الرئيسية/شروحات الكتب/الأسماء والصفات للبيهقي/(87) جماع أبواب إثبات صفة الكلام قوله “كان رسول الله ﷺ يعرض نفسه على الناس بالموقف”
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(87) جماع أبواب إثبات صفة الكلام قوله “كان رسول الله ﷺ يعرض نفسه على الناس بالموقف”

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (الأسماء والصفات) للبيهقي
الدّرس: السابع والثّمانون

***    ***    ***    ***

 
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليك، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ وسلِّمَ على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ. قَالَ الإمامُ البيهقيِّ رحمَهُ اللهُ تعالى في كتابِه: "الأسماء والصفات" في تتمَّةِ كلامِهِ على جماعِ أبوابِ إثباتِ صفةِ الكلامِ، وما يُستدلُّ بِه على أنَّ القرآنَ كلامُ اللهِ عز وجل غيرُ محدَثٍ ولا مخلوقٍ ولا حادثٍ:
أخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، (ح) وَأخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، قَالَ: أخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: أخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَالِمٍ -يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْجَعْدِ- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ نَفْسَهَ عَلَى النَّاسِ بِالْمَوْقِفِ، فَقَالَ: (أَلَا رَجُلٌ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ، فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبْلِّغَ كَلَامَ رَبِّي جَلَّ وعزَّ). لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي دَاوُدَ، وَفِي رِوَايَةِ الدُّورِيِّ، قَالَ: لَمَّا أُمِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبَلِّغَ الرِّسَالَةَ جَعَلَ يَقُولُ صلى الله عليه وسلم: (يَا قَوْمِ، لِمَ تُؤْذُونَنِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلَامَ رَبِّي) يَعْنِي: الْقُرْآنَ.
أخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَارِثَ الْفَقِيهُ، قَالَ: أخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ الْأَصْبَهَانِيُّ أَبُو الشَّيْخِ، قَالَ: أخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَازِيًا فَلَقِيَ الْعَدُوَّ فَأَخْرَجَ الْمُسْلِمُونَ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَأَشْرَعُوا فِيهِ الْأَسِنَّةَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: ارْفَعُوا عَنِّي سِلَاحَكُمْ، وَأَسْمِعُونِي كَلَامَ اللَّهِ عزَّ وجلَّ". هَذَا مُرْسَلٌ حَسَنٌ
بَابُ مَا جَاءَ فِي إِثْبَاتِ صِفَةِ الْقَوْلِ

– الشيخ: إي، "القولُ والكلامُ" معناهَا متقاربٌ واحدٌ، فالقرآنُ كلامُ الله، وهو قولُ اللهِ، أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ [المؤمنون:68]، فُسِّر بالقرآنِ، القولُ: هو القرآنُ.
 
– القارئ: بَابُ مَا جَاءَ فِي إِثْبَاتِ صِفَةِ الْقَوْلِ وَهُوَ وَالْكَلَامُ عِبَارَتَانِ عَنْ مَعْنًى وَاحِدٍ.
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ..

– الشيخ: إذاً يكون هذا الفصلُ أو هذا البابُ تابعٌ لِمَا قبلَهُ في المعنى.
– القارئ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي [السجدة:13] وَقَالَ تَعَالَى: لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرَهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ [يس:7]، وَقَالَ جَلَّ وَعَلَا: مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ [ق:29]، وَقَالَ جَلَّ جَلَالُهُ: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا [النساء:122]، وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا [النساء:87]، وَقَالَ تَعَالَى: سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبِّ رَحِيمٍ [يس:58]
– الشيخ: الله أكبر، الله أكبر
– القارئ: وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: قَوْلُهُ الْحَقُّ [الأنعام:73]، وَقَالَ جَلَّ وَعَلَا: فَالْحَقُ وَالْحَقَّ أَقُولُ [ص:84]؛ فَأَثْبَتَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لِنَفْسِهِ صِفَةَ الْقَوْلِ فِي هَذِهِ الْآيَاتِ
أخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، بِبَغْدَادَ، أخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، أخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، حدثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ الْأَحْوَلُ، عَنْ طَاوُسٍ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَهَجَّدَ مِنَ اللَّيْلِ، قَالَ:
(اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَمَنْ فِيهِنَّ، أَنْتَ الْحَقُّ وَوَعْدُكُ الْحَقُّ، وَقَوْلُكَ الْحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ الْحَقُّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ، وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ إِلَهِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مَحْمُودٍ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ كِلَاهُمَا، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ.
أخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شِيرَوَيْهِ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حدثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ، وَعَلَا صَوْتُهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ، حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ: «صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ»، وَيَقُولُ: (بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ)، وَيُفَرِّقُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوسْطَى، وَيَقُولُ: (أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ)، ثُمَّ يَقُولُ: (أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ، مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ، وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ وَعَلَيَّ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى.
وَأخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ الشَّيْبَانِيُّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أخبرنا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "إِنَّمَا هُمَا اثْنَتَانِ: الْهُدَى، وَالْكَلَامُ فَأَصْدَقُ الْحَدِيثِ كَلَامُ اللَّهِ

– الشيخ: الهَدْيُ، الهَدْيُ والكلام، إِنَّمَا هُمَا اثْنَتَانِ: الْهدي، وَالْكَلَامُ
القارئ: أحسنَ الله إليكم، مُشَكَّل: "الهُدَى".
الشيخ: الهَدْي الهَدْي
– القارئ: "إِنَّمَا هُمَا اثْنَتَانِ: الْهدي، وَالْكَلَامُ فَأَصْدَقُ الْحَدِيثِ كَلَامُ اللَّهِ، وَأَحْسَنُ الهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ
– الشيخ: الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ
– القارئ: وَأَحْسَنُ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ"، وَهَذَا مِنْ قَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ أَخَذَهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبِ بْنِ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا: سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُحَدَّثَنَا عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكرَ الحديثَ بطولِهِ، وذكرَ فيهِ عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى مَا شَاءَ فِيمَا أَوْحَى خَمْسِينَ صَلَاةٍ عَلَى أُمَّتِهِ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَذَكَرَ مُرُورَهُ عَلَى مُوسَى، وَأَمْرُهُ إِيَّاهُ بِمَسْأَلَةِ التَّخْفِيفِ، وَذَكَرَ مُرَاجَعَتَهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى صَارَ إِلَى خَمْسِ صَلَوَاتٍ، وَأَنَّهُ قَالَ:
(يَا رَبِّ، أُمَّتِي ضِعَافٌ أَجْسَادُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ وَأَسْمَاعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ فَخَفِّفْ عَنَّا، فَقَالَ: إِنِّي لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ
– الشيخ: هذا الشاهدُ بس.
– القارئ: هِيَ مَا كَتَبْتُ عَلَيْكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ، وَلَكَ بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشَرُ أَمْثَالِهَا، هِيَ خَمْسُونَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ، وَهِيَ خَمْسٌ عَلَيْكَ) أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحِ.
بَابُ مَا جَاءَ فِي إِثْبَاتِ صِفَةِ التَّكْلِيمِ، وَالتَّكَلُّمِ، وَالْقَوْلُ سِوَى مَا مَضَى.

– الشيخ: حسبُك.
 
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :