الرئيسية/فتاوى/صفة قرب الله من عباده
share

صفة قرب الله من عباده

السؤال :

حول كلام شيخ الإسلام في مخطوطته في ردّه على "الرازي" في القسم المخطوط الذي لم يطبع، يقول أنّ هذا الكلام ليس في الصّفات قوله جلّ وعلا: (مَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا..) المعلوم أنّ التقرّب إلى العبد لا يكون بالمساحة، إلى اخر ما ذكر ذلك الشيخ.

ليس المراد قطع المسافة، ليس معنى "الهرولة" المراد أنّ الله يُهرول: يعني يركض ويقفز، لا، فهذا واضح من السّياق: أنّه التقرّب إلى الله بطاعته، وهذا التقرب مِن الله، والله يقرب مِن خلقه كيف شاء، ويتقرب إلى عبده، اقرأ الحديث مِن أوّلِه وردَّ  آخرَه الى أوّلِه.
وهذه العبارة في تفسير الهرولة -ما ذكرته في نقض..- أنا أذكره أنّه قال: ليس هذا المراد المشي والهرولة بقطع المسافة، حتى قوله (مَنْ أَتَاني يَمشي): ليس المراد خصوص العبادة التي يمشي فيها العبد؛ لأنّه قال: (تَقَرَّبَ إليَّ شِبْرًا) وقال: (تَقَرَّبَ إليَّ ذِرَاعًا) ثم: (أتاني يمشي) معناها: زيادة زيادة، كلّ هذا تعبير عن التفاوت في تقرّب العبد، وأنّ الله يقاربُ قُربه بقربٍ أكثر منه.