الرئيسية/فتاوى/حكم استخدام المؤثرات الصوتية لتلاوة القرآن
file_downloadshare

حكم استخدام المؤثرات الصوتية لتلاوة القرآن

السؤال :

بعضُ مكبِّرات الصّوت الحديثة تُدخِلُ في التلاوة مع الصَّدى بعضَ المؤثِّرات الّتي يحصلُ بها تطريبٌ في القراءة وتحسينٌ لصوتِ القارئ أو تغييرٌ فما حكمُ استعمالِها في التَّسجيل أو حتّى في الصلوات ؟

لا إله إلّا الله، مكبّرات الصَّوت هي وسيلةٌ لإيصالِ الصَّوت إلى البعيدِ وإلى مَن لا يسمعُه، هذا هو المقصود، تكبّر الصَّوتَ ليُسمَعَ ولتقريبِهِ لِمَن لا يسمع، هذا هو غايتها، ولكن كثير مِن الناس أساؤوا استعمالها، وذلك إمّا بالمبالغة في كثرة المكبّرات أي السمّاعات، وإمّا بإدخال المؤثِّرات الصَّوتيّة أو الصَّدى أو ما يسمّونه بالصَّدى ممّا يحوّل صوت القارئ أو المتحدّث يحوّله عن طبيعته ويغيّره، ويوجب يعني صخبًا أحيانًا، يوجب صخبًا يزعج السَّامعين، فأنت تجد في بعض المساجد يعني مع كثرة السمّاعات يعني إزعاجًا شديدًا ، لأنّ صوت هذا القارئ أو المؤذّن يتحوّل بدل أن يكون بدل أنّه واحد -صوت واحد- يصير عشرة وأكثر، في مكان محجور ومكان محدود، وهذا نُحِسُّه وأنتم تُحِسُّونه في المواضع، يولِّد صخبًا.
وأيضاً أمر آخر وهو أنَّ بعض الأئمة يقصد يعني تحسين صوته، فإذا قرأ بالمكبّر، ولهذا بعضهم يبالغ ويقترب من اللاقطة يكاد يلتقمها، يقترب مِن اللاقطة يبالغ مبالغةً في إظهارِ صوته، وأقول: فهو يتأثّر بظهورِ صوتِه وتردُّدِ صوتِه في جنبات المكان، المسجدِ أو غيرِه.
فينبغي الاقتصادُ، يعني وصيّتي بالاقتصاد، وأقبح مِن هذا مَن يقصد يعني يبالغ في تحسين صوته حتّى يصير يعني ينتهي إلى نوعٍ مِن التَّطريبِ الّذي يشابه ما يكون في الغناء ومِن المغنيين، وقد سمعت مقطعًا لبعض أولئك يعني لا تكاد تقول إلا إنّه كأنّه يغنّي، وهذا مِن الغلوّ ومِن الغلط الظَّاهر.
فينبغي الاقتصاد في استخدام هذه المكبّرات، فلا تتحوّل إلى صخب يزعج المستمعين ولا تتحوّل إلى وسائل تطريب، بل يجب التَّوسُّط والاعتدال، والغلوّ في كلّ شيء مذموم، ما أدري عندك يا محمّد الفتوى؟
طالب: موجودة.. ويمكن أحتاج أخرجها.
الشيخ: أنا كتبت فتوى قصيرة قديمًا أظنّها فتوى أو فائدة في شأن يعني بعض الأئمة وتعلّقهم باستخدام المكبّر وتأثّرهم بذلك، نسأل الله.. المهمّ وصيتي بالاقتصاد في استخدام المكبرات، وذلك باجتناب المبالغة في تكثير السَّمّاعات وتضخيم الصَّوت تلافيًا يعني وتحاشيًا مِن الإزعاج للمستمعين والمصلّين، وكذلك اجتناب ما يحوّل القراءة إلى تطريب وإلى ما يشبه يعني حال المغنين، وهذا يعود على القراءة والقرآن بنقيض المقصود، انظر إلى يعني لو سمعت قارئًا يعني حسن القراءة بلا مكبّر لابدّ أن تكون أن تنتفع بقراءته أكثر ممّا إذا سمعته بهذه المكبّرات الّتي أُدخِل عليها ما أدخل مِن المؤثّرات.