الرئيسية/شروحات الكتب/الأسماء والصفات للبيهقي/(93) باب إسماع الرب عز وجل بعض ملائكته كلامه قوله”
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(93) باب إسماع الرب عز وجل بعض ملائكته كلامه قوله”

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (الأسماء والصفات) للبيهقي
الدّرس: الثالث والتّسعون

***    ***    ***    ***

 
– القارئ: الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، اللَّهمَّ اغفر لشيخِنا وللحاضرينَ والمستمعينَ. قالَ الإمامُ الحافظُ البيهقيُّ -رحمَهُ اللهُ تعالى- في كتابِهِ: "الأسماءُ والصِّفاتُ":
بَابُ مَا جَاءَ فِي إِسْمَاعِ الرَّبِّ -عَزَّ وَجَلَّ- بَعْضَ مَلَائِكَتِهِ كَلَامَهُ الَّذِي لَمْ يَزَلْ بِهِ مَوْصُوفًا وَلَا يَزَالُ بِهِ مَوْصُوفًا، وَتَنْزِيلُ الْمَلَكِ بِهِ

– الشيخ: لا إله إلَّا الله، لا حول ولا قوَّة إلَّا بالله
– القارئ: وَتَنْزِيلُ الْمَلَكِ بِهِ إِلَى مَنْ أُرْسِلَهُ إِلَيْهِ، وَمَا يَكُونُ فِي أَهْلِ السَّمَوَاتِ مِنَ الْفَزَعِ عِنْدَ ذَلِكَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ [سبأ:23]
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيُّ، حَدَّثَنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ ح، وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، حَدَّثَنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنا سُفْيَانُ، حَدَّثَنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يقول: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:
(إِذَا قَضَى اللَّهُ الْأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضعْنا لِقَوْلِهِ، كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانَ، فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ، قَالُوا: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟، قَالُوا لِلَّذِي قَالَ: الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُ السَّمْعِ، وَمُسْتَرِقُو السَّمْعِ هَكَذَا بَعْضُهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ -وَصَفَّ سُفْيَانُ أَصَابِعَهُ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ- قَالَ: فَيَسْمَعُ الْكَلِمَةَ فَيُلْقِيهَا إِلَى مَنْ تَحْتَهُ، ثُمَّ يُلْقِيَهَا الْآخَرُ إِلَى مَنْ تَحْتَهُ، حَتَّى يُلْقِيَهَا عَلَى لِسَانِ السَّاحِرِ أَوِ الْكَاهِنِ، فَرُبَّمَا أِدْرَكَهُ الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا، وَرُبَّمَا أَلْقَاهَا قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُ، فَيَكْذِبَ مَعَهَا مِائَةَ كَذِبَةٍ، فَيُقَالُ: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ لَنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا: كَذَا وَكَذَا؟ لِلْكَلِمَةَ الَّتِي سُمِعَتْ مِنَ السَّمَاءِ، فَيُصَدَّقَ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِي سُمِعَتْ مِنَ السَّمَاءِ)
لَفْظُ حَدِيثِ الْحُمَيْدِيِّ، وَقَصَّرَ سَعْدَانُ بِإِسْنَادِهِ أَوْ سَقَطَ عَلَيْهِ وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنِ الْحُمَيْدِيِّ وَعَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي التَّرْجَمَةِ وَقَالَ: مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالْوَحْيِ فَذَكَرَ "مَا".
ثمَّ قالَ رحمَهُ اللهُ تعالى: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- إِذَا تَكَلَّمَ بِالْوَحْيِ سَمِعَ أَهْلُ السَّمَاءِ لِلسَّمَاءِ صَلْصَلَةً كَجَرِّ السِّلْسِلَةِ عَلَى الصَّفَا، فَيُصْعَقُونَ، فَلَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَإِذَا جَاءَهُمْ جِبْرِيلُ فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ، قَالَ: فَيَقُولُونَ: يَا جِبْرِيلُ مَاذَا قَالَ رَبُّكَ؟ قَالَ: فَيَقُولُ الْحَقَّ، قَالَ: فَيُنَادُونَ الْحَقَّ الْحَقَّ"
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ إِشْكَابَ، حَدَّثَنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
«إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- إِذَا تَكَلَّمَ بِالْوَحْيِ» فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ مَرْفُوعًا إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «ماذا تكلَّمَ ربُّكم؟» وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ فِي كِتَابِ السُّنَنِ، عَنْ جَمَاعَةٍ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ مَرْفُوعًا.
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، حَدَّثَنا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي سُرَيْجِ الرَّازِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
«إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالْوَحْيِ» فَذَكَرَ بِمِثْلِهِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: "فَيَقُولُونَ: يَا جِبْرِيلُ مَاذَا قَالَ رَبِّكَ؟، فَيَقُولُ: الْحَقَّ، قَالَ: فَيَقُولُونَ: الْحَقَّ الْحَقَّ" وَرَوَاهُ شُعْبَةُ عَنِ الْأَعْمَشِ مَوْقُوفًا، وَقِيلَ عَنْهُ أَيْضًا مَرْفُوعًا، وَرُوِيَ مِنْ وَجْهَيْنِ آخَرِينَ مَرْفُوعًا.
ثمَّ قالَ رحمَهُ اللهُ تعالى: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، حَدَّثَنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
"إِذَا أَرَادَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- أَنْ  يُوحِيَ بِأَمْرِهِ تَكَلَّمَ بِالْوَحْيِ، فَإِذَا تَكَلَّمَ أَخَذْتِ السَّماء رَجْفَةً -أَوْ قَالَ رَعْدَةً- شَدِيدَةً خَوْفًا مِنَ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، فَإِذَا سَمِعَ بِذَلِكَ أَهْلُ السَّمَوَاتِ صُعِقُوا، وَخَرُّوا سُجَّدًا لِلَّهِ، فَيَكُونُ أَوَّلُ مَنْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-، فَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ وَحَيِّهِ مَا أَرَادَ فَيَمْضِي جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- عَلَى الْمَلَائِكَةِ كُلَّمَا مَرَّ بِسَمَاءٍ يَسْأَلُهُ مَلَائِكَتُهَا: مَاذَا قَالَ رَبُّنَا يَا جِبْرِيلُ؟ فَيَقُولُ جِبْرِيلُ: قَالَ الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ، قَالَ: فَيَقُولُونَ كُلُّهُمْ مِثْلَ مَا قَالَ جِبْرِيلُ، فَيَنْتَهِي جِبْرِيلُ بِالْوَحْيِ حَيْثُ أَمَرَهُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ"
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ..
– الشيخ: إلى هنا يا أخي. طويل
– طالب: شيخ صوت [….] كيف، في وصف الجنِّ؟
– الشيخ: يعني: في بعضِ الألفاظِ: "فحرَّفَها" في السَّماءِ كذا، يعني: الشَّياطينُ بعضُهم فوقَ بعضٍ.
 

 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :