الرئيسية/فتاوى/ضابط جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال
file_downloadshare

ضابط جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال

السؤال :

سُئِلَ الشَّيخُ ابنُ بازٍ -رحمَهُ اللهُ- هذا السؤال، حيثُ قالَ السَّائلُ: عندَما أصلِّي في المسجدِ يقرأُ الإمامُ سورةَ التِّينِ، وعندَما يصلُ إلى قولِهِ تعالى: أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ [التين:8]، أسمعُ النَّاسَ يردِّدونَ مِن خلفِهِ: بلى ونحنُ على ذلكَ مِن الشَّاهدينَ، فهل هذا مشروعٌ؟ فأجابَ الشَّيخُ -رحمَهُ اللهُ-: جاءَ في حديثٍ ضعيفٍ "أنَّهُ كانَ الرَّسولُ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- إذا قرأَ: أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ، قالَ: "بلى ونحنُ على ذلكَ مِن الشَّاهدينَ"، وإذا قرأَ: فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ [المرسلات:50] مِن آخرِ المرسلاتِ قالَ: "آمنْتُ باللهِ ورسلِهِ، آمنْتُ باللهِ وبما أنزلَ"، وإذا قرأَ آخرَ يومِ القيامةِ: أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى [القيامة:40]، قالَ: "سبحانَكَ فبلى"، ولكنَّهُ ضعيفٌ إلَّا ما وردَ في القيامةِ فهوَ ثابتٌ عندَ قولِهِ تعالى: أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى يُقالُ: بلى، سبحانَكَ فبلى، هذا مشروعٌ، وأمَّا عندَ آخرِ سورةِ التِّينِ والمرسلاتِ فهو ليسَ بمحفوظٍ. انتهى كلامُ الشَّيخِ -رحمَهُ اللهُ-.
والسُّؤالُ: لماذا لم يعملِ الشَّيخُ ابنُ بازٍ -رحمَهُ اللهُ- بهذا الحديثِ مع أنَّهُ مِن أحاديثِ الفضائلِ ؟

أحاديثُ الفضائلِ كلامُ أهلِ العلمِ في أحاديثِ الفضائلِ ليس معناه أنَّهم يثبتونَ الفضائلَ بالأحاديثِ الضَّعيفةِ، لا، هذا في التَّرغيب والتَّرهيب يقولون: يُتسامَحُ في التَّرغيبِ والتَّرهيبِ فيما ثبتَ أصلُهُ بأدلَّةٍ صحيحةٍ، مثل أحاديث التَّرغيبِ في قيامِ اللَّيلِ ولو كانَتْ ضعيفةً يُستأنَسُ بها ؛ لأنَّ قيامَ اللَّيلِ مشروعٌ ثابتٌ بأدلَّةِ، أمَّا أنْ نُثبتَ بها سننٌ، أحاديثُ ضعيفةٌ نثبتُ بها سننًا قوليَّةً أو فعليَّةً فلا، ليسَ هذا مقصودهم، يعني لا نثبتُ أحكامًا، نقولُ: هذا واجبٌ أو هذا مُستحَبٌّ، بأحاديثَ ضعيفةٍ ؛ لا، مثل أحاديث فيها وعيدٌ على شربِ الخمرِ ضعيفة، أحاديثُ ضعيفةٌ، نقولُ: لا بأسَ مِن روايتِها؛ لأنَّ تحريمَ الخمرِ ثابتٌ، فليسَ في ذكرِ هذا الوعيدِ يعني مفسدةٌ، إلَّا مِن جهةِ أنَّه نسبةُ هذا القولِ إلى الرَّسول هذا يُتحرَّجُ منه .