الرئيسية/شروحات الكتب/الأسماء والصفات للبيهقي/(94) باب إسماع الرب عز وجل بعض ملائكته كلامه قوله “رمي بنجم فاستنار”
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(94) باب إسماع الرب عز وجل بعض ملائكته كلامه قوله “رمي بنجم فاستنار”

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (الأسماء والصفات) للبيهقي
الدّرس: الرَّابع والتّسعون

***    ***    ***    ***

 
– القارئ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، قالَ الإمامُ أبو بكرٍ البيهقيُّ -رحمَهُ اللهُ تعالى- في كتابِهِ: "الأسماءُ والصِّفاتُ":
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أخبرَنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ  مَزْيَدٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، حدَّثَنا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ أَنَّهُمْ بَيْنَا هُمْ جُلُوسٌ، (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِسْحَاقُ، قَالَا: حدَّثَنا أَبُو الْعَبَّاسِ حدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، حدَّثَنا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حدَّثَنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، أُرَاهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ-، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ: بَيْنَا هُمْ جُلُوسٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: رُمِيَ بِنَجْمٍ فَاسْتَنَارَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا رُمِيَ بِمِثْلِ هَذَا؟) قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، كُنَّا نَقُولُ: وُلِدَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ عَظِيمٌ، مَاتَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ عَظِيمٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (فَإِنَّهَا لَا تُرْمَى لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ؛ وَلَكِنَّ رَبَّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا قَضَى أَمْرًا سَبَّحَهُ حَمَلَةُ الْعَرْشِ ثُمَّ سَبَّحَهُ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، حَتَّى يَبْلُغَ التَّسْبِيحُ أَهْلَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ يَقُولُ الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ لِحَمَلَةِ الْعَرْشِ: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ فَيُخْبِرُونَهُمْ، فَيَسْتَخْبِرُ أَهْلُ الْسَّمَوَاتِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، حَتَّى يَبْلُغَ الْخَبَرُ هَذِهِ السَّمَاءَ فَتَخْطَفُ الْجِنُّ السَّمْعَ فَيُلْقُونَهُ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ، فَمَا جَاؤُوا بِهِ عَلَى وَجْهِهِ فَهُوَ الْحَقُّ، وَلَكِنَّهُمْ يُقَرْقِرونَ فِيهِ وَيَزِيدُونَ فِيهِ) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ وَالْأَوْزَاعِيِّ، وَيُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، وَمَعْقِلِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيِّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، وَزَادَ يُونُسَ فِي رِوَايَتِهِ، قَالَ: " وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ [سبأ:23] وَقَالَ: وَلَكِنَّهُمْ يُرَقُونَ فِيهِ يَعْنِي: يَزِيدُونَ.
– الشيخ: أيش؟ يُرقون؟ الكلمة أيش؟
– طالب: عندي مضبوطة بالشكل
الشيخ: أيش الحروف؟ قلْ لي
طالب: ياء وراء وقاف ونون
الشيخ: يَرْقُون؟
طالب: عندي عليها شدّة: "يُرَقُّون"
الشيخ: "يُرَقُّون"؟
طالب: إي، في الحديثِ الَّذي قبلَهُ، والرِّوايةِ الَّتي قبلَها: "يَقْرِقُونَ"
– طالب آخر: وعندي: "يُحرِّفون"
– طالب آخر: وعندي: "يقرفون"
– طالب: يقول: من القرف أي: الخلطِ. وقد تكونُ من القرقِ وهو صوتُ الدجاجة
– الشيخ: أيش؟
القارئالقرقُ بالفتح: صوتُ الدَّجاجة
– الشيخ: القرقُ، كأنَّه: "يقرقرون"، عندك في بعضِ النسخِ ولكنَّهم يُقرق
– طالب آخر: وعندي نسخةٌ: "وَلَكِنَّهُمْ يُحرِّفون فِيهِ وَيَزِيدُونَ فِيهِ"
– الشيخ: هذا أوضحُ في الحقيقة، المهمُّ أنَّهم يتصرَّفون.
 
– القارئ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أخبرَنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ الْعَنَزِيُّ، حدَّثَنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدِ الدَّارِمِيُّ، حدَّثَنا الْقَعْنَبِيُّ، فِيمَا قَرَأَ عَلَى مَالِكٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حدَّثَنا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: إِنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (يَأْتِينِي أَحْيَانًا فِي مِثْلِ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ، فَيَفْصِمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ مَا قَالَ الْمَلَكُ، وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِيَ الْمَلَكُ رَجُلًا فَيُعَلِّمُنِي)
– الشيخ: فَيُعَلِّمُنِي" ولّا "فيكلِّمني"؟ ما في: "يكلِّمني"؟
– القارئ: (فَيُعَلِّمُنِي) قَالَ الْقَعْنَبِيُّ: (فَيُكَلِّمُنِي)

– الشيخ: زين
– القارئ: روايتَين
– الشيخ: زين
– القارئ: فَأَعِي مَا يَقُولُ) قَالَتْ عَائِشَةُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-: (وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيُفْصَمَ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ مَالِكٍ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ.
وَالصَّلْصَلَةُ: صَوْتُ الْحَدِيدِ إِذَا حُرِّكَ، قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ رَحِمَهُ

– الشيخ: الصَّلْصَلَةُ مثلُ الطنينِ أقول، (مثلَ صلصلةِ الجرسِ) يعني: طنين، ومثلُها اللفظُ الآخرُ: (كأنَّهُ سلسلةٌ على صفوانٍ)
 
– القارئ: قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: يُرِيدُ -وَاللَّهُ أَعْلَمُ- أَنَّهُ صَوْتٌ مُتَدَارِكٌ يَسْمَعُهُ وَلَا يَتَبَيَّنَهُ عِنْدَ
– الشيخ: صَوْتٌ مُتَدَارَكٌ؟
القارئ: نعم
طالب: مضبوطة عندنا: "مُتَدَارَكٌ"
الشيخ: أعد، كأنَّها أشبه، "مُتَدَارِكٌ" يعني: متتابعٌ
– القارئ: وَلَا يَتَبَيَّنَهُ عِنْدَ أَوَّلِ مَا يَقْرَعُ سَمْعَهُ، حَتَّى يَتَفَهَّمَ وَيَسْتَثْبِتَ فَيَتَلَقَّنَهُ حِينَئِذٍ وَيَعِيَهُ، وَلِذَلِكَ قَالَ: (وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ) وَقَوْلُهُ: (فَيَفْصِمُ عَنِّي): مَعْنَاهُ يَقْلِعُ عَنِّي وَيَنْجَلِي مَا يَتَغَشَّانِي مِنْهُ وَقَوْلُهُ: فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ [سبأ:23] أَيْ: ذَهَبَ الْفَزَعُ عَنْ قُلُوبِهِمْ.
بَابُ إِسْمَاعِ الرَّبِّ -جَلَّ ثَنَاؤُهُ- كَلَامَهُ مَنْ شَاءَ مِنْ مَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَعِبَادِهِ..

– الشيخ: إلى هنا.
 

 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :