الرئيسية/الكلمات العامة/التحذير من لبس الصليب
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

التحذير من لبس الصليب

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ

 
التّحذير مِن لبس الصّليب
 
الحمد لله، وصلّى الله وسلّم وبارك على عبده ورسوله نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه.
مما ابتُليَ به المسلمون في هذا العصر: الاتصال بالكفّار، بسبب هذه الوسائل التي يسَّرت التّواصل مع الكفار والاتصال بهم، مع قوّة الأعداء وما حصل على أيديهم مِن أنواع وأسباب الحضارة، ففُتِن المسلمون بحالهم وبعوائدهم وأُعجبوا بهم، وصار المسلمون أمام هذه الشّعوب والدّول الكافرة يستصغرون أنفسهم ويُعظِّمون الأعداء، مما جرَّ عليهم شرّاً كثيرًا، فصاروا يتشبّهون بهم ويحاكونهم في كثير مِن عوائدهم وطرائقهم.
ومِن أخطر ذلك: ما يتعلّق بالعقيدة والدّين، مِن العلاقات التجاريّة واستيراد السّلع التي يُصنِّعونها؛ مِن ملابس، ومِن آلات، ومِن أثاث وغيرها كثير، وصار الكفّار ينشرون شعائر دينهم، ومِن ذلك: الصّليب، الصّليب هو رسم لصورة المسيح -عليه السّلام- وهو مصلوب كما يزعمون، النّصارى يزعمون أنّ المسيح -عليه السّلام- أنّه صلبه اليهود، صلبوه على خشب وقتلوه، وقد أكذبهم الله: ﴿وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمۡ﴾[النساء:157]

لكن النّصارى صاروا يرسمون الصّليب بأشكال كثيرة، يرسمونه على مبانيهم، ويرسمونه على آلاتهم، ويرسمونه على سياراتهم، وصاروا يُصدِّرون ويرسمون الصّليب على ما يُصدَّر للمسلمين؛ مِن ملابس، ومن آلات، ومن أثاث، مختلف، يرسمون هذا الصّليب.
والصّليب هو معبودهم، هم يعبدون الصّليب، يرسمونه في بيوتهم، يصلّون له، وبهذا يُعلم أنّه يحرمُ على المسلمين اقتناء ما فيه رسمة الصّليب، يجب إتلاف صورة الصّليب إمّا بالحكّ وإمّا بالطّمس بحسب الإمكان؛ وانظر قد صحّ عن النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه كان لا يترك شيئًا فيه تصاليب، "تصاليب"، إلا نقضه، يعني: بطله وأفسده وأزال هيئته.

وقد بُليَ المسلمون برسم الصّليب على ثياب، على الأقمشة، على "الفنايل"، ولا سيَّما "فنايل" الرّياضة، فيجب أن يُعلم أنّ هذا حرام على المسلمين أن يلبسوا ما فيه تصاليب، أو يعلِّقوا ما ففيه الصّلبان، أن يعلِّقوا في بيوتهم ما فيه الصّلبان، بل ما بُلُوا به يجب عليهم أن ينقضوه أن يطمسوه؛ لأنّ هذا شعار النّصارى، شعارهم معبودهم، هذا يرمز إلى دينهم إلى عقيدتهم.
وقد بدأ هذا في هذه البلاد قديمًا، يعني نشر الصّليب بساعة، ساعة كانت تُعرف "بأم صليب"، وكان النّاس لا يعرفون، كانوا في عافية مِن هذا، لا يعرفون الصّليب، ولا يعرفون معنى "صليب"، فكانوا يشترون هذه السّاعة ويلبسونها حتى تبيّن لهم أنه "صليب" يعني شعار النصارى ومعبودهم، فصار الذين عندهم ورع يذهبون بالسّاعة لصاحب الخبرة مِن أهل السّاعات: فيفتحها ويطمس ذلك الصّليب.

