِ وتنبيهاتٍ، وربطِ بعضِ الأمور بالواقعِ، فيها أشياءٌ طيبةٌ جدًا
…………………………………
 
س5: أحسنَ الله إليك، هل يُقال عن اللهِ شخصٌ لحديثِ: (لا شخصَ أغيَرُ من الله)؟
ج:
إي، لكن الظاهرُ أنَّه يصلحُ من باب الخبرِ مثل: شيءٌ، في [يوجد]: (لا شيءَ أغيرُ من اللهِ)، فيجوزُ أن تقولَ: "اللهُ شيءٌ" نعم، "اللهُ شخصٌ" نعم، لكن لا يُقال أنه صفةٌ أو اسمٌ أو كذا، مثل: موجود ..
…………………………………
 
س6: أحسنَ الله إليك، هل وردَ في لبسِ الخاتمِ شيءٌ وهل الساعةُ في اليمينِ –تُلبس في اليمين-؟
ج: والله ما عندي فيها شيءٌ، الخاتمُ: الرسولُ اتخذَ خاتمًا لمَّا قِيل له أنَّ الدولَ والملوكَ لا يقبلونَ الكتب إلا مختومةً اتخذَ خاتمًا نقْشُه "محمدٌ رسولُ اللهِ" ثلاثةُ أسطرٍ، وبعضُ الناس يلبسُ الخاتمَ تأسيًا -جزاه الله خيرًا- على نيتِه لكن أنا ما أرَى أنه سنَّةٌ أنْ يتخذَ المسلمُ خاتمًا من غير حاجةٍ -يعني بس أحطه [أضعُه]- لست قاضيًا ولا مسؤولًا ولا شيئًا، لا أرى ذلك لكن لا بأس.
ما أدري أيش بعدَ الخاتمِ؟ في [يوجد] سؤال؟
– القارئ: -في الأمام- ذكرَ الساعة
ج: الساعةُ ما أدري فيها شيئًا، ما أدري فيها شيئًا، البسْها يمينًا ويسارًا، عادي.
كانت الساعةُ تختلفُ عن الساعةِ الآن، كانت تحتاجُ إلى تعبئةٍ، ففي اليمينِ ما يمكنُ ما تصلحُ، عرفتم كيف الحركةِ؟ الساعةُ اللي على التكنولوجيا القديمة -الصناعةِ القديمة- لا بدَّ أنَّها تتعبأُ.

…………………………………
 
س7: أحسنَ الله إليك، يقولُ: رجلٌ تأخَّرَ عن الإحرامِ للعمرةِ وهو في الطائرةِ بعد المرورِ من المِيقاتِ بدقيقتين فماذا عليه؟
ج: واللهِ هذا السؤالُ يتكررُ ومُشكلة…، هذا يرجعُ إلى من يرى وهم جمهورُ العلماءِ: من تركَ نُسكًا أو نسيَه فليُرقْ دمًا، نقول: عليه دمٌ، فالأحوطُ أن يذبحَ هديًا هذا أحوطُ له، ولا أقولُ أنَّه يلزمُه أنه يجبُ عليه وجوبًا حتميًّا، لا، لكن من بابِ الاحتياطِ عملًا بهذا الأثرِ وعملًا بما ذهبَ إليه جمهورُ أهلِ العلم. وبعضُ أهلِ العلم يرى أنَّ أثرَ ابن عباسٍ لا يُعوَّلُ عليه، ولا يصحُّ الاعتمادُ عليه في وجوبِ الدم، فإذا كان الإنسانُ أمورُه ميسورةٌ فالأحوطُ له أن يذبحَ دمًا لتجاوزِه الميقاتِ لأن دقيقتين في الطائرةِ تبقى عشرين أو ثلاثين كيلو وهذه مُشكلةٌ، المفروضُ أنَّ الذي يقصدُ الإحرامَ بحجٍّ أو عمرةٍ في الطائرةِ أن يُحرِمَ قبل المِيقاتِ تقدَّمْ، احتاطْ، لأنه قد ينامُ أو قد يغفلُ فيتجاوزُ المِيقاتَ.
…………………………………
 
س8: أحسنَ الله إليك، هذا يسألُ يقولُ: بعضُ من يخرجُ في القنواتِ الفضائيةِ يقولُ أنَّ اللحيةَ ليست من المُسلَّمَاتِ في الدينِ؟
ج:
واللهِ ما أدري، وش معنى أنه ما هي من المُسلَّمات؟! يعني هو يُنازِعُ يقول: أنَّ إعفاءَها أو حلقَها سِيَّان وأنَّ الأمرَ اختياريٌّ … يعني من العاداتِ، من العاداتِ، هذا القولُ باطلٌ مع صحةِ الأحاديث في ذلك. فإعفاءُ اللحيةِ من هدْيِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم الفعليِّ، وكان صلى الله عليه وسلمَ ذا لحيةٍ، وكثَّةٍ، وأيضًا الأحاديثُ المُستفيضةُ فيها الأمرُ بإرخاءِ اللِّحى، وإحفاءِ الشواربِ، وإعفاءِ اللحى، وتوفيرِ اللِّحى، وفيه ربطُها بمُخالفةِ المجوسِ ومُخالفة المشركين، وبعد هذا نقولُ ليست من المُسلَّماتِ. وش هالكلام؟!

