الرئيسية/فتاوى/حكم الدعاء من القرآن وإفراد الضمير الوارد في الآية
file_downloadshare

حكم الدعاء من القرآن وإفراد الضمير الوارد في الآية

السؤال :

إذا دعوتُ اللهَ بأدعيةٍ مِن القرآنِ هل أُفرِدُ الضَّميرَ أم أدعو بالآيةِ كما هي ؟

إذا كنتَ تقرأُ فادعُ في الآية كما هي، أتقول: "اهدِني الصِّراطَ المستقيمَ"؟! لا، تقولُ: اهْدِنَا ، وإذا قرأْتَ دعاءَ الأبوين تقول: رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا [الأعراف:23]، أتقولُ: "ربِّي إنِّي ظلمْتُ نفسي" ؟!  لا ، غلطٌ ، ما دمتَ تتلو فاتلُ الآيةَ على لفظِها دونَ تغييرٍ ولا تبديلٍ .

طالب: يقول: إذا دعا بأدعيةِ القرآنِ هل يدعو بالضميرٍ المفردٍ ؟
الشيخ:
هو كأنَّه يسألُ خارجَ التِّلاوةِ ؟
طالب: يقولُ: "إذا دعوْتُ بأدعيةِ القرآنِ؟"، هو يدعو لنفسِهِ، لكن بأدعيةِ القرآنِ، هل يجمعُ لأنَّ فيها تعظيمٌ ما يناسبُ..
الشيخ:  كلامي فيما إذا دعوتَ يعني في التِّلاوةِ، إذا كنْتَ تتلو فاتلُ الآيةَ على ما هي عليه، مثل: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6]، ومثل: رَبَّنَا ظَلَمْنَا [الأعراف:23]، ومثل: رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286]، أما إذا دعوتَ خارج التّلاوة فلَكَ أن تُفرد الضّمير، تقول: "رَبِّي لَا تُؤَاخِذْني إِنْ نَسِيتُ أَوْ أَخْطَأْتُ"، يجوز، لكن قراءة الدّعاء على لفظه أبلغ وأجمل، يعني قولك: رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286] أولى من أنْ تقولَ: "رَبِّي لَا تُؤَاخِذْني إِنْ نَسِيْتُ"، وإن قلْتَ: "رَبِّي لَا تُؤَاخِذْني إِنْ نَسِيْتُ أَوْ أَخْطَأْتُ" فجازَ ذلك، يجوزُ، لكنَّ دعاءَك بلفظِ القرآنِ أطيبُ وأجملُ لفظًا ومعنىً .

طالب: ينوي نفسَهُ والمسلمينَ بضميرِ الجمع ؟
الشيخ:
نعم، إذا نوى هذا يكونُ أجملَ ؛ لأنَّهُ مطلوبٌ منه أن يدعوَ لإخوانِه المؤمنين، رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ … وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ [نوح:28]، فيقولُ: رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ [الحشر:10] .