وليُعلم أنّه لا يجوز للمسلم أو المسلمة أن تلبس ما عليه رسوم الصّلبان، وبالتّالي ومِن باب أولى أنّه لا يجوز لهم الصّلاة فيه، لا يجوز للمسلم أو للمسلمة أن يصلّي الواحد منهم بما عليه تصاوير أو تصاليب.
والنّصارى ينشرون هذا نشرًا لدينهم، ونشرًا لعقيدتهم، ونشرًا لشعائرهم، سبحان الله، يعني تطيب نفس المسلم أو يهون عليه أن يكون معبود النّصارى على ظهره مكتوبًا!، معبودهم الصّليب على ظهره أو على صدره! أين العقيدة، أين التّوحيد؟!
فإن كان يفعل ذلك مُعظِّمًا للصّليب: فهذا معناه الدّخول في دينهم، وإن كان ليس في قلبه هذا وإنّما يلبسه جهلًا منه، إمّا أنّه لا يعرف الصّليب أو يعرفه لكن ما يظن أنّ فيه هذه البشاعة وهذا القبح، أمّا أن يلبسه مُعظِّمًا للصّليب! فمَن يلبس الصّليب على صدره أو على ظهره أو على يده مُعظِّمًا له: فقد دخل في عقيدة النّصارى ودينهم.

فالحذر الحذر، يجب على المسلمين أن يحذروا مِن اقتناء الملابس، أو الأثاث، أو الآلات التي فيها الصّلبان، وإذا بُليَ أحد منهم بشيء مِن ذلك: فالواجب عليه أن ينقضه، أن يطمسه، أن يزيله، فيجب على المسلمين أن يحاربوا؛ ثم يجب على التّجار أيضاً، يجب على التجار أن يشترطوا على المصنّعين وعلى شركات التّصنيع، أن يشترطوا عليهم ألّا يرسموا الصّليب فيما يستوردونه مِن عندهم، يجب عليهم، أمّا أن يستوردوا السّلع بما فيها مِن الشّر وما فيها مِن شعائر الكفر: فهذا جهل، أقل ما فيه أنّه جهلٌ وضلال.
فيجب التّواصي والتّعاون في مثل هذا، ومحاربة وقطع الطّريق على أولئك الكفرة، الأعداء أعداء الإسلام، النّصارى وغيرهم مِن أمم الكفر: هم ضد الإسلام والمسلمين، يعملون على تغيير عقيدة المسلمين وإفساد دينهم، فهم يحاربون الإسلام والمسلمين، تارةً بالحرب المسلحة وبآلات الحرب، وتارةً بما يُسمّى "الغزو الفكري" بالشّبهات والشّهوات، وبنشر شعائرهم.
فهذا مِن أقبح، مِن أقبح أنواع التّشبّه بهم: اقتناء ما عليه شعارهم، ولبس ما عليه شعارهم مِن الصّلبان أو غيرها.

وبعضُ الأمم يمكن ترسل أيضًا رسومًا أخرى، ترمز إلى معبوداتهم الأخرى مِن أمم الشرك، لكن بحكم أنّ النّصارى هم أكثر انتشارًا والنّاس أكثر ارتباطًا بهم: صارت شعائرهم تظهر بين المسلمين وتنتشر أكثر مِن سائر طوائف المشركين، وإلّا: فغيرهم أيضاً يعمل على هذا.
فالواجب الحذر والتّحذير، ومقاومة أعداء الدّين، وحماية العقيدة وحماية التّوحيد مما يجرحها ويغيّرها ويُهوِّن، يجب أن يُربَّى الأطفال على بغض الكفر والكافرين، وبغض شعائر الكفر، ويُبغَّض إليهم التّصوير، ويُبغَّض إليهم اقتناء الصّلبان؛ حماية لعقيدتهم، حماية لدينهم.
وهذا التّواصل وهذا الاتصال مع الكفار هو مِن الابتلاء، ليتبيّن فيه الصّادق من الكاذب، والمؤمن صادق الإيمان مِن الكاذب في إيمانه أو الجاهل الظالم، نسألُ الله أن يُصلح أحوال المسلمين، وأن يكفينا وإيّاكم شرَّ أعداء الدّين، وصلّى الله وسلّم وبارك على عبده ورسوله.
حرر في: 13-2-1435 هـ