…………………………………
 
س9: في [يوجد] آخرُ سؤالٍ يا شيخ: وهذا يقولُ: هناك أحدُ المشايخِ الذين يخرجون في الفضائياتِ يقولُ: قتلُ راسمِ الصورِ المُسيئةِ للرسولِ جرمٌ يُساوي جرمَ الرَّاسم نفسَه فما تعليقُكم؟
ج: لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله، لا إلهَ إلا الله، أما الراسمُ فلا ريبَ أنَّه سابٌّ للرسولِ وأنَّه حلالُ الدمِ ولكن الشأنَ من يتولى هذا؟ هذا هو الكلامُ. يعني يجوزُ أنَّه قتلَه بطريقةِ الاغتيالِ، أن له سلبيات هذا يُترك بناءً على عدمِ القدرةِ، لأنَّه لا يتأتَّى الانتقامُ منه. الرسولُ عليه الصلاة والسلام ندبَ…، يعني اقرؤوا "الصارم المسلول على شاتمِ الرسول" هناك من قتلَ من سبَّ الرسولَ بدون أنْ يأمرَه الرسولُ كالأعمى الذي كانت له أمَةٌ تسبُّ الرسول فقتلَها، وذكرَها شيخُ الإسلام ابن تيميةَ في "الصارمِ المسلول". ما ندري واللهِ عن…،
الشيخُ محمد بن عثيمين له شرحٌ عليها هذي. ها؟ عندَكم ومعكم؟ مجلدٌ ولَّا [أو] صغير
…………………………………

– طالب:
– الشيخ: ما أدري أيش تقول؟ 
– طالب: … ويستخدمُونَ بعضَ …
– الشيخ: لا ينبغي الانشغالُ بذلك، لأن كثيرًا من هذه النظرياتِ -يعني ظنونٌ- وما وصلت لنقولَ: "أنها حقائقٌ"، يعني قد تكونُ هي نفسُها حقائقٌ، يعني وقد تكونُ مجردَ نظرياتٍ، ثم ما كان منها حقائقًا يبقى تطبيقُها على القرآنِ وحملُ القرآن عليها -هذا أيضًا- يصبحُ نظريًّا وقد لا يُسلَّم، هذا الكلامُ على الإجمالِ. فعندَك لهم كلامٌ كثيرٌ كثيرٌ كثيرٌ، عندك لهم نظريةٌ تقول: أنَّ الأرضَ هذي قطعةٌ من الشمسِ مُنفصلةٌ وأنَّ […..] طارَت منها، يعني بنتٌ للشمسِ، وأنَّها مضَتْ عليها ملايينُ السنين، كانت حارةً، وأنَّها ما زالت تبردُ، ومن انطلاقِها صارت تدورُ، شيءٌ خياليٌّ، هل هذه حقائقُ علميةٌ، هذه نظرياتُ من لا يُؤمنُ بمبدأٍ ولا معادٍ، من أين لهم هذا الكلام؟! اللهُ تعالى لما خلقَ أخبرَنا عن خلقِه للشمسِ، للأرضِ في كذا..، في أيام -أربعةِ أيام- خلقَ السماواتِ في يومين، كذا، سبحانَ الله! ثم يقولون: أنَّها قطعةٌ من الشمسِ ومضى عليها كذا من السنينِ لتبردَ، ثم بعد تقريرِ هذا الكلامِ يأتون يقولون: القرآنُ يدلُّ على هذا. سبحان الله! وين [أين]؟ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا [الأنبياء:30] فتقَ، خلاص. هذا خلافُ فهمِ كلامِ السلفِ للآية، {كَانَتَا رَتْقًا} يعني الأرضُ كانت لا تُنبتُ ففتقَها، الأرضُ للنباتِ والسماءُ لا تمطرُ ففتقَها اللهُ بالمطرِ: وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ * وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ [الطارق:11-12] والأقوالُ الأخرى كلُّها مبنيةٌ على ظنونٍ وخيالاتٍ ثم اللهُ يقولُ: أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا … كانتا رتقًا
– طالب: أقولُ بهالمعنى يعني
– الشيخ: إي بهالمعنى، مو جابُوها [ألم يأتوا بها] كِدا؟! وقِسْ على هذا 
– طالب: أحسنَ الله إليكم، تفسيرُ البغوي
– الشيخ: سيأتي إن شاءَ اللهُ لا تستعجلْ، نفسُ المقدمةِ فيها ما شاءَ الله مُعادلات في التفسيرِ من خيرةِ الكتبِ -كتبِ أهلِ السنةِ- على الإجمالِ يعني.
 
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :القرآن وعلومه