الرئيسية/فتاوى/حكم الإفرازات التي يولدها اللولب الهرموني
share

حكم الإفرازات التي يولدها اللولب الهرموني

السؤال :

مِن فضلك يا شيخ: أنا امرأةٌ متزوجةٌ، عادتي الشَّهريَّة في الأصل سبعة أيام، قمتُ قبل سنةٍ بتركيب لولبٍ هرمونيٍّ لمنع الحمل، واللولبُ الهرمونيُّ -كما يقول الأطباء المختصون- يختلف عن العادي في أنَّه قد يُوقف الدَّورةَ الشَّهريَّةَ تمامًا أو يقلِّلُها جدًا، وهذا عند غالبيَّة النّساء اللَّائي يستخدمنه، ولكنَّه قد يتسبَّبُ في نزول إفرازاتٍ بُنيِّة أو معكَّرة بدلًا مِن دم الدَّورة المعروف صفته، وقد تكون هذه الإفرازات في أيام الحيض وفي غير أيامه بلا ضابط.
بالنّسبة لي: دمُ الحيض ينزل بصفته المعروفة في وقته، ولكن في هذه الأيام أصبحت هذه الإفرازات تنزل بشكل كبير، وخصوصًا بعد مرور أيام الدَّورة الشَّهريَّة السَّبعة، والسَّببُ فيها هو اللولبُ ولا شكَّ، فكيف أحسب أيام حيضي مِن أجل صلاتي وصيامي، هل أتحيَّض على عادتي وما زاد أعتبره استحاضة؟ أو أعتبر أنَّ كلَّ ما ينزل هو دم حيض أترك بسببه الصَّلاة والصّيام؟ علمًا بأن هذه الزّيادة لا حدَّ لها معتاد؛ فقد يزيد الخارجُ على السَّبعة أيام، وقد لا يزيد، وقد يصل إلى (١١) يومًا وأحيانًا (١٢) يومًا، وقد ينزل بعد رؤية الطّهر وجفاف المحل بنفس الصّفة. أفتونا بارك الله فيكم، وجزاكم الله عني أحسن الجزاء .
 

الحمد لله وحده، وصلَّى الله وسلَّم على محمَّدٍ، أما بعد:
فقد أحسنتِ في الشّرح والبيان عن اللولب، أخزى الله الكفرةَ الذين صنعوه وأمثاله، ممَّا يولّد مشكلات على المسلمات في أمر حيضهن وطُهرهن، ولِمنع الحمل أيضًا، هذا وحسب ما ظهرَ لي مِن شرح حالتك أرى -والله أعلم- أنَّ كلّ هذه الإفرازات لا تُعدُّ حيضًا، لا وقت العادة ولا غيرها؛ لأنَّها ليست طبيعية، بل هي إفرازات متولِّدة مِن تركيب اللولب، فحيضك هو الدَّمُ الطّبيعيُّ الذي ذكرتِ أنت، سواء كانت مدَّته سبعة أيام أو أقل أو أكثر، ما لم يزد على خمسة عشر يومًا، فإذا زاد على ذلك فلا تحتسبيه حيضًا، فأمركِ -بحمد الله- واضح، فالحيضُ هو الدَّم المعروف، والإفرازات ليست بشيء، فإذا انقطع الدَّمُ فصومي وصلِّي، ولا تلتفتي للإفرازات التي تسبَّب فيها اللولبُ. والله أعلم، وصلَّى الله وسلَّم على محمَّدٍ .

أملاه:
عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك
في 4 شوال، لعام 1439هـ