الرئيسية/فتاوى/الأمر بالسير والنظر في عاقبة الأمم المكذبة هو للمكذبين لا للمؤمنين
file_downloadshare

الأمر بالسير والنظر في عاقبة الأمم المكذبة هو للمكذبين لا للمؤمنين

السؤال :

آياتُ الأمرِ بالسَّيرِ للتَّفكّرِ والنَّظرِ في عاقبةِ الأممِ الـمُكذِّبةِ كثيرةٌ، كيفَ نُوفِّقُ بينَها وبينَ حديثِ: (لاَ تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ) ؟

الخطاب.. أكثرُ الخطابِ للمكذِّبين، أكثرُ الخطابِ في الدَّعوة إلى السَّيرِ في الأرض للمكذِّبين، أمَّا المؤمنين ما يحتاجون، يعني: ما كانَ مِن هَدي الصَّحابة والتَّابعين وتابعيهِم أنَّهم يذهبون للبلاد، بل ذلك مما يُنهَى عنه، الرَّسولُ لَمَّا مَرَّ بديارِ ثمودَ تقنَّعَ وأسرَعَ، وقالَ: (لا تدخُلُوا إلا أنْ تكونوا باكينَ أو مُتَبَاكين) (لاَ تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا..)
فالأمرُ بالسَّيرِ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا [يوسف:109]، هذا كلُّه خطابٌ للمكذِّبين، أمَّا المسلمون فهم مؤمنونَ لا يحتاجون أن يَذهبوا هناك يتفرَّجون، والآن الذين يَذهبون إلى -مثلاً- ديارِ المعذَّبينَ -والمشهورُ منها ديارُ ثمود هذه- يذهبون للتفرُّجِ؛ .. كيفَ التَّصَاميم، وكيفَ طريقةُ نَحْتِهم الجبالَ وأطوالِهم وقِصَرِهم، مسألةُ متعةٍ نفسيَّةٍ، التفرُّجُ متعةٌ نفسيَّةٌ، ليسَ فيها شيءٌ مِن الاعتبار.
يُشبهُ هذا مَن -لكن ذاك مباح ومأذونٌ فيهِ- التّفرُّجُ على آياتِ الله والنَّظرِ فيها للمتعةِ فقط، لا للتَّفكُّرِ فيها والاستدلالِ بها على مُبدِعِها وخالقِها وصفاتِهِ .